جبهة "الضالع" اليمنية.. معضلة عسكرية لميليشيا الحوثي

السبت 01/يونيو/2019 - 01:44 م
طباعة جبهة الضالع اليمنية.. فاطمة عبدالغني
 
اسهمت جغرافيا ”الضالع“ في تكبد مليشيا الحوثي  التي تقاتل بنهج عقائدي، وتلقت تدريبات عالية على يد خبراء ”حزب الله“ اللبناني و“الحرس الثوري“ الإيراني الخسائر الفادحة في العتاد والأفراد على يد الجيش الوطني والقوات المشتركة وفصائل المقاومة الشعبية. 
وبحسب تقارير عسكرية يمنية فشلت استراتيجية مليشيا الحوثي في مناطق الضالع، بعد أن أثبت أبناؤها أن القوة بيد من يمتلك الأرض ويثبت فيها ،فالعقيدة القتالية التي يؤمن بها أبناء الجيش الوطني وفصائل المقاومة الجنوبية وأبناء الضالع، كانت عاملًا مهمًا في صد الهجمات المتعددة لكتائب المليشيات الحوثية. 
وكانت المليشيات الحوثية قد كسبت ولاء بعض الأشخاص من أبناء مناطق الضالع منذ وقت طويل، لتستفيد منهم في إسقاط تلك المناطق التي ينتمون لها، وتجند بعضهم للقتال في صفوفها، لكنها عجزت أن تحتفظ بالمناطق التي دخلتها وسط تماسك جبهات الضالع، والقتال الشرس الذي يوصف بأنه ”معركة التحرير“ من جيوب المليشيات. 
وساعدت الجغرافيا القاسية والتضاريس الوعرة في مناطق الضالع خاصة جبهات ”مريس وقعطبة وجبن“، في تماسك الجبهات بعد انسحاب مقاتلي ”الإخوان“ من المواقع العسكرية الاستراتيجية، ما سهل سيطرة الحوثيين السريعة على مناطق واسعة من شمال الضالع،  ولكن في المقابل تمكن الجيش اليمني والقوات المشتركة من ضرب عصب الإمداد الحوثي، من خلال استهداف التعزيزات العسكرية والسيطرة على الطرقات والجبال المطلة على قرى وبلدات ”قعطبة“، خلال العملية العسكرية ”قطع النفس“ التي أعلن عنها التحالف العربي لدعم الشرعية بمساندة القوات المشتركة بداية شهر مايو الماضي.
 وأدت العملية العسكرية تلك إلى تكبد المليشيات الحوثية خسائر عسكرية متتالية وهزائم كبيرة، في العدد والعتاد. 
وفي هذا الإطار أكد الباحث عبد الفتاح غالب ”أن الصمود الفولاذي لأبناء الضالع كان واحدًا من عناصر القوة لدحر المليشيات الحوثية“. وأضاف غالب أن ”طبيعية المجتمع في مناطق الضالع وتلاحم أبنائها في القتال علاوة على تجاربهم الكبيرة في القتال على مر الفترات الماضية كان عاملًا أساسيًا في طرد الحوثيين من مناطقهم وتحرير مناطق كثيرة في الضالع في مقدمتها مدينة قعطبة“.
 وكان ماجد الشعيبي المتحدث الرسمي باسم القوات الجنوبية المشتركة، قد قال إن ”العملية العسكرية التي انطلقت وأطلقنا عليها اسم "صمود الجبال" تحمل معنى ارتبط بالضالع وتاريخها ومقاومتها لكل أشكال الاحتلال والغزو منذ قديم الأزل“. وأشار في سلسلة منشورات على موقع ”فيسبوك“، إلى أن ”الهدف من عملية صمود الجبال النوعية تطهير ما تبقى من جيوب حوثية متفرقة في مدينتي حجر ومناطق شمال قعطبة، واستكمال تحرير مديريات الحشا ودمت وما جاورها، ونقل المعارك هجوميًا إلى محافظة إب وسط اليمن".
من ناحية أخرى واستمرارًا للخسائر التي يتكبدها الحوثيون في الضالع أفادت مصادر يمنية بوصول 25 قتيلا و جريحا لعناصر مليشيات الحوثي إلى مستشفى الثورة العام في مدينة إب، من جبهات القتال في محافظة الضالع.
وقالت مصادر طبية إن المستشفى استقبل جثث 5 قتلى و20 جريحا سقطوا في جبهات القتال في مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع، في أعقاب تواصل المعارك بين القوات المشتركة والحزام الأمني مع المتمردين الحوثيين.
وذكرت مصادر ميدانية أن حدة المواجهات بين الطرفين تصاعدت في جبهات قعطبة "باب غلق" والجبهة الغربية "شخب"، بعد سيطرة القوات المشتركة على عدد من المواقع بمنطقة شخب، ووصولها إلى أطراف منطقة الفاخر على الحدود بين الضالع وإب.
وعلى صعيد متصل، لقي القيادي الميداني البارز في مليشيات الحوثي، العقيد هشام الغرباني، مصرعه على أيدي قوات الجيش والمقاومة في محافظة الضالع.
كما واصلت قوات الجيش والمقاومة خلال الساعات الماضية تقدمها نحو منطقة الفاخر بعد معارك عنيفة خاضتها مع مليشيات الحوثي في شخب غرب مديرية قعطبة.
وتمكن الجيش والمقاومة من السيطرة على مواقع استراتيجية، وواصلوا التقدم بعد تهاوي المليشيات وفرار من تبقى من عناصرها نحو منطقة الفاخر، وتحصنها في منازل المواطنين وبعض المرتفعات الجبلية، مخلفة وراءها عشرات القتلى من عناصرها.

شارك