قطر وتمويل الإرهاب من اليمن إلى الساحل الإفريقي

الأحد 12/مايو/2019 - 12:47 م
طباعة قطر وتمويل الإرهاب حسام الحداد
 
تواصل قطر مخططاتها التخريبية في المنطقة العربية والساحل الإفريقي مستخدمة عملاء لها على شاكلة توكل كرمان والمصطفى ولد الإمام الشافعي أبرز المطلوبين على لائحة الإرهاب في موريتانيا،فمن خلال دعمها للأذرع الحوثية سعت لتعزيز نهجها المعتاد في تقويض أمن دول المنطقة، ولتحقيق هذا الهدف جعلت غايتها تعزيز سلطة ميليشيات الحوثي حتى أصبح رفع الانقلاب عن اليمنيين لا يرضى "الحمدين".
فبينما كانت منخرطة في تحالف عربي هدفه إعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب في هذا البلد، أبقت الدوحة في الوقت نفسه على قنواتها مع المتمردين والإرهابيين هناك، خدمة لمخططاتها المريبة.
وقد أكد تقرير حديث لقناة المعارضة القطرية "مباشر قطر" إن المشهد اليمنى تتضح فيه المفارقات بشكل جلى بين البناء والتخريب، بين الإعمار والإفساد، في إشارة إلى الدعم الذى يقدمه النظام القطري لجماعات التخريب في اليمن، على المستوى المالي واللوجيستي، مقابل الدور الذى يقوم به التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدعم الحكومة الشرعية، وتخفيف المعاناة عن الشعب اليمنى بمختلف المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحوثيين.
وقال التقرير أن نظام الحمدين، بقيادة تميم بن حمد، يقدم كل سبل الدعم إلى ميليشيات الإرهاب والتخريب، وبخاصة الحوثيين من أجل مواصلة القتال وتدمير ما تبقى من اليمن ما يمنح هذه الميليشيات قدرات أكبر على مواصلة القتال ضد قوات الجيش الوطني، فضلاً عن استنزاف ثروات اليمن السعيد، الذى اكتسى حزنًا منذ سيطرت هذه الجماعات الإرهابية على بعض مُدن البلاد.
ولفت التقرير إلى أن تميم يدعم المليشيات التخريبية في اليمن، التي تستهدف المدنيين وتدمر البنية التحتية في البلاد، في الوقت الذى يعمل فيه التحالف العربي على إنقاذ اليمن الذى كان يطلق عليه في الماضي "اليمن السعيد"، من ويلات الحروب والدمار.
 وتعد توكل كرمان، ضمن أذرع تميم في اليمن فقد كانت قد تحالفت معه لتنفيذ مخططاته لتخريب اليمن، وتؤكد المصادر تورطها في دعم الجماعات الإرهابية في اليمن، من أجل تنفيذ أجندات قطر وإيران على الأراضي اليمنية، بأيدي جماعات الحوثي الإرهابية.
واتضح دور كرمان في اليمن بشكل خاص بعد أن تبرأ منها اليمنيون أنفسهم الذين نظموا مظاهرات في شوارع عدن تطالب بسحب "نوبل" منها، وتضاعفت الحملات التى تفضح الدور الحقيقي لـ"كرمان" بعد أن أعلنت باريس استضافتها ندوة دولية لكشف فضائح تول كرمان، بمشاركة شخصيات يمنية وعربية ودولية بارزة، لعرض الوثائق والمواد الفيلمية الخاصة بدعم كرمان للإرهاب، مما سيضع الرأي العام والهيئات والمنظمات الدولية أمام مسئولياتها لمطالبة الأكاديمية السويدية الأم المانحة للجائزة ولجنة نوبل للسلام لسحبها وتجريدها منها، وذلك لانخراطها في مواقف وممارسات تتعارض بصورة جوهرية مع القيم والمضامين التي تحملها هذه الجائزة الرفيعة بما يعد خروجا فاضحا عن سياقاتها وشروطها.
