لقاء شيخ الازهر والأمين العام للأمم المتحدة في عيون الصحافة العالمية
الأحد 07/أبريل/2019 - 01:37 م
طباعة
حسام الحداد
استقبل الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الثلاثاء الماضي 2 أبريل، السيد/ أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته للقاهرة.
وتناولت المباحثات التي عُقدت بمقر مشيخة الأزهر الشريف - أوجهَ التعاون بين مؤسسة الأزهر والأمم المتحدة في مجالات نشر السلام والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع، ومواجهة العنف والتطرف الذي يُرتكب بحقِّ المسلمين، والتصدي لخطاب الكراهية الذي تعمل عليه وتزكِّيه بعض وسائل الإعلام الغربية.
الأمين العام للأمم المتحدة أكَّد خلال لقائه الإمامَ الأكبر أن الإسلام يتعرض لهجمة شرسة تستهدف تشويهه واتِّهامه بالإرهاب، في حين أن أكثر ضحايا الإرهاب من العرب والمسلمين، مبينًا أن العالم يشهد حروبًا سياسية تستخدم الشعارات الدينية والمذهبية لتحقيق مصالح خارجية على حساب دماء الأبرياء.
وعقب اللقاء ألقى "غوتيريس" بيانًا تاريخيًّا من مقرِّ مشيخة الأزهر الشريف، أكَّد فيه أنه يشعر بهيبة ما يزيد على ألف عام من العلم والثقافة في هذا المقر العظيم، وأنه جاء ليعلن عن تضامنه مع المسلمين في هذه الأوقات المضطربة، لافتًا إلى أنه كان يرى كَرَمَ الدول الإسلامية التي فتحت حدودها للأشخاص في وقت محنتهم، وأن القرآن الكريم أكَّد قبل 14 قرنًا أن حماية اللاجئين يجب أن تُمنح للمؤمنين وغير المؤمنين.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أن وثيقة "الأخوة الإنسانية" التي وقَّعها الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، في فبراير الماضي، تعكس الأخوَّة بين الأديان، وأنه سيبذل أقصى جهده كي تصل للعالم كله، داعيًا القادةَ الدينيين أن يواصلوا القيام بدورهم، وأن يستلهموا ذلك ممَّا حقَّقه فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان من خلال هذه الوثيقة.
في هذا التقرير يقدِّم مرصد الأزهر لمكافحة التطرف رصدًا لأصداء ما ورد في الصحافة العالمية حول هذا الحدث المهم الذي جمع فضيلة الإمام الأكبر والأمين العام للأمم المتحدة، والبيان التاريخي الذي ألقاه الأخير من مقرِّ مشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة.
الصحف الناطقة باللغة الإنجليزية
ذكر الموقع الرسمي للأمم المتحدة تصريحات "أنطونيو غوتيريس" التي أكَّد فيها رفضه لسلوك القادة الذين يحاولون "استغلال الفوارق" بين البشر، ودعوته كافة المجتمعات والأديان والثقافات على اختلافها أن تركِّز على ما يجمعها.
وأشار الموقع إلى تضامن الأمين العام للأمم المتحدة مع المسلمين حين قال: إنه بوصفه رجلًا متدينًا يعبر عن تضامنه مع المسلمين في أعقاب هجوم "كرايست تشيريش" الذي ارتكبه "عنصري أبيض"، كما أشار الموقع إلى اقتباس "غوتيريس" الآية رقم 34 من سورة "فصلت": "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"، مؤكدًا أن تلك هي "روح الإسلام دين الحب والتعاطف والعفو والرحمة والفضيلة"، معتبرًا أن وثيقة "الأخوة الإنسانية" شهادة رائعة على الاحترام المتبادل والتسامح والودِّ والسلام الذي أظهره "كلا الزعيمين الدينيين العظيمين في العالم".
وذكر الموقع تصريح الأمين العام أن المسلمين هم من يدفعون "ثمنًا باهظًا" جرَّاء الأعمال الإرهابية التي يرتكبها "حفنة من المجرمين".
