"ثنائي الشر" في ليبيا.. قطر وتركيا ومساعي استمرار الحرب في طرابلس

الأربعاء 17/أبريل/2019 - 03:01 م
طباعة ثنائي الشر في ليبيا.. أميرة الشريف
 
ما زالت ليبيا تواجه الإرهاب بكافة أشكاله، في حين يسعي ثنائي الشر الإرهابي إلي بث الإرهاب والفوضي في البلاد، حيث استنكرت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، اليوم الأربعاء 17 أبريل 2019، "التدخل القطري التركي السافر" في الشؤون الداخلية للبلد الذي يشهد حالة فوضى منذ 2011، وقت الإطاحة بنظام معمر القذافي.
وتشهد لعاصمة الليبية طرابلس حملة تطهير من العناصر الإرهابية منذ 4 أبريل الجاري من جانب الجيش الوطني الليبي، فيما تدخلت  قوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج لمنع المشير خليفة حفتر من دخول العاصمة، ما أدي إلي حرب بين الطرفين أدت إلي سقوط عشرات الضحايا من الجانبيين.
وكان الجيش الوطني الليبي أطلق عملية عسكرية في منتصف يناير الماضي، بهدف تأمين جنوب غربي البلاد من الإرهابيين وتشكيلات الجريمة المنظمة وعصابات المعارضة التشادية.
وفي الوقت الذي تسعي فيه جماعة الإخوان في ليبيا لبث الفوضي وزرعها في البلاد، يقوم الجيش الوطني الليبي بتطهير البلاد، بعملية عسكرية كبيرة استطاع من خلالها بتأمين أغلب مناطق جنوب ليبيا، التي كانت تعاني من تواجد بقايا التنظيمات الإرهابية والعصابات التشادية.
وجاء في بيان موقع باسم، طلال عبدالله الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، أن قطر وتركيا دعمتا "الإرهاب والتطرف بالمال والسلاح لتبقى البلاد في حالة فوضى وعدم استقرار وآخرها التصريحات القطرية في الأمم المتحدة المناهضة للقوات المسلحة العربية الليبية في حربها على الإرهاب وتطهير العاصمة من مليشيات المال والإرهاب".
ودانت لجنة الدفاع "انتهاك البوارج الحربية التركية للمياه الإقليمية في محاولة بائسة لدعم المجموعات الإرهابية من خلال المنافذ البحرية والجوية بمصراتة وطرابلس وزوارة"، وفق البيان.
وطالبت لجنة الدفاع "مجلس الأمن والمجتمع الدولي، من خلال منظماته الدولية بلجم دولتي قطر وتركيا للكف عن التدخل في شؤون ليبيا الداخلية والعمل على دعم القوات المسلحة العربية الليبية في حربها على آخر معاقل الإرهاب في طرابلس ورفع حظر التسليح عنها".
وعاشت العاصمة طرابلس منذ ذلك الحين، حالة من التوتر والحروب المستمرة، لم تشهد فيها هدوءا، حيث سادت فيها لغة الحرب، إذ أدت كثرة الكتائب المسلحة وبمسمياتها المختلفة، منها من داخل طرابلس ومنها من خارجها، إلى صدام بين الحين والآخر تسبب بتعكير صفو الحياة في المدينة.
وشهدت طرابلس في تلك الفترة حالة من الترقب بعد سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة وإعلان حكومة الإنقاذ المحسوبة علي جماعة الإخوان والتي ترأسها عمر الحاسي وتبعه في رئاستها خليفة الغويل، وتسببت تلك المرحلة بانقسام سياسي كاد أن يدخل البلاد في حرب أهلية دموية إلى أن أعلن في 17 من ديسمبر عام 2015 عن اتفاق الصخيرات وولادة المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق التي حلت محل حكومة الإنقاذ التي بدورها لم تتراجع عن هدفها في السيطرة على الحكم ما أربك المشهد في تلك الفترة .
ومن أبرز المعارك والاشتباكات التي عاشتها طرابلس كانت بدايتها في 15 نوفمبر عام 2013، حين خرجت مظاهرة سلمية بعد صلاة الجمعة واتجهت إلى منطقة غرغور مطالبة بخروج التشكيلات المسلحة منها لتواجه تلك المسيرة برماية مسلحة مجهولة أدت إلى تفاقم الوضع وسقوط العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى.
كما اندلعت بعدها أحداث "فجر ليبيا" التي كانت شرارتها في 13 يوليو عام 2014 وجاءت على خلفية انتخاب مجلس النواب وحل المؤتمر الوطني العام الذي تسيطر عليه مجموعة من المحسوبين على الإسلام السياسي، وبدأت الأحداث بالاستيلاء على مطار طرابلس العالمي في أكبر المعارك التي عاشتها طرابلس بين عدد من التشكيلات المسلحة المحسوبة على تيارات إسلامية متحالفة مع مجموعات من بينها درع الوسطى وكتيبة ثوار ليبيا ضد كتائب القعقاع والصواعق.
وحقق الجيش الوطنى الليبى نجاحات كبيرة فى معركته العسكرية جنوب البلاد فاقت التوقعات وفرضت معادلات سياسية واستراتيجية جديدة فى البلاد، حيث استطاع الجيش أن يسيطر علي مدن سبها وأوباري وغات ومرزق، فضلاً عن تأمين أبرز حقلي للنفط في ليبيا وهما حقلا "الشرارة" والفيل.
وتشير تقارير إعلامية إلى أن الجيش الوطنى الليبى سيكون حاضرا وبقوة فى أى تحركات لتسوية النزاع القائم وعودة مؤسسات الدولة الليبية إلى أحضان الوطن بعد هيمنة الميليشيات والكتائب المسلحة عليها لعدة سنوات.
وتدعم عدد من الدول الإقليمية والدولية دخول القوات المسلحة الليبية إلى العاصمة طرابلس، وذلك للقضاء على الميليشيات المسلحة وعصابات الهجرة غير الشرعية التى تنشط فى المنطقة الغربية، وإنهاء المرحلة الانتقالية التى تعيشها ليبيا منذ أكثر من 3 سنوات وتؤثر على أمن واستقرار البلاد.

شارك