صحيفة إيرانية تحذر الملالي: الإنفجار قادم
الأربعاء 29/مايو/2019 - 12:04 م
طباعة
روبير الفارس
حذرت صحيفة «ابتكار» الحكومية والتى تعبر عن مجموعة حسن روحاني قادة النظام من انتفاضة الفقراء والجياع في إيران.
حيث جاء في المقالة الافتتاحية للصحيفة والتى كتبت تحت عنوان «وباء الفقر» الانتشار الرهيب والاستثنائي للفقر بين الناس وكتبت: في العقود الماضية كان أحد المراكز لانتشار تنين الفقر، عشوائيات العاصمة طهران ومراكز المحافظات مثل مشهد وتبريز وأصفهان والأهواز وشيراز. ولكن الآن انتشرت العدوى والوباء إلى جميع مراكز المحافظات والمدن، وجعلت معظم أحزمة المدن خارج سيطرة الإدارة الحضرية، حيث لا توجد ليس فقط المرافق الأصغر، والمرافق التعليمية والصحية، بل آثار سوء التغذية، السكن غير الملائم، وشدة البطالة .... بادية في وجه السكان بشكل واضح تماما.
وأضافت الصحيفة قائلة ان خطر وجود جزء كبير من الناس الذين يتشاركون في المصاعب الاجتماعية والاقتصادية ويعانون من الفقر والألم والعيش في وضع صعب، يكمن في أن يصلوا لا سمح الله إلى قناعة: بأنه لا أحد يفكر بهم وهم أصبحوا منسيين.
عند ذلك يحصل الانفجار الاجتماعي، وهنا أعظم إنجاز اجتماعي، أي الأمن، يكون في خطر، وسيقض مضاجعنا انفجار الصواريخ الناجمة عن التواطؤ وتجاهل الفقراء.
تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من ممارسات النظام القمعي في اعتقال النشطاء في مختلف المظاهرات، إلا أن الإضرابات والاحتجاجات من مختلف الشرائح في إيران زادت بشكل كبير ضد النظام في مدن مختلفة من البلاد وذلك بسبب الفقر والغلاء والبطالة والكوارث الاجتماعية الأخرى. وسجلت معاقل الانتفاضة من أنصار منظمة مجاهدي خلق 208 حالات من حركة الاحتجاج في إيران فقط في أبريل
وفي السياق ذاته اعترف االقائد بمنظمة الحرس الثوري الارهابية عماد أفروغ، والعضو السابق في مجلس شورى الملالي في حوار مع تلفزيون الملالي، بمشاعر الغضب لدى الشعب والكراهية الاجتماعية الواسعة النطاق ضد النظام.
وقال الحرسي أفروغ الذي سُئل عن ازدياد الإساءه للنظام في المجتمع: ماذا تتوقع عن الشخص الذي هو جائع؟ الشخص الذي هو جائع يشتم. أنت تجلس في السيارة الآن. قبل المظاهرة في ديسمبر2017، كنت أسمع في كل مكان أذهب إليه. في الحافلة، في الحافلة الصغيرة، كانوا جميعهم يشتمون النظام. الجميع يسبون للجميع ولا يقوم أي شخص بالرد؛ إنهم يسبون ضد الجميع. قلت لنفسي، هذا لا ينتهي هناك. سيظهر بشكل مادي وملموس.
واعترف الحرسي أفروغ بعدم جدوى الرقابة والقمع من قبل النظام لمواجهة هذا الجو المتفجر، وقال: لا يمكنك إيقاف هذه الأمور. عندما لا يُمنح الناس حقوقًا؛ وعندما يشعرون بالتمييز، فإنهم يشعرون بعدم المساواة؛ فينتهكون الحدود. وينتهكون نطاق الحرمة.
وحذر من أنه في هذه الحالة، يمكن أن تصبح أي حركة احتجاج تهديدًا أمنيًا للنظام، مضيفًا أن كل احتجاج تقوم به يصبح مسألة عامة، وسيصبح على الفور سياسيًا وأمنيًا. هذه حقيقة مريرة. الناس يريدون بطريقة ما الانتقام.
وفي اطار الضربات المتتالية لنظام الملالي تلقت ايران ضربة اقتصادية قاسمة حيث توقفت الصين عن شراء النفط من إيران مع سريان العقوبات الأمريكية، ما يعد ضربة قوية للاقتصاد الإيراني كون الصين أكبر مستورد لخام إيران.
وأكدت صحف عالمية نقلاً عن مصادر في قطاع النفط الإيراني، إنه بعد أن أعلنت واشنطن قرارها عدم تمديد الاستثناءات الممنوحة لبعض الدول لاستمرارها في شراء النفط من إيران، توقفت الصين إلى جانب دول أخرى مثل الهند وتركيا وكوريا الجنوبية واليابان بشكل تام عن الشراء المباشر للنفط الإيراني.
وأشارت الصحف، إلى أنه تمت في أواسط مايو الجاري، تعبئة ناقلة صينية في مصب النفط في جزيرة خرج الإيرانية.
وذكر مصدر إيراني -في تصريحات صحفية له، أنه "يوجد لدى الصين العدد الكافي من المشاكل مع الجانب الأمريكي، ولذلك تراها لا ترغب في منح واشنطن ذريعة جديدة لتعقيد العلاقات الثنائية بشكل أكثر".
من جانبه أضاف رحيم زاري عضو اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني، أن هذه الدول الخمس وتايوان واليونان وإيطاليا، قامت في مارس الماضي بشراء 1.6 مليون برميل من النفط الإيراني يوميا.
وأضاف زاري: "هذه الدول تلتزم فعلا بالعقوبات الأمريكية، في الوقت الراهن".
يأتي ذلك في ظل توتر الأوضاع بين أمريكا وإيران، وفرض الولايات المتحدة عقوبات صارمة على النظام الإيراني لوقف دعم الأنشطة الإرهابية، بالإضافة إلى التدخلات السافرة في المنطق.