وأوردت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية، تضامن الأمين العام للأمم المتحدة مع جميع مسلمي العالم، حين اختار أن يعبَّر عن هذا التضامن من قلب الأزهر الشريف، في إشارة لرمزية قيادته العالمية. وذكرت الصحيفة بعضًا من تصريحات "غوتيريس"، كان أبرزها: "في أوقات الصعاب، يجب أن يساند ويحمي بعضُنا بعضًا"، ولا شيء يسوغ الإرهاب الذي يزداد قبحًا إذا ما ارتُكب باسم الدين... يجب أن ندافع ونحمي "الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان العالمية".
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الأمين العام للأمم المتحدة، أعرب خلال الزيارة التي جمعته بالإمام الأكبر عن تضامنه مع المسلمين في شتَّى بقاع العالم ورفضه لخطاب الكراهية والعنصرية، إلى جانب معاداة السامية. وتابعت الصحيفة أن "غوتيريس" قال في خطابه: إنه "في وقت المصاعب والتفرق يجب أن نقف جنبًا إلى جنب ويحمي بعضُنا بعضًا، فلا مسوغ للإرهاب، يجب أن نرفع لواء الكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان العالمية".
وأشار موقع "the National" إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة ألقى كلمة أكَّد فيها أن وسائل التواصل الاجتماعي تنشر الكراهية ضد المسلمين، واقتبس آيات من القرآن الكريم، ودعا المسيحيين والمسلمين إلى التوحد لتكوين جبهة مشتركة ضد التعصب، وبيَّن أنه يرى "حول العالم تصاعدًا لتيارات الكراهية ضد المسلمين، ومعاداة السامية، والعرقية وكراهية الأجانب، فخطاب الكراهية ينتشر انتشار النار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وذكر الموقع إشادة "غوتيريس" بتلك الخطوة الجريئة ودعوة الإمام الأكبر "لمسلمي الشرق الأوسط أن يحموا الجاليات المسيحية"، مثمِّنًا "مبادرات الإمام لتعزيز الصورة الصحيحة للإسلام ومكافحة الأفكار المتطرفة والدعاية الإرهابية".
وأوضح موقع "Press TV" أن الأمين العام للأمم المتحدة حذَّر خلال زيارته للأزهر الشريف، أحدِ أعرق المؤسسات الإسلامية، من الانتشار المفرط لـ"الإسلاموفوبيا" في جميع أنحاء المجتمع الدولي، عقب مرور أسبوعين على حادث "نيوزيلندا" الإرهابي. بينما أكَّد موقع "TRT World" أن "غوتيريس" حذَّر من ارتفاع حدِّة الكراهية ضد الإسلام في لقاء جمَعه بالإمام "الطيب"، كما أبرز الموقع تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة على أن تلك الآفات وذلك الخطاب يسود في الدول الديمقراطية وفي الدول الاستبدادية على حدٍّ سواء.
الصحف الناطقة بالفرنسية
تحت عنوان: "شيخ الأزهر يجري مباحثات مع الأمين العام للأمم المتحدة في مصر"، نقلت صحيفة "journal du Senegal"، وصحيفة "journal du Cameroun" على موقعيهما الإلكتروني، حدثَ زيارة "أنطونيو غوتيريس" للأزهر الشريف، حيث ذكر موقعا الصحيفتين أن شيخ الأزهر التقى الأمينَ العام للأمم المتحدة، وتركَّزت المناقشات على بحث جوانب التعاون بين الأزهر والأمم المتحدة، في مجالات تعزيز السلام والتعايش ومكافحة العنف والتطرف والكراهية والإرهاب. كما ذكر الموقعان أن الأزهر "دعا دائمًا إلى التمييز بين الإسلام بمبادئه وثقافته وحضارته، وبين شرذمة صغيرة لا تمثل شيئًا مقارنةً بجموع المسلمين المسالمين."
وذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية تحذيرَ الأمين العام للأمم المتحدة خلال لقائه شيخَ الأزهر، من "كراهية المسلمين" بعد هجومٍ إرهابي خلَّف 50 ضحيةً الشهر الماضي في مسجدين بـ"نيوزيلندا". وأبرز موقع صحيفة "l’Orient lejour" اللبنانية، وموقع صحيفة "le vif" البلجيكية، وموقع "lemuslimpost"، وموقع البوابة الكاثوليكية السويسرية "cath"، تحذيرَ الأمين العام للأمم المتحدة من تنامي خطاب الكراهية ضد المسلمين، بعد أقل من شهر على مجزرة مسجدي "نيوزيلندا"، وكذلك حادث إطلاق النار على كنيس يهودي بمدينة "بيتسبرغ" في ولاية "بنسلفانيا" الأمريكية عام 2018، والذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا.
الصحف الناطقة بالإسبانية
سلَّطت وكالة أنباء "أوروبا بريّس" الناطقة بالإسبانية الضوءَ على زيارة الأمين العام للأمم المتحدة للأزهر الشريف، واجتماعه مع فضيلة الإمام الأكبر، حيث أشارت إلى خطاب "غوتيريس"، الذي حثَّ فيه الزعماء الدينيين على الاضطلاع بدورهم في الحدِّ من الاستقطاب ومحاربة خطاب الكراهية و"الإسلاموفوبيا" ومعاداة السامية؛ لمواجهة العنصرية وتزايد العنف باسم الدين، كما أكَّد على أن الزعماء الدينيين لديهم القدرة على إصلاح الشقوق الناجمة عن خطاب الكراهية والتحريض على العنف. كما أبرزت وكالة الأنباء تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي أكَّد فيها أن هناك تصاعدًا غير مسبوق في جميع أنحاء العالم لخطاب الكراهية ضد المسلمين، انتشر كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة. كما أنه انتشر في البلدان الليبرالية والدول السلطوية على حدٍّ سواء. وأشارت الوكالة إلى أن "غوتيريس" ذكر أن أصحاب هذا الخطاب المتطرف يشوهون صورة النساء والأقليات والمهاجرين واللاجئين، موضحًا أنه "عندما يتعرض الناس للاعتداء جسديًّا أو لفظيًّا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب عِرْقهم أو دينهم أو أصلهم، فإن المجتمع كله يفقد قيمته."
وذكرت وكالة "برنسا لاتينا" الكوبية أن هذه الزيارة المهمَّة التي تأتي في وقت عصيب يشهد فيه العالم تصاعدًا في وتيرة خطاب الكراهية ضد الأجانب والمسلمين، أكَّد خلالها الأمين العام للأمم المتحدة على أن الجميع لديه دور مهم في رأب الصدع، وإنهاء الاستقطاب السائد بشدة في كثير من مجتمعاتنا اليوم، وأن على القادة الدينيين -على وجه الخصوص- دورًا في غاية الأهمية. وأوضح موقع الوكالة أن "غوتيريس" أشار إلى أنه كان من المشجِّع والإيجابي رؤية فضيلة الإمام الأكبر وبابا الفاتيكان في تعاونهما لإصدار وثيقة "الأخوة الإنسانية، بما يعكس مظهرًا من مظاهر الأخوة بين الأديان، مشيرًا إلى أن تلك الوثيقة التي قدَّمها الزعيمان للعالم تُمثِّل شهادة رائعة على مشاعر الاحترام والتسامح والسلام المتبادلة.
وأوردت صحيفة "باينتي مينوتوس" الإسبانية تحذيرَ الأمين العام للأمم المتحدة من زيادة خطاب الكراهية ضد المسلمين، خاصةً بعد هجوم نيوزيلندا الإرهابي، وإشارة "غوتيريس" إلى أن هناك هجومًا آخر وقع في أكتوبر 2018، على معبد في "بيتسبرغ" بالولايات المتحدة الأمريكية راح ضحيته 11 شخصًا، مضيفًا أن العالم يشهد تزايداً فيما يخص كراهية الإسلام ومعاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب. وشدد الأمين العام على أنه "في هذا الوقت من الصعوبات والانقسام، يجب أن نكون معًا ويحمي بعضُنا بعضًا".
