الإخوان وتكفير المجتمع.. من سيد قطب وحتى الآن

الإثنين 08/أبريل/2019 - 01:45 م
طباعة الإخوان وتكفير المجتمع.. حسام الحداد
 
ليس جديدا على جماعة الإخوان تكفير المجتمع والدولة، فعلى خطى سيد قطب رائد التكفيريين لدى الجماعة وجماعات أخرى تسير الجماعة الأن في نفس طريق التكفير حتى تستطيع شحذ عناصرها لارتكاب عمليات ارهابية ضد المجتمع والدولة تحت دعوى ان المجتمع كافر ويتم تجنيد قياداته وكتابه من قبل الدول الغربية لتنفيذ مؤامرة على الإسلام، هذا ما جاء نصا في أخر رسائل جماعة الإخوان الإرهابية عبر قناتهم الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي "تيليجرام"، تحت عنوان "البعض يفضلونها كافرة".
فقد جاء في مقدمة الرسالة "الإصرار العنيد و السعي الحثيث لتأسيس دولة علمانية كافرة لا دين لها في مصر، هدف حقيقي و خطة جدية مبنية على دراسات اجتماعية و له عند مُنَظِّريه أسباب موضوعية تناسب أهدافهم و المهمة التي من أجلها تم تجنيدهم و غرسهم في  المجتمع المصري"، هذا ما تحاول الجماعة الإرهابية بثه الأن في عقول عناصرها وخلاياها النائمة، فبعد كشف استراتيجية "المظلومية"، وانهيارها لم تجد الجماعة أمامها سوى المواجهة مع الدولة والمجتمع، خصوصا بعد سقوط الجماعة وكشف مخططاتها في أكثر من بلد، تلك المواجهة التي لا تستطيع تنفيذها الا بوجود عناصر حانقة على المجتمع ومتصارعة معه فيؤسسون دولة الظل التي يعتقدون أنها "دار السلام"، في مواجهة الدولة والمجتمع بعد توصيفهم بـ"دار الحرب"، وتقوم الجماعة بتجنيد جيوشها الإلكترونية للدعوة والترويج لأهدافها عبر المنصات الإلكترونية المختلفة بعدما تم التضييق عليها على أرض الواقع وبهذا تعمل الجماعة على تكوين او اعادة تكوين المكاتب النوعية المختلفة ما بين مكاتب لنشر افكار الجماعة التكفيرية وجذب اكبر عدد من الجمهور من ناحية، ومن ناحية أخرى تجهيز بعض هذه المكاتب للقيام بعمليات ارهابية ضد الدولة والمجتمع.
يتضح هذا من الفقرة الأخيرة من نص رسالة الجماعة والتي تقول"من صدعونا بأننا أصحاب نظرية المؤامرة هم أنفسهم جزء من المؤامرة، وظيفته التعمية و التضليل، المسألة حقيقة ترقى إلى عين اليقين، شواهدها أوضح من الشمس، تقوم عليها هيئات و منظمات و أجهزة مخابرات محددة و معروفة، في الداخل و الخارج، نرى أشخاصها و نتائجها بأم أعيننا.
التواطؤ الغربي على الإسلام و المسلمين في أنحاء الأرض عامة و على الدول العربية خاصة و بالأخص في مصر، مرتبط مباشرة بالصفات المميزة للمواطن الكافر و المجتمع الكافر، و التي تحقق مصالح الغرب و تضمن أمنه و تفوقه".
فتؤكد الجماعة في أكثر من موضع ومكان على نظرية المؤامرة وان الحكام والنخب السياسية والأدبية والفنية في المجتمع ما هم إلا متواطئون مع الغرب على الإسلام، وهنا تقوم الجماعة بالتشكيك في المجتمع بشكل عام وفي رموزه مما يخلق حالة من التوتر وعدم الثقة بين ابناء المجتمع الواحد فلا يجدون أمامهم تنظيم قوى سوى الجماعة فيلجؤون إليه لعله ينقذهم من الغرب المتآمر، هكذا تفكر الجماعة وهكذا تحاول ضرب الدولة المصرية، ولكن ألم تسأل الجماعة نفسها حول الخلافات الداخلية التي مصدرها التخبط في التمويل، حيث عناصر الجماعة المقيمين في لندن يتبنون الأجندة البريطانية والأمريكية، والعناصر المقيمة في تركيا وقطر يتبنون الأجندة التركية، وهذا ما يحدث الخلافات والانقسامات داخل الجماعة وبالتالي يؤكد ان الجماعة وعناصرها هم أكبر المتآمرون على هذا الوطن.

