ردًا علي مقتل أبرز قياداتها.. طالبان تستهدف مسجدًا في كابول
الجمعة 24/مايو/2019 - 01:52 م
طباعة
أميرة الشريف
مع حالة التوتر التي تشهدها أفغانستان منذ سنوات والصراع الدائر بين حركة طالبان والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة، وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين، قتل رجل دين كبير وأصيب 16 آخرون على الأقل من أتباعه في انفجار داخل مسجد بالعاصمة كابول خلال صلاة الجمعة اليوم 24 مايو، وفق مسؤولون بوزارة الداخلية الأفغانية.
وكان رجل الدين مولوي ريحان مؤيداً للحكومة الأفغانية، التي يدعمها الغرب والتي يحاول مسلحو حركة طالبان إسقاطها.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى الآن، لكن أصابع الاتهام تشير إلي حركة طالبان، التي قتل أحد أبرز قياداتها أمس الخميس.
ولقي قائد بارز من حركة طالبان مصرعه، بعدما ثُبت تورطه في التخطيط للعديد من الهجمات الانتحارية، التي وقعت في إقليم كابيسا شرق أفغانستان.
وذكر المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية نصرت رحمي، في تصريح له أوردته وكالة أنباء (خامة-برس) الأفغانية:" أن القوات الأمنية نفذت عمليات لها بإقليم كابيسا الشرقي، أسفر عنها مقتل قائد بارز في حركة طالبان يُدعى مولى عبد البصير، المتورط في التخطيط لشن هجمات انتحارية بإقليم كابيسا الشرقي، مؤكدًا مقتل 5 مُسلحين آخرين أثناء تنفيذ العملية نفسها.
كذلك، لقي مسلحان من حركة طالبان مصرعهما كما دُمرت العديد من الأسلحة والذخائر والعبوات الناسفة، إثر تنفيذ القوات المسلحة الأفغانية عمليتين منفصلتين في إقليمي هلمند وقندهار جنوبي البلاد، حسبما أعلنت مصادر عسكرية أفغانية.
ويري مراقبون أن تفجير المسجد اليوم ردا من حركة طالبان علي مقتل مسلحيها أمس علي يد القوات الأفغانية.
ويُعتبر إقليم كابيسا واحدًا من الأقاليم التي تنشط فيها عناصر طالبان؛ حيث تشن العديد من الهجمات، التي تستهدف من خلالها المؤسسات الأمنية والحكومية.
واستهدف الانفجار مسجد التقوى، بينما كان العشرات يتجمعون داخله للصلاة، وأصيب ما لا يقل عن 16 شخصاً، جميعهم مدنيون.
وقال مسؤول كبير آخر في كابول: "دفعنا بعربات إسعاف إلى موقع الانفجار
واعتادت حركة طالبان، علي المراوغة في المفاوضات مع الحكومة الإفغانية، بعدما فشلت جميع المساعي والاتفاقيات التي تقوم بها الولايات المتحدة مع الحركة، ورغم أن تقارير إعلامية أكدت من اقتراب التوصل إلى اتفاق بين الحركة والولايات المتحدة لإنهاء أطول حرب خاضتها أمريكا في تاريخها، إلا أن حركة طالبان تلعب دورا خبيثا لإطالة أمد الحرب في أفغانستان.
وفي كل مرة يضع الأفغان وطالبان شرطا لبداية السلام في ما يتعلق بتقاسم حركة طالبان السلطة، حيث يري نائب وزير الخارجية الأفغاني السابق، حكمت خليل كرزاي، الذي يرأس مركز دراسات النزاعات والسلام، ويشارك في جهود السلام: منذ أن بدأت الولايات المتحدة في إشراك طالبان في مثل هذه المباحثات، فإن هذه هي المرة الأولى التي تبدو فيها الأطراف أقرب إلى الاتفاق منذ سنوات.
يشار إلى أن حركة طالبان كثفت من هجماتها على قوات الأمن الأفغانية والمنشآت الحكومية خلال الأشهر الماضية، كما كثفت القوات الأفغانية والأميركية من عملياتها ضد القادة الميدانيين لطالبان.
وتشير العمليات الأخيرة التي تقوم بها حركة طالبان في أفغانستان، إلي أن الحركة الإرهابية لا تسعي للمفاضاوت، ما يشير إلي أن الحركة مستمرة في التخريب والتدمير، وكان دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (ناتو) ينس ستولتنبرج حركة طالبان والجماعات المسلحة الأخرى إلى وقف الأعمال القتالية والانضمام إلى محادثات السلام.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م، وقال الملا عمر إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.