اليمن بين انحيازات المبعوث الأممي وتجنيد الأفارقة في صفوف الحوثي
الأحد 26/مايو/2019 - 02:24 م
طباعة
حسام الحداد
أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن، اليوم الأحد 26 مايو 2019، استهداف مرابض طائرات حربية في مطار جيزان (جنوب غرب) السعودية على الحدود مع البلاد.
وقالت "قناة المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، في صفحتها بموقع "تويتر": إن "سلاح الجو المسير شن عملية هجومية بطائرة قاصف 2k على مطار جيزان".
ونقلت عن مصادر قولها، إن الهجوم "استهدف مرابض الطائرات الحربية"، مشيرة إلى أن عملية استهداف المطار "نفذت بعد رصد استخباراتي دقيق وتم إصابة الهدف بدقه عالية".
كما أعلن الحوثيون، في وقت سابق، اليوم الأحد، إسقاط طائرة استطلاع تابعة لقوات التحالف العربي في جيزان، وفي الوقت نفسه نقل موقع "المسيرة نت" التابع للحوثيين، عن مصدر عسكري قوله إن قواتهم الصاروخية أطلقت صاروخاً من نوع "زلزال 1" محلي الصنع.
وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً لدعم قوات الحكومة اليمنية، لاستعادة حكم البلاد منذ 26 مارس 2015، ضد الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء.
وأدى النزاع الدامي في اليمن، حتى اليوم، إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من منازلهم ومدنهم وقراهم، وانتشار الأمراض المعدية والمجاعة في بعض المناطق، وإلى تدمير كبير في البنية التحتية للبلاد.
كما أسفر، بحسب إحصائيات هيئات ومنظمات أممية، عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من المدنيين، فضلاً عن تردي الأوضاع الإنسانية وتفشي الأمراض والأوبئة خاصة الكوليرا، وتراجع حجم الاحتياطيات النقدية.
وعلى صعيد آخراتهم تقرير صادر عن فريق المشاورات الحكومي اليمني، المبعوث الأممي مارتن جريفث بالسعي إلى "شرعنة الانسحاب الحوثي الأحادي وقوات الأمن التابعة لميليشيا الحوثي" في الحديدة غرب البلاد.
وقال التقرير - حسبما أوردت قناة (العربية) الإخبارية السبت 25 مابو 2019، إنه بعد محاولة أولى فاشلة، أعاد الحوثيون محاولة ثانية لتمرير طريقتهم المتخيلة لإعادة انتشار قواتهم حول موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، وهي طريقة لا تلامس إلا هواهم ولا ترضي إلا المبعوث الأممي الذي بذل جهده لإنجاز هذه الخطوة بأي كيفية وبأي ثمن.
وانتقد التقرير الفني العودة - مجددا - إلى تخطيط انسحاب صوري بعد أن فشلت المحاولة الأولى، مشيرا إلى أنه تفاجأ من انجرار فريق العمل الأممي إلى محاولة إضفاء مشروعية على تحركات الميليشيات.
وحمل تقرير الفريق الحكومي، المبعوث الأممي مسؤولية فشل تنفيذ اتفاق الحديدة، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف متشدد حيال ظروف تطبيق الاتفاق وأدوات تطبيقه، وسلوك المبعوث الأممي وفريق عمله.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قد أكد أنه لا يمكن القبول باستمرار تجاوزات المبعوث الأممي مارتن جريفث إلا بتوفير ضماناتٍ كافية بما يضمن مراجعتها وتجنب تكرارها.
في نفس التوقيت عاودت ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران تدعيم صفوفها بمقاتلين أفارقة، بعد تجنيدهم قسراً في صفوفها، خاصة بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي منيت بها في مختلف الجبهات.
ويأتي ذلك أمام رفض القبائل والعائلات اليمنية انخراط أبنائها في صفوف الميليشيا، ما دفع الحوثي إلى الاعتماد على اللاجئين في اليمن، خاصةً من دول القرن الأفريقي.