وفى إطار كشف علاقة قطر بجماعة الإخوان في اليمن، أكد موقع "قطريلكس"، فى تقارير سابقة له، أن كرمان عملت بتمويل قطري على إدارة منظومة إعلامية وحقوقية متكاملة مهمتها استهداف التحالف العربي، وجهوده فى المحافظات اليمنية المحررة، وتشويه محافظات الجنوب، والترويح لإرهاب الإخوان والتنظيمات الموالية لهم.
وكشف الموقع أن كرمان حصلت على 30 مليون دولار من قطر، دفعةً أولى لإنشاء "قناة بلقيس"، و"يمن شباب"، والإنفاق على عشرات المواقع الإلكترونية الموالية، والمنظمات، والمؤسسات التي تدعى العمل الحقوقي، إلى جانب الصحفيين، والكتاب، فى إطار استراتيجية الدوحة ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وعملت الشبكة التي تُشرف عليها توكل كرمان، على تحريف الأحداث، ونقل صورة مغايرة لمجريات الأحداث، ونشر الشائعات، والأكاذيب، والتحريض، وشن حملات تشويه منظمة، وغيرها من الحملات الإعلامية، والتى تهدف للتأثير على الرأي العام، وتزييف الوعى، والدفاع عن الإرهاب".
وإلى جانب الإعلام عملت توكل على صعيد آخر، هو الجانب الحقوقي والدعائي المساند للإرهاب تتزعمه توكل، بعد إنشاء عدد من "المنظمات الحقوقية" التى تعمل بفضل الدعم القطري المالي واللوجستى، على محاولة الاتصال بالمنظمات الحقوقية الدولية، لضخ "التقارير الحقوقية" القادمة من اليمن عن أوضاع حقوق الإنسان.
وعلى صعيد أخر كشف تلفزيون بوركينا فاسو، عن أنّ قطر قدمت 24 آلية لنقل الجنود للجيش، للتصدي لهجمات الجماعات المسلحة التي تواجهها بوركينافاسو منذ سنوات عدة.
وأعاد الدعم القطري لبوركينا فاسو، إلى الأذهان، محاولات عديدة فاشلة، قامت بها الدوحة للتمويه على دعمها للإرهاب في المنطقة، عبر هذه المساعدات، وهي المعروفة في شبه المنطقة، بدعمها للحركات الإرهابية المسلحة التي عاثت في الأرض فساداً.
وكانت الدوحة قد منحت مساعدات مماثلة قبل أشهر لدولة مالي، وسخرت الصحف الفرنسية حينها من تقديم قطر، راعية الإرهاب في العالم، لهذه المساعدات، معتـــبرة أن خـــطوة الدوحة انفصام، يعاني منه النظام الحاكم، بعد ثبوت دعمه لشبكات إرهابية في شمال باماكو.
وكشف اللقاء في مطار كيغالي الرواندي، قبل أسبوعين، لأمير قطر تميم بن حمد، مع أبرز المطلوبين على لائحة الإرهاب في موريتانيا، المصطفى ولد الإمام الشافعي، عن حجم الانخراط القطري في تمويل ودعم الحركات الإرهابية في منطقة الساحل.
وفضحت صور المصافحة بين تميم والموريتاني ولد الشافعي، الذي لا يحمل أي صفة رسمية في روندا، ما وصفها المراقبون بالتدخلات التخريبية القطرية، ليس ضد موريتانيا فحسب، بل في المنطقة بشكل شامل، بدعمها للحركات الإرهابية والمليشيات الخارجة على القانون في الساحل.
وعرف عن المصطفى ولد الإمام الشافعي، المطلوب للقضاء الموريتاني، علاقاته مع الجماعات الإرهابية التي تنشط في شمالي مالي، ومنطقة الساحل.
وتعود تفاصيل إدانة الإرهابي الموريتاني إلى 29 ديسمبر 2011، حين أصدر قاضي التحقيق المكلف بالإرهاب في نواكشوط، مذكرة اعتقال دولية بحق المصطفى ولد الإمام الشافعي، برفقة ثلاثة أعضاء من تنظيم القاعدة الإرهابي، تتهمهم السلطات الموريتانية بالضلوع في عمليات إرهابية، وتهديد أمنها واستقرارها الداخلي.
واتهم تقرير النيابة الموريتانية، آنذاك، ولد الإمام الشافعي، بتمويل الإرهاب، والتخابر لصالح الجماعات الناشطة بمنطقة الساحل والصحراء الكبرى، وبتوفير الدعم المالي واللوجستي لها، لضرب أمن واستقرار البلاد.

شارك