النصرة بين تصفية قياداتها بتهمة العمالة لروسيا واستهداف المدنيين
الأحد 02/يونيو/2019 - 10:02 ص
طباعة
حسام الحداد
ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن عناصر جبهة النصرة اعتدوا بالصواريخ على بلدة شطحة بريف حماة الشمالي الغربي ما تسبب بوقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
ووفق «سانا» فإن «المجموعات الإرهابية المنتشرة في قرية اللطامنة بريف حماة الشمالي اعتدت بالصواريخ على بلدات عدة بريف حماة الليلة قبل الماضية بصواريخ عدة على المنازل السكنية في بلدة قمحانة ما تسبب بوقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات».
من جهة أخرى، أفادت وسائل إعلام تركية شبه رسمية بأن أنقرة عززت وحداتها العسكرية المتمركزة عند حدود سوريا بعناصر للقوات الخاصة «الكوماندوز». وأكدت أن الجيش التركي أرسل إلى المناطق الحدودية في ولاية هاتاي تعزيزات تضم 50 مدرعة تقل عناصر لوحدات «الكوماندوز».
ونقلت عن مصادر عسكرية قولها إن هذه التعزيزات جاءت إلى المنطقة بهدف توزيعها على الوحدات المتمركزة على طول الشريط الحدودي مع سوريا.
وجاءت هذه التطورات على خلفية إعادة التصعيد في حدة التوتر بشمال غربي سوريا، وخاصة بمحافظة إدلب الخاضعة في الغالب لسيطرة «هيئة تحرير الشام» التي تشكّل «جبهة النصرة» الإرهابية عمودها الفقري. كما خسر الجيش التركي أحد ضباطه أوائل الشهر الجاري جراء هجوم للمسلحين الأكراد في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
إلى ذلك، أعلنت السلطات السورية عودة دفعات جديدة من المهجرين السوريين من الأراضي اللبنانية عبر معبري الدبوسية وجديدة يابوس الحدوديين بريفي حمص ودمشق.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن ذلك يأتي في إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني. وأشارت إلى أن الجهات المعنية قامت باستقبال المهجرين العائدين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم قبيل نقلهم إلى قراهم وبلداتهم.
من جانبها، قالت المديرية العامـة للأمن العـام في لبنان إنها أمّنت اعتباراً من يوم أمس العودة الطوعية لـ 621 نازحاً سورياً من مناطق مختلفة في لبنان إلى الأراضي السورية، وذلك بالتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقد ذكرت وكالة "سانا" للأنباء أمس 1 يونيو 2019، أن وحدات من الجيش السوري استهدفت بضربات صاروخية ومدفعية مواقعا لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في محيط خان شيخون والهبيط وقرية الشيخ مصطفى بريف إدلب الجنوبي.
وأفادت الوكالة بأن وحدات أخرى من الجيش السوري وبعد "متابعة دقيقة لتحركات المجموعات الإرهابية ومحاور تحركها وجهت رمايات مركزة على تجمعات وأوكار لإرهابيي تنظيم "جبهة النصرة" في محيط قريتي كفر عويد واحسم بريف إدلب الجنوبي.
من جهتها اعتدت "جبهة النصرة" وحلفاءها على بلدتي قلعة المضيق وكركات، كما استهدفت بلدة قمحانة في ريف حماة الشمالي مما تسبب بوقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
وكان عضو هيئة المصالحة الوطنية في سوريا، عمر رحمون، أكد أن الهدنة الأخيرة التي أعلنها الجيش السوري في ريف حماة الشمال الغربي باتت مهددة بالسقوط بعد التصعيد الكبير الذي قامت به التنظيمات الإرهابية أول أمس الجمعة من خلال مهاجمتها مواقع الجيش.
وقال رحمون في تصريح لوكالة "سبوتنيك" أول أمس الجمعة 31 مايو 2019: "اليوم بعد التصعيد الكبير من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة ومهاجمتها لمواقع الجيش السوري بات الحديث عن وقف إطلاق النار على جبهات ريف حماة وإدلب يواجه صعوبات كبيرة، حيث تسعى المجموعات المسلحة لابقاء التصعيد سيد الموقف على هذه الجبهات وبالتالي تتخذ من ذلك ذريعة لمنع المدنيين من الخروج من مناطق سيطرتها باتجاه مناطق سيطرة الدولة السورية".
