من القاعدة إلي داعش.. دعم قطر للإرهاب لايسقط بالتقادم
الأربعاء 03/أبريل/2019 - 11:37 ص
طباعة
روبير الفارس
لا تسقط جرائم الارهاب بالتقادم .ودماء الابرياء تظل صارخة تطالب بالقصاص والعدل .اما علاقة الدول بالارهابيين فتظل وصمة عار تكشف عن خفايا الماضي الاسود لهذه البلدان المارقة كما تفضح ايضا عن ثمار واستمرار هذا التعاون .لذلك يظل الارشيف الصحفي من اكثر الادلة الوثائقية التى تقدم مستندات تستفيد منها عدد من الاجيال .ومن اكثر التقارير الصحفية التى رفعت الغطاء عن تعامل وتمويل امارة قطر الارهابية مع القاعدة تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية نشر في فبراير 2003 للصحافي "باتريك تيلر" كشف هذه الحقائق بتفاصيلها .الامر الذى تعجز قطر عن الرد عليه خاصة وان تاريخها في التعامل مع القاعدة يقود الي كشف تعاملها مع تنظيم داعش الارهابي وفي التقرير نقل الكاتب تصريحات لكولن باول وزير الخارجية الأميركي آنذاك، بشأن ما تم الكشف عنه من خلال نائب أبو مصعب الزرقاوي بعد القبض عليه، والمتعلقة بشبكة تنظيم القاعدة في العراق ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا.
إلا أن الزرقاوي في ذلك الوقت كان قد وفد حديثا إلى بغداد قادما من إيران بعد إقامته ومجموعته فيها إلى جانب قيادات الصف الأول لتنظيم القاعدة منذ 2001، مكونا ما بات يعرف بجماعة أنصار الإسلام في شمال شرق العراق قبل أن يصبح اسمها جماعة التوحيد والجهاد، الذي تبعه مبايعة أسامة بن لادن.
وقال باول: "هؤلاء الأعضاء المنتسبون إلى تنظيم القاعدة، المتمركزون في بغداد، يقومون الآن بتنسيق حركة الأشخاص والأموال والإمدادات إلى جميع أنحاء العراق وشبكتها، وهم الآن يعملون بحرية في العاصمة لأكثر من ثمانية أشهر".
جوازات سفر قطرية
وهنا يكمل الصحافي الأميركي تقريره عن الزرقاوي، ونقلا عن مسؤول في التحالف فقد وفر للزرقاوي ملاذا آمنا، ومنح باقي التنظيم جوازات قطرية وتوفير مكان آمن له، وذلك بجانب الدعم المالي قائلا: "احتفظ السيد باول ببعض التفاصيل المهمة اليوم، مثل اكتشاف وكالات الاستخبارات أن أحد أفراد العائلة المالكة في قطر، وهو حليف مهم يوفر قواعد جوية ومقر قيادة للجيش الأميركي، قام بتشغيل منزل آمن للزرقاوي وتنقله إلى داخل وخارج أفغانستان".
الأسرة الحاكمة في قطر وتنظيم القاعدة
وقال مسؤول الائتلاف إن عضو العائلة المالكة القطري "عبد الكريم آل ثاني"، وأضاف المسؤول "أن آل ثاني قدم جوازات سفر قطرية وأكثر من مليون دولار في حساب مصرفي خاص لتمويل الشبكة".
علاقة قطر بتنظيم القاعدة أثناء استضافتهم في إيران، لم تكن لتنحصر على أبو مصعب الزرقاوي ومجموعته، فوفقاً لما كشفت عنه وزارة الخزانة الأميركية، يظهر المفاوض القطري في أكثر من بيان كان أبرزه شبكة عز الدين خليل خليل والملقب بـ" ياسين ياسين السوري" أو "ياسين الكردي"، وهو ميسر تنظيم القاعدة في إيران، والذي باشر أعماله من إيران منذ 2005، بعد سماح السلطات الإيرانية له بالعمل داخل حدود إيران بموجب الاتفاق مع تنظيم القاعدة.
حيث تولى "ياسين الكردي" نقل الأموال والمجندين من جميع أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان لمصلحة قادة تنظيم القاعدة من بينهم "عطية الله الليبي".
