رغم مساعي الإخوان لعرقلته.. حفتر يتقدم ويواصل صفع الإرهاب تجاه طرابلس

الجمعة 05/أبريل/2019 - 02:48 م
طباعة رغم مساعي الإخوان أميرة الشريف
 
ما زال الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، يواصل مساعيه لدخول العاصمة الليبية طرابلس وتحريرها من قبضة الميلشيات الإرهابية، وقال الجيش الليبي إنه على بعد 30 كيلومترا من طرابلس.
يأتي ذلك في وقت حذر فيه المجتمع الدولي فيه من الفوضى، مشددا على أن التدخل العسكري من خلال الجيش الليبي لن يحل أزمة ليبيا.
ونجحت قوات الجيش الليبي الوطني، مساء أمس الخميس، في السيطرة على حاجز عسكري يقع على بعد 27 كيلومتراً من البوابة الغربية لطرابلس عاصمة ليبيا.
ووفق وكالة فرانس برس أكد اللواء عبد السلام الحاسي قائد غرفة عمليات المنطقة الغربية بالجيش الليبي الوطني، أن قوات الجيش الليبي سيطرت على الحاجز العسكري دون قتال.
وكان قائد الجيش المشير خليفة حفتر أعلن انطلاق عملية تحرير طرابلس عاصمة ليبيا، قائلا إن "الظالمين طغَوا في طرابلس وأكثروا فيها الفساد".
ودعا المشير خليفة حفتر الجيش الليبي لرفع السلاح فقط؛ ردا على حاملي السلاح في طرابلس عاصمة ليبيا، مؤكدا أن "من ألقى سلاحه ورفع الراية البيضاء، فهو آمن".
وقال حفتر في تسجيل صوتي وجهه إلى قوات الجيش الخميس: "لبيك طرابلس لبيك، دقّت الساعة وآن الأوان وحان موعدنا مع الفتح المبين".
وأضاف: "ادخلوها بسلام على من أراد السلام، ولا تطلقوا النار إلا رداً على من أطلق النار منهم، ومن ألقى سلاحه منهم فهو آمن، ومن لزم بيته فهو آمن، ومن رفع الراية البيضاء فهو آمن، مرافق العاصمة أمانة في أعناقكم".
وقابلت فصائل موالية لحكومة الوفاق برئاسة، فايز السراج، تحرك الجيش وتقدمه في محيط طرابلس بعد سيطرته على مدينتي صرمان وغريان بإعلان النفير العام، وسط مخاوف دولية من انزلاق الأوضاع نحو حرب دموية.
وأكد المتحدث باسم الجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري أن حماية المدنيين وضمان سلامتهم من أهم النقاط التي يضعها الجيش الوطني في الاعتبار، مضيفا أن ذلك كان محور مناقشات في عدة اجتماعات للقيادة العامة للجيش الوطني.
وأكد المسماري، ضرورة وجود قواعد اشتباك محددة للقتال داخل المدن والأحياء السكنية، مؤكدا دعمه " للملتقى الجامع" المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري في البلاد.
وقال المسماري  في تصريح خاص لقناة "العربية" الحدث الإخبارية اليوم الجمعة : "إننا نسير وندعم المؤتمر الجامع الذي يقوده المبعوث الأممي غسان سلامة، ولكن هناك تشويش على هذا المؤتمر من قبل جماعة الإخوان المسلمين بعد تنظيمها مؤتمرا مضادا لمؤتمر غسان".
ويتوقع أن يشارك في المؤتمر جميع أطياف وشرائح الليبيين، لحسم موعد الانتخابات وإنهاء المرحلة الانتقالية في ليبيا.
ومع التطوارت الميدانية والأحداث المتسارعة، يجتمع اليوم الجمعة، مجلس الأمن الدولي، في جلسة طارئة بطلب من بريطانيا، للبحث في الأوضاع الليبية، حسب ما أفاد دبلوماسيّون.
فيما، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من طرابلس إن لا حل عسكريا للأزمة الليبية، معتبرا أن الأولوية للحل السياسي.
في سياق متصل، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، الجمعة، الأطراف الليبية المختلفة لمارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد المسلح.
وحذرت المنظمة من التصعيد العسكري في ليبيا، مؤكدة أن الحوار هو السبيل الوحيد لحل الخلافات. 
وشددت على ضرورة تضافر جهود الجميع والعمل سويا من أجل الحفاظ على أمن واستقرار ليبيا وجعل المصلحة العليا للبلاد ووحدة شعبها وأرضها فوق كل الاعتبارات.
وأكدت المنظمة مساندتها لجهود الأمم المتحدة التي تهدف إلى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، وذلك من خلال تشجيع الحوار الوطني الليبي بهدف التوصل إلى التسوية السلمية الشاملة.
ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة، الخميس، كل الأطراف في ليبيا إلى خفض التوترات فوراً، بعدما أمر المشير خليفة حفتر قواته بالسير نحو العاصمة طرابلس، حسب بيان للخارجية الأمريكية.
وقالت الدول الخمس، في بيان مشترك: "في هذا الوقت الحساس من العملية الانتقالية في ليبيا، فإن التحركات العسكرية والتهديدات بإجراءات أحادية الجانب تهدد فقط بإغراق ليبيا مجدداً في الفوضى"، كما شددت الدول الخمس على أنه لا حل عسكريا للصراع في ليبيا.
وفي أحدث ردود الأفعال الدولية، قالت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية إنها "تشعر ببالغ القلق من الاشتباكات التي اندلعت في عددٍ من المناطق الليبية"، وناشدت جميع الأطراف بضبط النفس ووقف التصعيد.