وكان مسلحو تنظيم "الجبهة الوطنية للتحرير" قد شنوا صباح أمس هجوما عنيفا باتجاه مواقع الجيش العربي السوري على محور بلدة الحويز في ريف حماة الشمال الغربي، حيث تمكنت وحدات الجيش من إحباط الهجوم ومن تفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري بمحيط بلدة الحويز بسهل الغاب وأوقعت خسائر مادية وبشرية بالميليشيات الإرهابية المهاجمة ومن ضمنها دبابة وعربة "بي ام بي"، قبل أن يتمكن الجيش من استعادة النقاط التي تقدم إليها المسلحون.
وعلى صعيد آخر اقدمت عناصر في جبهة النصرة على تنفيذ حكم القتل بحق 7 اشخاص، في ادلب، بتهمة العمالة للقوات الروسية، التي تشارك جيش النظام في عملية عسكرية كبيرة تستهدف مناطق في ادلب وحماة.
وقالت وكالة إباء التابعة للنصرة عبر تلجرام، ان حكم الاعدام نفذ يوم السبت 1 من يونيو، وفق ما نقلت عن مصدر أمني في الجبهة، مشيرة الى ان بين الأشخاص الـ 7، زعيم خلية الدانا، وبقية أعضاء الخلية، ونشرت الوكالة صورًا تظهر المحكومين أثناء تنفيذ حكم القتل بحقهم.
وتنفذ النصرة حملة أمنية، منذ 24 مايو الماضي، لملاحقة من تسميهم بـ خلايا المفسدين والخوارج، واعلن الجهاز الأمني فيها، القبض على خليتين للنظام في إدلب وحماة، إحداها تتبع لقاعدة حميميم الروسية.
ومنذ فشل جولة أستانا 12، في 26 من أبريل الماضي، عمدت قوات النظام بدعم روسي، الى شن عملية عسكرية واسعة النطاق، مع استخدام مكثف للغارات الجوية، مستهدفة ارياف حماة وادلب في مناطق التفاهمات الروسية- التركية، وتهدد المعارك بانهيار اتفاق سوتشي، في سبتمبر 2018، والذي نص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، ووقف إطلاق النار بين الطرفين.
ويذكر أنه في 20 مايو الماضي 2019، أوقفت القوات المسلحة السورية إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد في إدلب بحسب ما أفاد مركز المصالحة الروسي، فيما استمرت الهجمات المسلحة على مواقع القوات الحكومية والمدنيين في محافظات حماة واللاذقية وحلب.
وجاء في بيان المركز: «منذ 18 مايو، تم رصد 13 خرقاً لنظام وقف الأعمال القتالية، ونتيجة لهذا القصف، أصيب ثلاثة عسكريين سوريين». وكانت قريتا الشراشير والحويز بريف اللاذقية قد تعرضتا السبت لسلسلة من الهجمات الصاروخية على منازل سكنية راح ضحيتها مواطن وإصابة آخرين، بالتزامن شنت فصائل المعارضة السورية هجوماً على مواقع القوات الحكومية في ريفي حماة واللاذقية مساء السبت.
وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) حينها "شنت فصائل المعارضة هجوماً معاكساً على مواقع القوات الحكومية في حرش الكركات بريف حماة الغربي واستعادت إحدى النقاط بعد ساعات قليلة من تقدم القوات الحكومية، حيث قتل 10 عناصر من المجموعات المدعومة من الجيش الروسي بينهم ضابطان برتب عليا".
وأكد القائد العسكري حينها أن "فصائل المعارضة أفشلت هجوماً للقوات الحكومية على محور منطقة كبينة وتلالها في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي وكبدتهم خسائر كبيرة». من جانبه قال قائد ميداني يقاتل مع القوات الحكومية السورية «تصدى الجيش السوري والمجموعات الموالية لخروقات المجموعات المسلحة في منطقة خفض التصعيد عبر استهدافهم بالقذائف الصاروخية قريتي الكركات والحويز بريف حماة الشمالي الغربي".