الإخوان وتكفير المجتمع..
أما بخصوص تكفير الجماعة للمجتمع والدولة والذي قلنا في بداية هذا التقرير ان من رواده ومؤسسيه "سيد قطب"، وان هذا التكفير ليس جديدا على الجماعة، نقدم للقارئ بعض الأدلة التي هي غيض من فيض التكفير الإخواني:
فما جاء به سيد قطب من غلو في تكفير المسلمين، لهو السلاح الخبيث الذى اعتمد عليه التكفيريون فيما بعد وعلى مستوى العالم، ولنقرأ ما كتبه سيد قطب في كتبه ومنها (فى ظلال القرآن–دار الشروق –الطبعة الأولى 1972م)، (العدالة الاجتماعية – دار الشروق –الطبعة الثالثة عشرة 1993م)، (معالم فى الطريق–دار الشروق –الطبعة السادسة 1979م).
- ينفى سيد قطب وجود إسلام أو مسلمين، فيقول: "إن المسلمين الآن لا يجاهدون، وذلك لأن المسلمين اليوم لا يوجدون، إن قضية وجود الإسلام ووجود المسلمين هي التي تحتاج اليوم إلى علاج" (الظلال– المجلد الثالث –صفحة 1634).
- ويقول نافياً الإسلام عن كل المجتمعات، وناصحاً تلك الحركات بالتعامل على أساس كفر كل المجتمعات: "وحركات البعث الإسلامي اليوم فى مفترق طرق ونقطة البدء الصحيحة فى الطريق الصحيح هي أن تتبين الشرط الأساسي لوجود الإسلام أو عدم وجوده، وأن تستيقن أن وجود الإسلام اليوم قد توقف... وأن تعلم أنها تستهدف إعادة إنشاء الإسلام من جديد، أو بتعبير أدق رده مرة أخرى إلى حالة الوجود بعد أن توقف هذا الوجود فترة... والطريق الآخر أن تظن هذه الحركات –لحظة واحدة- أن الإسلام قائم، وأن هؤلاء الذين يدَّعون الإسلام ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلا مسلمون" (العدالة الاجتماعية – صفحة 216)
- فكلنا فى نظر سيد قطب كفار ومرتدين حتى ولو نطقنا بالشهادتين: "لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا اللّه. فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد، وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا اللّه، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن: «لا إله إلا اللّه» دون أن يدرك مدلولها... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية، وارتدت عن لا إله إلا اللّه. فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية. ولم تعد توحد اللّه، وتخلص له الولاء.. البشرية بجملتها، بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات: «لا إله إلا اللّه» بلا مدلول ولا واقع.. وهؤلاء أثقل إثما وأشد عذابا يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد -من بعد ما تبين لهم الهدى- ومن بعد أن كانوا في دين اللّه" (الظلال– المجلد الثانى –صفحة 1057).
- وحتى لو قلنا إننا مسلمون، فإننا –كلنا- كفار طالما لم نأخذ بفكر سيد قطب فى توحيد الحاكمية:    "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة... لا لأنها تعتقد بإلوهية أحد غير الله ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله أيضاً، ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها، فهي -وإن لم تعتقد بإلوهية أحد إلا الله- تعطي أخص خصوصية الإلوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله، فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها وقيمها وموازينها وعاداتها وتقاليدها... موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحدة: أن يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها" (معالم فى الطريق –صفحات 91، 92، 93).
- وعقيدة التكفير هى التى جعلت سيد قطب يسمى مساجدنا –التى تُقام فيها الصلاة ويُرفع فيها الأذان- بالمعابد الجاهلية ويُطالب من هم على نفس فكره باعتزالها: "اعتزال معابد الجاهلية واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد. تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي، وتزاول فيها عبادتها لربها على نهج صحيح وتزاول بالعبادة ذاتها نوعا من التنظيم في جو العبادة الطهور" (الظلال –الجزء الثالث – صفحة 1816).

شارك