كما أكد البيان على موقف مصر الثابت والقائم على دعم جهود الأمم المتحدة والتمسُّك بالحل السياسي كخيار وحيد للحفاظ على ليبيا وضمان سلامة ووحدة أراضيها وحماية مقدرات شعبها وثرواتها من أي سوء، مع التأكيد على ضرورة مواصلة مكافحة الإرهاب واجتثاثه من كافة الأراضي الليبية.
ومن جانبها، عبرت تونس الجمعة عن "قلقها العميق" من التطورات الأخيرة، وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان الجمعة "تتابع تونس بانشغال بالغ التطورات الخطيرة للأوضاع في ليبيا، وتعرب عن قلقها العميق لما آلت إليه الاحداث في هذا البلد الشقيق".
إلى ذلك، حذر وزير الداخلية في حكومة الوفاق الليبية، فتحي باشاغا، مساء الخميس، من عواقب التحرك الذي قام به الجيش باتجاه طرابلس، متوعداً بالتصدي له بحلول اليوم الجمعة، قائلاً: "الدماء ستُسفك من الطرفين ومن استخدم هذا السلاح سوف يقضي عليه".
وأعلنت قوات حفتر، خلال نشره علي موقع التواصل "فيس بوك"، المناطق التي استطاعت دخولها، وانجازات الجيش الوطني.
1-  مطار طرابلس العالمي تحت قبضة القوات المسلحة.
2- القوات المسلحة تدخل منطقة الحنيوه شرقي مدينة سرت.
3-  ترهونة ترحب الان بالقوات المسلحة وتعانق أبطالها.
4-  القوات المسلحة تدخل منطقة أبي عيسى غرب مدينة الزاوية.
5-  اشتباكات طفيفة بين مليشيات الجويلي وقوات الجيش المتقدمه بقوة.
6- أكثر من 7 محاور رئيسية والعديد من المحاور الفرعية التي سيدخل معها الجيش الى طرابلس والاهم المفاجأة الكبرى من داخل طرابلس.
7-  القوّات المسلحة بقيادة المُشير خليفة حفتر تستلم بوابة الـ 27 غربي العاصمة طرابلس.
8-  القوات المسلحة تتجه لتأمين منفد رأس جدير الحدودي مع تونس.
9-  منطقة الزهراء بالكامل تحت سيطرة قواتكم المسلحة العربية الليبية.
10-  الزوارق الحربية التابعة للقيادة على مشارف سواحل طرابلس.
11- الكتبية 94 الأمنية داخل جنزور تسيطر على المعسكرات الأمنية بالكامل ومعسكر سيدي ابلال وسط فرح وترحيب من أهالي جنزور.
12-  القوات البحرية والضفادع البشرية التابعة للقيادة العامة قامت بإنزال في قاعدة سيدي بلال البحرية الواقعة 17 كم غرب طرابلس.
13- تم تسليم الزاوية سلمي بدون قتال دون سفك الدماء وسيتم دخول الجيش وعلي رأسهم شباب المدينة نعم لي سلم لا للحرب.
14-  قوات المدفعية التابعة للكتيبة 302 تأخد الامـر بقصف تمركزات الجويلي.
وتسعي الميليشيات المسلحة المسيطرة على طرابلس التنصل من الترتيبات الأمنية الأخيرة فى العاصمة عبر بث شائعات ضد تحرك الجيش الوطنى الليبى لدخول طرابلس.
وفي الوقت الذي يرفض فيه البعض دخول الجيش الليبي للعاصمة طرابلس، يؤيد تيار كبير دخول قوات الجيش في إطار معركته الشاملة ضد الإرهاب وبسط السيادة شريطة ألا تنجرف الأمور نحو مواجهة عسكرية مع القوى المسيطرة على مدن المنطقة الغربية، وهو ما يحتاج إلى مزيد من رسائل الطمأنة من القائد العام للقوات المسلحة الليبية.
وتخشي الأطراف الليبية من تدخل قوى إقليمية معادية للجيش الوطني الليبي، مثل تركيا وقطر لخلط الأوراق في العاصمة طرابلس، عبر تحريك بعض قادة الميليشيات المسلحة المقربين من البلدين، خاصة المنتمين إلى تنظيمي القاعدة والإخوان الإرهابيين، كأحد أخطر التحركات التي يمكن أن تدفع طرابلس نحو مواجهة عسكرية شاملة لا يحمد عقباها.
وتنقسم ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، بين عدة حكومات، أدت إلي انبثاق عدد لا يحصى من الفصائل.
وعاشت العاصمة طرابلس منذ ذلك الحين، حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
وشهدت طرابلس في تلك الفترة حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
ومن أبرز المعارك والاشتباكات التي عاشتها طرابلس كانت بدايتها في 15 نوفمبر عام 2013، حين خرجت مظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة واتجهت إلى منطقة غرغور مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة منها لتواجه تلك المسيرة برماية مسلحة مجهولة أدت إلى تفاقم الوضع وسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى.
كما اندلعت بعدها أحداث "فجر ليبيا" التي كانت شرارتها في 13 يوليو عام 2014 وجاءت على خلفية انتخاب مجلس النواب وحل المؤتمر الوطني العام الذي تسيطر عليه مجموعة من المحسوبين على الإسلام السياسي، وبدأت الأحداث بالاستيلاء على مطار طرابلس العالمي في أكبر المعارك التي عاشتها طرابلس بين عدد من التشكيلات المسلحة المحسوبة على تيارات إسلامية متحالفة مع مجموعات من بينها درع الوسطى وكتيبة ثوار ليبيا ضد كتائب القعقاع والصواعق.

شارك