إصرار طالبان علي استمرار الحرب.. مخطط قطري خبيث لتدمير أفغانستان
السبت 01/يونيو/2019 - 01:28 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زال الدور المشبوه الذي تلعبه إمارة الشر الإرهابية "قطر"، مستمر في دعم وتمويل حركة طالبان الإرهابية، حيث تعهد زعيم حركة طالبان الأفغانية، اليوم السبت، بمواصلة القتال لحين تحقيق أهداف الحركة، مشيرًا إلى أنها لا تزال غير مستعدة لبدء محادثات مع الحكومة المدعومة من الغرب في كابول علي حد تعبيره.
ووفق مزاعم الحركة، قام زعيم طالبان، الملا هيبة الله أخونزادة، بطمأنة الأفغان بأن طالبان تريد إنهاء صراع استمر عقودًا وحكومة تمثل جميع الأفغان، لكنه لم يبدِ أي بادرة على قبول وقف إطلاق النار، أو بدء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية التي تعتبرها طالبان غير شرعية.
ووفق تقارير إعلامية، لم يعطِ أخونزادة أي مؤشر إلى أن طالبان قد تعلن مجددًا الهدنة التي طبقتها العام الماضي لمدة 3 أيام طوال عطلة عيد الفطر، والتي أفضت لمشاهد غير مسبوقة لاختلاط مقاتلي طالبان وجنود من القوات الحكومية، بل وتبادلهم العناق في شوارع كابول.
وقال زعيم طالبان في رسالته:لا ينبغي لأحد أن يتوقع منا صب الماء البارد على جبهات الجهاد الساخنة، أو نسيان تضحياتنا على مدى 40 عامًا قبل تحقيق أهدافنا، مضيفًا: طالبان تريد:إنهاء الاحتلال وإنشاء نظام إسلامي.
ويُجري ممثلون من طالبان محادثات مع دبلوماسيين أمريكيين منذ شهور بشأن انسحاب أكثر من 20 ألفًا من القوات الأمريكية وقوات التحالف التي يقودها حلف شمال الأطلسي مقابل ضمانات بعدم استخدام الأراضي الأفغانية كقاعدة للمتشددين لتنفيذ هجمات، كما اجتمعوا أيضًا مع ساسة أفغان بارزين وممثلين للمجتمع المدني، وكان أحدث هذه الاجتماعات في موسكو الأسبوع الماضي في إطار حوار أفغاني لمناقشة مستقبل البلاد.
لكنهم لم يبدوا أي مؤشر على الموافقة على مطالب وقف إطلاق النار وإجراء مفاوضات رسمية مع حكومة الرئيس أشرف غني، التي يتهمها الملا هيبة الله بمحاولة إفساد الحوار بين طالبان والرموز السياسية الأفغانية.
لكنها لم تتطرق لأحد أهم المخاوف في كابول، بشأن ما إن كانت طالبان ستقبل الإطار الدستوري الحالي للجمهورية الأفغانية، أم ستصر على إقامة إمارة إسلامية؟ وهو الاسم الذي تطلقه على نظامها.
وقالت الرسالة: ستسعى الإمارة الإسلامية إلى إنشاء حكومة إسلامية شاملة ذات سيادة يقبلها جميع الأفغان في وطننا الحبيب.
وكان من المقرر اجتماع وفد يضم 250 من الساسة الأفغان ورموز المجتمع المدني مع مسؤولين من طالبان في الدوحة أبريل الماضي، ثم ألغي الاجتماع على نحو مفاجئ في ظل جدل بشأن حجم الوفد الأفغاني وتشكيلته حيث كان يضم بعض المسؤولين الحكوميين الذين قرروا الحضور بصفتهم الشخصية.
ويأتي ذلك بالتزامن مع الأعمال الإرهابية المتواصلة الذي تقوم بها حركة طالبان الإرهابية، وتسيطر على نحو نصف أراضي أفغانستان، فيما قتل 3804 مدنيًا السنة الماضية بحسب حصيلة الأمم المتحدة.
ويسعي تنظيم الحمدين إلى فرض نفسه على الساحة في أفغانستان وإعادة "الإمارة الإسلامية" على يد حركة طالبان الإرهابية من جديد، من خلال استخدام نفوذه المالي ومواصلة النشاط الدبلوماسي المشبوه، من أجل تحقيق أهدافه الخبيثة.
وكانت إمارة الإرهاب قد أنشأت مكتبا سياسيا لحركة طالبان في الدوحة تحت اسم "المكتب السياسي للإمارة الإسلامية في أفغانستان"، وتولت قطر عبر هذا المكتب تحريك طالبان، وإرسال التمويلات والدعم، ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.
وتسعى واشنطن للخروج من أطول حرب في تاريخها عبر هذه المفاوضات التي أطلقتها الصيف الماضي. وكانت الجولة الأخيرة من المحادثات الثنائية انتهت في قطر في مارس.
ويري محللون أن تأجيل المحادثات يدل على الطريق الصعب أمام السلام، وأن الفوضى بشأن المؤتمر وعدم التمكن من عقده، يدل الى أي حد الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة.
وما زالت إمارة الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على العنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية.
كانت ذكرت تقارير إعلامية، أن قطر استضافت عدة مرات اجتماعات سرية بالدوحة، بين قيادات طالبان، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
ويسعي تنظيم الحمدين من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وفي 2013 احتضنت قطر محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
ويعد الدور القطري المشبوه في القضية الأفغانية، ما هو إلا سعي تنظيم الحمدين لعودة "الدولة الإسلامية الأفغانية"، التي أسست من قبل على يد حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.