ووفقاً لما جاء في تقرير الخزانة الأميركية الصادر في يوليو 2011: وأعادت نشره "العربية نت" في تقرير أخير لها جمع "خليل" التمويل من مختلف المانحين في جميع أنحاء الخليج وهو مسؤول عن مبالغ كبيرة من الأموال عبر إيران، للمرور إلى قيادة القاعدة في أفغانستان والعراق، كما قام بتسهيل سفر المجندين المتطرفين لتنظيم القاعدة من الخليج إلى باكستان وأفغانستان عبر إيران، ويطلب خليل من كل عامل سليم 10000 دولار إلى تنظيم القاعدة في باكستان، وبصفته ممثلاً لتنظيم القاعدة في إيران، يعمل خليل مع الحكومة الإيرانية لترتيب إطلاق سراح أفراد تنظيم القاعدة من السجون الإيرانية، عندما يتم الإفراج عن ناشطي القاعدة، تنقلهم الحكومة الإيرانية إلى خليل الذي يقوم بتسهيل سفرهم إلى باكستان".
الكواري والدعم المالي للقاعدة بإيران
ولتشمل شبكة الميسر لتنظيم القاعدة في إيران كلاً من القطري "سليم حسن خليفة راشد الكواري"، و"عبد الله غانم محفوظ مسلم الخوار"، كمفاوضين لتنظيم القاعدة من مكان إقامتها في "قطر".
وكما جاء في التقرير: "قدم الكواري الدعم المالي واللوجستي للقاعدة من خلال مفاوضي القاعدة في إيران ومن مقره قطر، وتقديمه مئات الآلاف من الدولارات كدعم مالي للقاعدة وتقديم التمويل عمليات القاعدة، وكذلك تأمين الإفراج عن معتقلي القاعدة في إيران وفي أماكن أخرى، كما قام بتيسير السفر للمتطوعين المتطرفين نيابة عن كبار ميسري تنظيم القاعدة المتمركزين في إيران".
وبحسب ما أوردته صحيفة " صنداي تليغراف" البريطانية، فقد عين النظام الحاكم في قطر سالم الكواري (42 عاما)، في موقع مهم بوزارة الداخلية القطرية، مؤكدة أنه ضخ مئات الآلاف من الدولارات إلى القاعدة عبر شبكة إرهابية أثناء عمله في وزارة الداخلية.
وكان الكواري قد عمل في قسم إدارة الدفاع المدني التابع لوزارة الداخلية قبل عامين من إدراجه من قبل الولايات المتحدة على قائمة الإرهاب.
أما عبد الله غانم الخوار (38 عاماً)، فعمل مع الكواري لتقديم الأموال والرسائل وغيره من الدعم المادي لعناصر القاعدة في إيران، "ومثل كواري يقع مقر الخوار في قطر، وساعد على تسهيل سفر المتطرفين المهتمين بالذهاب إلى أفغانستان".
وإضافة إلى الكواري والخوار، أدرج تقرير آخر لوزارة الخزانة الأميركية صدر في أكتوبر 2014 عبد الملك محمد يوسف عثمان عبد السلام، والمكنى بـ"أبي عمر القطري"، وهو ابن أبو عبد العزيز القطري "أمير جماعة جند الأقصى" والذي قتل في سوريا في 2014 (أردنيان يحملان الهوية القطرية)، بعد أن بدأ مسيرته مع تنظيم القاعدة في أفغانستان، وكان قريباً من أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وعبد الله عزام، وشارك في القتال في الشيشان، قبل أن ينتقل إلى مساعدة أبو مصعب الزرقاوي في إنشاء تنظيم القاعدة في العراق عبر جماعة "التوحيد والجهاد".
وأضاف التقرير: "عمل عمر القطري مع ميسري القاعدة في إيران لتوصيل ايصالات تؤكد أن القاعدة تلقت تمويلاً من جهات أجنبية، وفي أواخر العام 2011 قام بتسليم آلاف الدولارات إلى الكويتي "محسن الفضلي" والمصنف على قوائم الإرهاب الأميركية والأمم المتحدة، في إيران، والتي هرب إليها بحراً من الكويت، وأقام فيها لسنوات قبل أن ينتقل إلى العراق وبعدها إلى سوريا.
وبالعودة إلى بلدة "الباغوز"، حصن داعش الأخير في سوريا، وباختفاء قيادات الصف الأول للتنظيم، يعود السؤال من جديد عن حقيقة نجاح الحرب على الإرهاب في ظل "انسياح" المتطرفين من جديد في مشارق الأرض ومغاربها عبر مكاتب الخدمات العامة للجماعات الإرهابية، بإشراف بعض الأنظمة والحكومات.
وهنا يحذر الخبراء من توفير ملاذات آمنة جديدة لقيادات داعش الإرهابي تنفق عليها قطر في إيران مثلما فعلت من قبل مع قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي وأيمن الظواهري حتى اللحظة.فإيران توفر الملاذات الآمنة للقيادات الإرهابية وقطر تنفق عليهم.لافرق بين القاعدة وداعش