رغم اشتداد المعارك.. أنباء عن موافقة أفغانستان على المشاركة في اجتماعات المصالحة مع طالبان

الأحد 07/أبريل/2019 - 01:46 م
طباعة رغم اشتداد المعارك.. حسام الحداد
 
أعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، اليوم الأحد 7 أبريل 2019، عن مقتل وإصابة أكثر من 50 مسلحا من حركة طالبان بسلسلة غارات جوية أفغانية - دولية مشتركة استهدفت تجمعاتهم في ولاية بادغيس شمال غرب البلاد والتي تشهد معارك متواصلة بين الجانبين منذ أسابيع.
 وقالت الوزارة، في بيان مقتضب اليوم الأحد، إن القوات الجوية الأفغانية وقوات التحالف الدولي نفذت العديد من الغارات في مناطق أكازاي ومحيط قيادة الشرطة في مديرية بالامرغاب قتل خلالها 35 إرهابيا من طالبان وجرح 22 آخرون، فيما دمرت 35 مركبة والكثير من الأسلحة والذخيرة.
وكان المئات من عناصر حركة طالبان بدؤوا قبل ايام هجوما منسقا بهدف السيطرة على عدة مديرية في "ولاية بادغيس" المتاخمة للحدود مع تركمنستان والتي تشهد موجة عنف متنامية منذ أسابيع.
وتركزت هجمات المتمردين على مديريتي بالامرغاب وآبكمري ورغم توالي إعلان السلطات وطالبان بسط السيطرة عليهما لكن يبقى مصير المنطقتين مجهولا في ظل اشتداد المعارك وانقطاع التواصل مع المصادر المحلية هناك.
وقد نفت وزارة الدفاع الافغانية في وقت سابق "استيلاء إرهابيي طالبان على بالامرغاب"، مؤكدة بأن "القوات الامنية والدفاعية الافغانية كسرت الحصار المفروض على مقر الشرطة والمرافق الرئيسية الأخرى".
في الأثناء يواصل الجيش الأفغاني مدعوما بغطاء جوي من المقاتلات الأميركية استهداف تجمعات المسلحين في بادغيس، وقد دفعت السلطات بالمزيد من وحدات القوات الخاصة إلى مناطق القتال.
وعلى صعيد آخر قالت محطة "طلوع نيوز" الأفغانية إن حكومة الوحدة الوطنية أبدت الموافقة على المشاركة في اجتماعات المصالحة الأفغانية- الأفغانية مع حركة طالبان، والمقرر أن تستضيفها قطر منتصف الشهر الجاري والذي يعد استمرارا لاجتماعات مؤتمر موسكو للمصالحة الأفغانية والتي هاجمته كابول آنذاك.
ونقلت المحطة الأفغانية الخاصة، اليوم الأحد 7 أبريل 2019، عن مصادر لم تسمها القول: إن "الحكومة وافقت على مشاركة الأفغان داخل الحكومة وخارجها في الاجتماع المقبل مع طالبان في الدوحة في 14-15 أبريل (الجاري)".
وكانت موسكو قد استضافت مطلع فبراير وعلى مدى يومين اجتماعا للمصالحة الأفغانية ضم أطراف وسياسيين بارزين مع حركة طالبان وبغياب الحكومة الأفغانية في مسعى لإنجاح التحركات في إنهاء الصراع الدامي في البلاد.
في غضون ذلك يعقد في القصر الرئاسي بكابول جلسة "مجلس قيادة المصالحة" بمشاركة شخصيات سياسة نافذة بينهم الرئيس السابق حامد كرزاي والأحزاب الرئيسية وعلى جدول أعماله بندين رئيسيين البحث حول تشكيلة الوفد المفاوض والموقف من اجتماعات قطر.
وقال الرئيس أشرف غني في مستهل الجلسة إنه: "في سبيل التوصل إلى الهدف المقدس للشعب الافغاني الا وهو السلام، وتحت مظلة الدولة الأفغانية يجتمع قادة الحكومة والزعماء السياسيين خارج إطار الحكومة فضلاً عن ممثلي باقي الطبقات الاجتماعية من أجل إدارة عملية السلام في صف واحد".
وحث الرئيس الأفغاني، في كلمته المشاركين، على ضرورة العمل للحيلولة دون من اعتبرهم "أشخاصا عارضوا النظام طوال 18 عاما" من المشاركة في تركيبة الوفد المفاوض.
ضرورة الحؤول ومنع تواجد من اعتبرهم "الأشخاص اللذين عارضوا النظام طيلة 18 عاما في تركيبة الوفد المفاوض".
ورغم التطور الحاصل في الموقف الحكومي الأفغانية تتجه الأنظار صوب حركة طالبان التي لطالما رفضت الانخراط في حوار مع الحكومة الافغانية ووصفتها "بالدمى بأيدي الأمريكيين".
كما أن هذه التحركات تأتي على أعتاب انطلاق جولة جديدة من مباحثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان خلال الأيام المقبلة.
فيما حذّر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الافتاء المصرية  في أحدث تقاريره من تصاعد هجمات حركة "طالبان" الأفغانية خلال الفترة القادمة فى محاولة من الحركة الإرهابية للظهور فى المشهد مجددا من خلال شن هجمات أكثر دموية .
وأدان مرصد الإفتاء فى بيانه الذى أصدره ،اليوم الجمعة، الهجمات الإرهابية التى شنتها حركة "طالبان" واستهدفت مواقع أمنية فى منطقة "بالا مرغب" بإقليم "بادجيس" شمال غرب أفغانستان ما أدى إلى سقوط 36 قتيلا من بين القوات الأمنية.
وأكد مرصد الإفتاء على رفض الشريعة الإسلامية القاطع لكافة ألوان الاعتداء على الآمنين والأبرياء، مؤكدًا تحريم الدين الإسلامي الحنيف لكل أشكال الاعتداء على النفس البشرية بالقتل أو الخطف أو الترويع أو السرقة أو أي شكل من أشكال إيذائها باعتباره من أبشع أنواع الجرائم التي تستوجب أشد العقوبات في الدنيا والآخرة.
ودعا مرصد الإفتاء ، المجتمع الدولي وكافة دول العالم والأطراف والجهات الدولية الفاعلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتصدي للإرهاب ووقف موجات التطرف والإرهاب ، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب واستئصال جذوره الشيطانية والقضاء عليه.
كانت وزارة الدفاع الأفغانية قد أعلنت - فى وقت سابق - أن قواتها اختارت أن تنسحب تكتيكيا من نقاط التفتيش للحيلولة دون سقوط قتلى فى صفوف المدنيين، مضيفة أنها استدعت القوات الجوية لشن ضربات على مواقع طالبان.
يذكر أن منطقة "بالا مرغب" تشهد قتالا على نحو متكرر خلال الشهرين الأخيرين وسبق أن حذر مسئولون من أنها قد تسقط فى يد طالبان ما لم يتم إرسال تعزيزات إليها ، وتتصاعد حدة القتال فى أفغانستان خلال الفترة الأخيرة فى ظل محاولات حركة "طالبان" للعودة للمشهد مجددا .

شارك