موقف عربي موحد ضد إرهاب الملالي.. قمم مكة تصفع إيران بعقوبات جديدة
الجمعة 31/مايو/2019 - 03:21 م
طباعة
أميرة الشريف
تستمر الدول العربية في تشديد الخناق علي إيران، حيث أجمع القادة العرب في قمتين عربية وخليجية عقدتا أمس الخميس 30 مايو 2019 في مكة المكرمة، على تورط إيران بالتدخل في شؤون دول المنطقة ودعمها للإرهاب.
وفي بداية القمة العربية الطارئة التي انعقدت في مكة، قال ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، إن النظام الإيراني مستمر في "تهديد أمن واستقرار دولنا والتدخل في شؤونها".
وطالبت الدول العربية المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم في مواجهة إيران، وذلك في أعقاب هجمات استهدفت محطتين لضخ النفط داخل المملكة وأخرى على ناقلات نفط قبالة سواحل الإمارات.
وتواجه إيران اتهامات بالمسؤولية عن الهجمات في الآونة الأخيرة، وتنفي الحكومة الإيرانية هذه الاتهامات.
واعتبر سلمان أن "عدم اتخاذ موقف رادع وحازم لمواجهة تلك الممارسات الإرهابية للنظام الإيراني في المنطقة هو ما قاده للتمادي في ذلك والتصعيد بالشكل الذي نراه اليوم".
وقال: "نطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء ما تُشَكله الممارسات الإيرانية ورعايتها للأنشطة الإرهابية في المنطقة والعالم، من تهديد للأمن والسلم الدوليين، واستخدام كافة الوسائل لردع هذا النظام، والحد من نزعته التوسعية".
وفي ختام القمة، التي عُقدت بدعوة من السعودية، طالبت الدول العربية المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لمواجهة إيران و"أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة".
كما اتفقت الدول العربية، في البيان الختامي للقمة، على حق السعودية في الدفاع عن أراضيها، واعتبار عمليات إطلاق الصواريخ البالستية "إيرانية الصنع" من اليمن على المملكة "تهديدا للأمن القومي العربي".
لكن العراق، الذي تربطه علاقات جيدة بإيران، اعترض على البيان الختامي للقمة. وحذر الرئيس العراقي، برهم صالح، في كلمته أمام القمة، من اندلاع حرب شاملة إن لم يتم إدارة الأزمة الحالية بشكل حسن.
وجاءت القمة العربية بعد أخرى لمجلس التعاون الخليجي، عقدت في مكة بدعوة من السعودية كذلك.
وفي البيان الختامي للقمة الخليجية، أدانت الدول الأعضاء الهجمات الأخيرة في المنطقة، مؤكدة على اتفاقية الدفاع المشترك بينها والتي تعتبر أن أي اعتداء على أي منها هو اعتداء عليها جميعا.
كما دعا البيان إيران إلى "التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ووقف دعم الجماعات والميليشيات الإرهابية، وتهديد أمن الممرات البحرية والملاحة الدولية".
وتصاعدت حدة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعدما انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران وعاودت فرض العقوبات عليها وعززت وجودها العسكري في الخليج.
وقال مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، إن تخريب ناقلات النفط أمام السواحل الإماراتية، مرتبط بالهجمات على منشآت نفطية في السعودية، وإن "واشنطن ليس لديها أدنى شك في المسؤول عن هذه الهجمات"، مضيفًا، من المهم أن تعرف القيادة في إيران أننا نعرف"، محذرا طهران من الإقدام على أي هجمات جديدة.
ورد مسؤول إيراني على تصريحات بولتون، واصفا إياها بأنها "اتهامات سخيفة"، مضيفا أن بلاده "ستدافع عن نفسها في وجه أي اعتداء عسكري أو اقتصادي".
وفي محاولة لغسل يداها من الإرهاب، زعمت طهران براءتها من تلك الاتهامات.
وزعمت وسائل الإعلام الرسمية أن إيران اعتبرت، الجمعة، تلك "الاتهامات لا أساس لها، ونقلت الوكالة الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي، رفضه الاتهامات التي اعتبر "أن لا أساس لها الصادرة عن قادة دول عربية معينة".
ويرى محللون أنه مهما كان سقف التوقعات منخفضاً في الشارع العربي إزاء القمم، إلا أن انعقادها يظل مصلحة عربية في مواجهة "التنمر الإيراني"، بينما يرى آخرون أن مواجهة إيران "لا تحتاج إلى ثلاث قمم".
ويري المحلل حمد الكعبي أن القمم تأتي "في مرحلة دقيقة كثيفة الأجندات والترتيبات الدولية الخاصة بالمنطقة، سواء في ما يتعلق بالتنمر الإيراني، أو بالمقاربات السياسية للصراع العربي الإسرائيلي".
ويضيف: "مهما كان سقف التوقعات منخفضاً في الشارع العربي إزاء التئام القمم، إلا أن انعقادها على نحو عادي أو استثنائي، يظل مصلحة عربية، وإن حققت أدنى الطموحات في لقاء القادة".
ويري مراقبون أن القادة العرب لديهم "أوراق ضغط مهمة جداً، ربما تساوي أو تفوق أهمية أوراق الضغط الأمريكية لو تم استخدامها بحزم من خلال موقف موحد، وبإمكانها تحجيم إيران وإعادتها إلى داخل حدودها واقتلاع وكلائها وسحب جواسيسها ومرتزقتها".
وحول دور السعودية في المنطقة، يقول إبراهيم العثيمين إن عقد القمم العربية والخليجية والإسلامية في المملكة "هو إثبات على دور المملكة الحقيقي والإيجابي في مختلف ملفات المنطقة، كما أن السياسة الخارجية السعودية في عهد الملك سلمان بسبب تعقيدات المشهد الإقليمي والعالمي تحولت من الحياد إلى المبادرة والدخول بكل ثقلها لحماية مصالحها والإسهام في إعادة الأمن والاستقرار للمنطقة".
وقال مبعوث الولايات المتحدة الخاص بشأن إيران برايان هوك للصحفيين أمس الخميس، إن إعادة نشر القوات العسكرية الأميركية في المنطقة نجح في ردع إيران، لكنه قال إن الولايات المتحدة سترد بالقوة العسكرية إذا هاجمت إيران أو أي من أتباعها في المنطقة المصالح الأميركية.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأسبوع الماضي نشر 900 جندي إضافي في الشرق الأوسط ومددت إقامة 600 جندي آخرين، وذلك بعد قيامها بتسريع عملية نشر مجموعة حاملة طائرات هجومية وإرسال قاذفات قنابل وصواريخ باتريوت إضافية إلى المنطقة.
وخلال زيارة بولتون لأبوظبي، قام المسؤولون بتفعيل اتفاقية للتعاون الدفاعي تم توقيعها هذا العام بين الولايات المتحدة والإمارات.
ولدى دول الخليج قوة دفاع مشتركة في إطار مجلس التعاون الخليجي، لكن ذلك التحالف الذي أنشئ منذ 39 عاما تصدع جراء خلاف دفع السعودية والإمارات والبحرين ومصر لفرض مقاطعة سياسية واقتصادية على قطر منذ منتصف عام 2017.