فشل نموذج أردوغان انعكس على نتائج الانتخابات المحلية التركية
الأحد 07/أبريل/2019 - 01:53 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
تداعيات الانتخابات المحلية التركية تلاحق أردوغان ، فانزعاج حزب أردوغان -حزب العدالة والتنمية ذراع الإخوان في تركيا- يأتي بعدما أكدت النتائج الأولية خسارته في اسطنبول والعاصمة أنقرة أمام المعارضة على الرغم من فوزه بغالبية الأصوات في البلاد، وعاد عن المواجهة الداخلية أتهم أردوغان الولايات المتحدة وأوروبا بالتدخل في شؤون تركيا الداخلية إذ كانت الخارجية الأمريكية قد دعت أنقرة لقبول النتائج فيما دعا الاتحاد الأوروبي للسماح للفائزين ببدء عملهم بحرية.
حيث طالب نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو، تركيا بالقبول بنتائج الانتخابات المحلية
ونقلت وكالة بلومبرج، عن بالادينو، قوله الثلاثاء 2 أبريل: "الانتخابات الحرة والنزيهة أساسية لأي ديمقراطية، وهذا يعني القبول بنتائج الانتخابات الشرعية، ونحن لا نتوقع أقل من ذلك من جانب تركيا، التي لديها تقليد في هذ المجال منذ فترة طويلة وتفخر به".
وأضاف بالادينو، "أن حصول تركيا على منظومة الصواريخ "إس -400 الروسية" سوف يعرض مشاركة تركيا في برنامج الحصول على معدات طائرات "إف-35" للخطر".
وكان فخر الدين ألتون رئيس مكتب الاتصالات بمكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في تغريدة مساء الثلاثاء الماضي "نطالب جميع الأطراف، بما في ذلك الحكومات الأجنبية، باحترام العملية القانونية والنأي عن اتخاذ أي خطوات ربما تفسر بأنها تدخل في الشؤون الداخلية لتركيا".
كما شدّد المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر جليك، الخميس، على أنه "لا يمكن لأي مؤسسة تابعة لدولة أجنبية أن تكون مصدرًا لشرعية نتائج الانتخابات في تركيا".
وقال جليك في مؤتمر صحفي بالمقر الرئيسي للحزب في العاصمة أنقرة، إن تصريحات متحدث الخارجية الأمريكية روبرت بالادينو حول الانتخابات في تركيا تستحق الإدانة.
ورد على المطالبات الأمريكية بقبول نتائج الانتخابات المحلية التركية قال أردوغان "يجب أن تبقى أمريكا وأوروبا اللتان تتدخلان في شؤوننا الداخلية، في مكانهما".
وبحسب تقارير صحفية تشير أصوات معارضة إلى أن رد أردوغان يدعو للسخرية فهو يرفض التدخل في شؤون تركيا بينما يقحم بلاده في شؤون الأخرين، إذ تنتقد الأصوات المعارضة لأردوغان سياساته الخارجية التي أبعدت تركيا عن الولايات المتحدة ومغامراته الخارجية العسكرية خصوصًا في سوريا، كما أن رد أردوغان الأخير الذي يهاجم فيه واشنطن والاتحاد الأوروبي معًا يشير لسعيه لكسب شعبية في الداخل التركي بعد الانتخابات البلدية.
استغلال الرئيس التركي الحس المحلي ضد أطراف خارجية ليس جديدًا، فأردوغان اتهم الولايات المتحدة مرارًا بالتسبب في أزمة الليرة التركية فيما وصفه بمؤامرة غربيه ضد الاقتصاد التركي، حيث خسرت الليرة التركية نحو 30% من قيمتها، وتركيا تعاني بطالة بنسبة 13%، وتضخم بنسبة تقارب الـ20%، الأمر الذي أدخل البلاد في ركود اقتصادي للمرة الأولى منذ عشر سنوات.
كل ذلك يضاف إلى الأزمة الجديدة مع واشنطن المتمثلة في إصرار أنقرة على الحصول على نظام صواريخ "إس -400" من موسكو، من جهة أخرى رفض الاتحاد الأوروبي عضوية تركيا في التكتل وانتقد مرارًا سجلها في مجال حقوق الإنسان، خصوصًا عقب محاولة الانقلاب 2016.
وبحسب المراقبون يعكس مشهد فشل النموذج الذي اتبعه أردوغان للنمو، أخطأ في إدارته سياسة تركيا الخارجية الأمر الذي انعكس على نتائج الانتخابات المحلية.