تناقضات طهران.. ظريف يقترح اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج
الإثنين 27/مايو/2019 - 01:19 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
استمرارًا لحالة التخبط والتناقض الإيراني والتي وصلت إلى ذروتها أمس الأحد عندما كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن ورقة مناورة جديدة تطرحها بلاده والتي تأتي ضمن عدة اقتراحات للحوار مع دول المنطقة، وأحد هذه الاقتراحات ينص على توقيع اتفاقية عدم اعتداء وهو اقتراح لا يزال مطروحًا.
حيث أكد ظريف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراقي أن بلاده "لديها رغبة في بناء علاقات متوازنة مع كل الدول الخليجية"، وقال: "اقترحنا اتفاقية عدم اعتداء مع الدول الخليجية المجاورة".
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن إيران ستتصدى لأي مساعٍ للحرب، سواء كانت اقتصادية أو عسكرية وستواجهها بقوة.
إلى ذلك، دعا الدول الأوروبية إلى الوفاء بالتزاماتها، قائلاً :"عليها عمل المزيد للحفاظ على الاتفاق النووي". وأضاف: "الحديث لا يكفي للحفاظ على الاتفاق النووي، وعلى الأوروبيين اتخاذ إجراءات عملية".
يشار إلى أن اتفاقية عدم الاعتداء، ميثاق توقعه دولتان أو أكثر، يضمن عدم الاعتداء المباشر في الحروب والصراعات المسلحة، كما تنص مثل هذه الاتفاقيات في العادة، على تجنب الموقعين عليها للحرب بالوكالة.
من ناحية أخرى أعلن وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، أن بلاده ستلعب دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأوضح قائلاً: "نقف مع جارتنا إيران، وسنكون وسيطا بين الطرفين".
ويرى المراقبون أن اقتراح ظريف يأتي في ضوء تمسك إيران بنغمة الاستكانة والمظلومية والتي برزت جلية في تصريح ظريف الذي قال فيه أن بلاده لم تنتهك الاتفاق النووي وأن التصرفات الأمريكية تناقض قرار مجلس الأمن بشأن استخدام القوة.
كما أن محاولة التقرب من دول الخليج يعد فصلاً مستحدثًا في تخبطات الدبلوماسية الإيرانية في مأزقها، وهو المأزق الذي أقر ظريف من بغداد بصعوبته، مستنجدًا الأوروبيين للوفاء بالتزاماتهم بشأن الاتفاق النووي، مؤكدًا على حاجة بلاده للأفعال وليس التصريحات.
وهو التناقض الذي حاولت بغداد التخفيف من حدته مؤكدة في الوقت ذاته على استعدادها التوسط بين طهران وواشنطن لتخفيف التوتر الذي فرضته حاملات الطائرات الأمريكية المنتشرة في المنطقة، وهو الانتشار الذي تتمسك به واشنطن اليوم خيارًا لمواجهة ما تؤكده تقاريرها الاستخباراتيه من تصاعد في مستوى التهديدات الإيرانية في المنطقة، وهي المعلومات الاستخباراتية التي تثبتها الوقائع على الأرض تحت مسميات مختلفة تكرسها الأذرع الإيرانية المتمسكة بأجنداتها سواء في اليمن أو العراق أو سوريا أو لبنان، لتختلف المسميات من الحوثي إلى الحشد الشعبي ومليشيا حزب الله لتبقى المظلة الإيرانية على حالها.