وأكدت مصادر أن الميليشيا دشنت على مدى الأسبوعين الماضيين حملات تجنيد إجبارية لشباب وأطفال أفارقة في العاصمة صنعاء، ومناطق أخرى خاضعة لسيطرتها تحت شعار "انفروا خفاقاً وثقالاً"، بعد أن أثبتت فشلها الذريع في إقناع القبائل اليمنية بمتابعة انخراط أبنائها في القتال معها.
وأشارت المصادر إلى مواصلة الميليشيات رفد جبهاتها بمقاتلين أفارقة جدد مقابل إغراءات مالية تصل إلى ما بين 80 و100 دولار للمقاتل الواحد في صفوفها، وعينت الميليشيا الحوثية مشرفين على التجنيد من أصحاب الخبرات في العلاقة باللاجئين الأفارقة.
وشمل تجنيد الأفارقة من مختلف الأعمار من اللاجئين في عدد من أحياء صنعاء ومناطق أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيا، وذكر شهود أنهم ينتمون خاصةً إلى الجنسيتين الأثيوبية والصومالية، تزج بهم الميليشيا في دورات تدريبية في معسكرات مختلفة، إلى جانب مجندين آخرين في أماكن سرية وغير مكشوفة، إضافةً إلى اتخاذ بعض منازل قيادات الميليشيا أماكن يتلقى فيها المجندون دورات ودروس شحن طائفي، وتتنوع التدريبات التي يتلقاها هؤلاء المرتزقة بين هندسة الألغام، والمدفعية، والقنص، والإنزال البحري، والغوص، وحفر الخنادق والأنفاق، وغيرها من الاختصاصات العسكرية.
وبعد تجهيزهم تستعين بهم الميليشيات الحوثية في معاركها ضد الشرعية، في محاولة لتعويض النزيف البشري الذي تعاني منه قتلاً أو أسراً وامتناع الكثير من المحسوبين عليها عن تزويدها بالمقاتلين من أبنائهم، إلى جانب الكلفة المتدنية للمرتزق الأفريقي وشراسته في القتال.
وأشارت إحصائيات أممية إلى أن المرتزقة يفدون بالآلاف إلى اليمن، وبلغ عددهم 150 ألفاً في العام الماضي فقط، 90% منهم من أثيوبيا، وأكدت المصادر أن العاصمة صنعاء شكلت المحطة الأولى لتجنيد الشباب والأطفال الأفارقة، تليها الحديدة، ثم تعز، وإب، والبيضاء في المرتبة الأخيرة.
وأكدت مصادر يمنية، أن الشباب والأطفال الأفارقة يتعرضون للملاحقة والخطف بعد أن تركوا منازلهم هرباً من الحوثيين، وتتعرض عائلات الأفارقة المقيمين بمناطق سيطرة الميليشيا إلى القمع والتهديد لإجبارهم على التجنيد.
وذكرت التقارير أن الجيش اليمني ضبط لاجئين أثيوبيين يحملون هويات عسكرية، وكشفت التحقيقات استقدام الميليشيا لأعداد كبرى من القوات المدربة من القارة الأفريقية، وإدخالها اليمن بحجة بحثهم عن الرزق والعمل.
وبدورها، شكت عائلات من جنسيات صومالية وأثيوبية في أحياء صنعاء من تعرضها لترويع وابتزاز من قبل الميليشيا، لإجبارها على تجنيد أبنائها للقتال معها.
وبحسب عضو في المجلس المحلي بأمانة العاصمة، كثفت قيادات حوثية من الصفين الثاني والثالث من زياراتها لأحياء في صنعاء يقطنها لاجئون من جنسيات أفريقية، في محاولة لإقناعهم بشكل أو بآخر بالمشاركة في "الحشد البشري والتعبئة العامة للجبهات"، مقابل مبالغ مالية ومساعدات غذائية تمنحها الميليشيا لكل أسرة لاجئة.
وتتزامن عمليات التجنيد والحشد مع خسائر متفاقمة في الجبهات اليمنية المختلفة، ما كشف معاناة ميليشا الحوثي من أزمة حادة، بسبب النقص الناجم عن تراجع أعداد المقاتلين لوقف انتصارات الجيش.