طالبان أفغانستان وفشل هجوم الربيع
الأحد 26/مايو/2019 - 12:57 م
طباعة
حسام الحداد
أعلنت مصادر عسكرية أفغانية، أمس السبت 25 مايو 2019، وقوع اشتباكات بين القوات المُسلحة الأفغانية ومُسلحي حركة طالبان، أسفر عنها مقتل 32 مسلحا في إقليم هلمند جنوبي البلاد.
وذكرت المصادر، في تصريح أوردته وكالة أنباء (خامة - برس) الأفغانية، أن القوات المسلحة نفذت عمليات في أحياء متفرقة من الإقليم الجنوبي؛ أسفر عنها مقتل 16 مسلحا من طالبان، وتم شن غارتين جويتين على حي موسى قالاه؛ أسفر عنهما مقتل 8 من مسلحي الحركة، وتدمير سيارة تابعة لها، كما تم تنفيذ غارة أخرى على حي نهر السراج، أسفر عنها مقتل 4 مسلحين وإصابة شخص، وشنت غارة أخرى على حي سانجين، أدت إلى مقتل 4 مسلحين وتدمير سيارتين.
ولم تعلق الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة، ومن بينها حركة طالبان المُسلحة على هذه العمليات.
ويعد إقليم هلمند واحدا من الأقاليم التي تنشط بها عناصر طالبان، حيث تنفذ العديد من الهجمات، التي تستهدف بها المؤسسات الأمنية والحكومية في البلاد.
فيما أكد القائم بأعمال وزير الدفاع الأفغانى أسد الله خالد، أن (هجوم الربيع) الذى شنته حركة طالبان قد باء بالفشل، وأن الحركة لم تحرز أى تقدم فى أى جزء من البلاد منذ بدايته.
كما أوضح خالد - فى خطاب ألقاه خلال مراسم تقديم القائد الأعلى الجديد لقوات العمليات الخاصة فى العاصمة كابول، وفقا لقناة (طلوع) الأفغانية أمس - أن الدفاع الوطنى الأفغانى وقوات الأمن قد أوقفوا العدو وداعميهم من الأجانب من إجراء أى تغيير فى أفغانستان حتى الآن خلال العام الجارى، مشيدا بأفراد القوات الخاصة "الكوماندوز" لإنجازاتهم، مؤكدا أن الحكومة تدعمهم بشكل كامل نظراً للدور الحاسم الذى يؤدونه فى إحباط خطط طالبان وأنشطتهم.
من جهته، حذر القائد الأعلى لقوات العمليات الخاصة محمد فريد أحمدى، حركة طالبان من عدم التوقف عن الاشتباك مع قوات الأمن الأفغانية، وإلا سيتم القضاء عليهم، وقال أحمدى "إن القوات الخاصة الأفغانية ستغير مسار الحرب إلى السلام والاستقرار، داعيا عناصر طالبان إلى التوقف عن الإنصات إلى قادتهم لأنهم يؤججون القتال بموجب أمر من دول أجنبية".
ولفتت القناة الأفغانية إلى أنه قد أعلن عن (هجوم الربيع) لطالبان فى شهر أبريل الماضي، بعد أيام من وضع الحكومة لخطتها الأمنية، مشيرة إلى أنه فى أعقاب إعلان الهجوم، اشتدت الحرب فى عدد من المحافظات الأفغانية.
وقد أعلنت حركة طالبان إطلاقها هجومها السنوي لفصل الربيع في حين كانت تجري محادثات سلام مع الولايات المتحدة من جهة ومع ممثلين عن الحكومة الأفغانية من جهة أخرى.
وأكدت الحركة في بيان للمتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد نُشر على تويتر وعلى موقعها الإلكتروني أن العملية التي أطلقت عليها تسمية "الفتح" تهدف إلى "القضاء على الاحتلال" و"تطهير بلدنا الإسلامي من الاحتلال والفساد".
وتابع أن "واجبنا الجهادي لم ينتهِ بعد".
ويشير هجوم الربيع الذي تشنّه طالبان عادة إلى بداية ما يُعتبر "فصل المعارك"، رغم أن في السنوات الأخيرة استمرّ حتى الشتاء.
وفي مارس، أعلنت إدارة الرئيس الأفغاني أشرف غني عن عملية لقوات الأمن الأفغانية أطلقت عليها تسمية "عملية خالد"، فيما أطلقت مؤخراً مبادرات سلام، لكن طالبان والحكومة الأفغانية يأملان في ساحة المعركة، تعزيز موقفيهما على طاولة المفاوضات.
وبدأت الولايات المتحدة، التي تريد الخروج من أفغانستان حيث خاضت أطول حرب في تاريخها، في صيف العام 2018 سلسلة محادثات عدة مع متمردي طالبان لمحاولة إنهاء الحرب. واختتمت آخر جولة من المحادثات الثنائية في آذار/مارس في قطر.
وقد التقى معارضون لحكومة الرئيس أشرف غني أيضاً عناصر من طالبان في فبراير في موسكو.
وأوضحت الحركة أنه "أعطيت أوامر إطلاق منسقة لعمليات الفتح في جميع أنحاء البلاد" التي ترمي "إلى القضاء على المواطنين الذي يخدمون في الصفوف العسكرية للجيش والشرطة والميليشيات والذين يستخدمهم الغزاة لأهدافهم الخاصة".
ورأت في بيانها أن "قوات الاحتلال الأجنبية تواصل ممارسة نفوذها العسكري والسياسي في بلدنا الإسلامي".
واعتبرت وزارة الدفاع الأفغانية أن هذا الإعلان "ليس إلا دعاية".
وقال المتحدث باسم الوزارة قيس منغال لوكالة فرانس برس إن متمردي "طالبان لن يحققوا أهدافهم الشريرة وعملياتهم ستُهزم كما حصل في السنوات السابقة".
ويرى المحلل العسكري والجنرال السابق في الجيش الأفغاني عتيق الله قمرخيل أن هدف إعلان طالبان هو "تحدّي الحكومة" و"البدء بالمحادثات من موقع قوة".
وأعرب عن خشيته من وقوع "معارك عنيفة هذا العام" تسفر عن "مزيد من القتلى" من بينهم "العديد من المدنيين".