وأبرز موقع "الأمم المتحدة" الناطق بالإسبانية كلمةَ الأمين العام للأمم المتحدة التي تضمنت تأكيده على أنه في مثل هذا الوقت الذي نواجه فيه أزمات وانقسامات متعددة، يجب أن تسود الوحدة والحماية المتبادلة. وأوضح "غوتيريس" أن هناك زيادة مطردة في كراهية الإسلام ومعاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب على المستوى العالمي، إلى جانب تأسيس ثقافة مهيمنة لخطاب الكراهية تتمدَّد "مثل حرائق الغابات"، خاصةً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، مضيفًا أن هذا التيار يتوسَّع في كل من الديمقراطيات التقدُّمية والدول الاستبدادية، الأمر الذي يهدد القيم الديمقراطية والاستقرار الاجتماعي والسلام، إضافة إلى تهديد النساء والأقليات والمهاجرين واللاجئين.
الصحف الناطقة بالألمانية
نشر موقع "Nilzeitung" خبرًا بعنوان "الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث من داخل أروقة الأزهر العريق بالقاهرة"، حيث ذكر الموقع دعوة "أنطونيو غوتيريس" إلى حثِّ المجتمعات والأديان والثقافات في كل مكان على "التركيز على ما يوحدنا"، ودعوة الجميع إلى العمل معًا لتحقيق رؤية الأمم المتحدة لعام 2030؛ لتحقيق فائدة عامة في هذا الإطار. وأضاف الموقع أن الأمين العام للأمم المتحدة صرَّح بأنه "من الضروري الآن مواجهة الشخصيات الدينية والسياسية التي تستغل الاختلافات لمصلحتها الخاصة"، مضيفًا أنه "كان يتوجب علينا أيضًا أن نسأل لماذا يشعر الكثير من الناس بالإقصاء ولماذا يتمُّ إغراؤهم برسائل التعصب؟". كما ذكر الموقع مقتطفات من الكلمة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة خلال زيارته لمشيخة الأزهر الشريف.
الصحف الناطقة بالإيطالية
نشرت وكالة "نوفا" الإيطالية للأنباء خبرًا بعنوان: "الأمين العام للأمم المتحدة يلتقي إمام الأزهر الأكبر"، ورَدَ فيه: التقى الأمين العام للأمم المتحدة، "أنطونيو غوتيريس"، الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر. وتحدَّث الطرفان عن آفاق التعاون بين الأزهر والأمم المتحدة؛ لنشر السلام، ومكافحة العنف والتطرف. كما ناقش "غوتيريس" و"الطيب" أيضًا أفضل الإستراتيجيات لمواجهة ظاهرة "الإسلاموفوبيا". وفي خطابه حذَّر "غوتيريس" من الكراهية ضد المسلمين، مشيرًا إلى الهجوم على مسجدي "نيوزيلندا"، الذي "قتل" على إثْرِه 50 شخصًا. وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة أن موضوع الكراهية "ينتشر في الرأي العام كانتشار النار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي".
الصحف الناطقة باللغات الأفريقية
نشرت وكالة أنباء الأمم المتحدة باللغة السواحيلية خبرًا بعنوان: "الزعماء السياسيون والدينيُّون عليهم دور مهم في رأب الانقسام والعنصرية"، ذكرت فيه أن الأمين العام للأمم المتحدة صرَّح بأنه من الأفضل في عصرنا هذا الذي يعجُّ بالاضطرابات أن نركز على ما يوحدنا بدلًا من الانشغال بخلافاتنا، والعمل معًا من أجل مستقبل أفضل للجميع في كل مكان، مضيفًا أن الإسلام يتعرَّض لهجمة شرسة، وأن أكثر ضحايا الإرهاب عرب ومسلمون. وأشار "غوتيريس" إلى الاعتداء الذي وقع على مسجدين في مدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، موضحًا أنه اختار توجيه العزاء للمسلمين من داخل الأزهر الشريف بصفته أكبر مرجعية تمثِّل المسلمين وتحظى بمكانة وثقل عالميين.