الصومال بين تهديدات داعش والمجاعة
الخميس 06/يونيو/2019 - 10:54 ص
طباعة
حسام الحداد
قالت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم» : إن حركة «شباب المجاهدين»، وتنظيم «داعش» الإرهابيين في الصومال، يشكلان تهديداً للسلام والأمن بها، مشددة على أن الشعب الصومالي يرفض تلك الأيديولوجيات المتطرفة. وأشارت إلى أن هذه المنظمات المتطرفة تستهدف الأميركيين والأشخاص من الدول الأوروبية، فضلاً عن نشرهم أيديولوجية متطرفة في المنطقة، وتنفيذهم لهجمات مسلحة لا معنى لها ضد المدنيين تهدد الشركاء في شرق أفريقيا.
وأضافت أن تلك التنظيمات المسلحة تمنع الوصول إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، مما يعرقل وصول المساعدات الإنسانية، أو تقديم الخدمات الحكومية لسكانها، وأوضحت أن الشعب الصومالي يرفض وحشية تلك الحركات المتطرفة التي تُسبب تكلفة إنسانية باهظة. والقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (USAFRICOM) مسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية في 53 دولة أفريقية وتأسست في 2007 وبدأت القيادة الأفريقية نشاطها رسميا في 2008.
وأوضحت «أفريكوم» أن المكاسب الأمنية التي حققتها بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (AMISOM) وقوات الأمن الصومالية مهدت الطريق للتقدم السياسي خلال السنوات القليلة الماضية، وأشارت إلى أنه من الضروري أن تواصل قوات الأمن الضغط على حركة الشباب المتطرفة لتهيئة الظروف لمزيد من التنمية السياسية والاقتصادية. وأكدت أن الصومال هو مفتاح البيئة الأمنية في شرق أفريقيا، واستقراره مستقبلاً يعزز من المصالح الأميركية في المنطقة، وتتم مزامنة الإجراءات الأميركية مع ولاية بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (AMISOM) للحد من التهديدات ودعم الاستقرار والمصالحة وبناء السلام.
وتابعت أن الدولة النهائية المرغوبة في شرق أفريقيا هي تلك التي لا تستطيع فيها المنظمات الإرهابية زعزعة استقرار الصومال أو استقرار جيرانها، ولا تهدد مصالح الحلفاء الأميركيين والدوليين في المنطقة، لاسيما أنها البيئة المناسبة لتقدم التنمية الاقتصادية والحكومية.
وبشأن أعداد المتطرفين في الصومال، أوضحت أنه اعتباراً من أبريل الماضي، تبين وجود ما بين 150 إلى 300 من مقاتلي «داعش» في الصومال، القادرين منهم على شن هجمات غير متكافئة على نطاق صغير في البلاد.
وفي ظل مواجهة حركة الشباب أعلن البنتاجون أن سلاح الجوي الأمريكي شن، يوم 4 يونيو، غارة استهدفت مواقع لتنظيم "داعش" في الصومال، ضمن استمرار الولايات المتحدة في دعمها العسكري للحكومة الصومالية ضد المتطرفين.
وجاء في بيان نشرته القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، أمس الأربعاء ٥ يونيو، أن الغارة التي نفذها الطيران الحربي الأمريكي في منطقة جبال غوليس (شمال الصومال) هي السابعة لسلاح الجو الأمريكي ضد مسلحي "داعش" و"حركة الشباب" المتطرفين في هذه المنطقة.
ونقل البيان عن قائد العمليات في القيادة، اللواء ويليام ويست، قوله: "نحن نواصل ممارسة الضغوط على الشبكات الإرهابية في الصومال"، من أجل تمكين الحكومة من استعادة سيطرتها على مجمل أراضي البلاد.
وأضاف: "الحكومة الفدرالية في الصومال والولايات المتحدة ستواصلان الاستفادة من الفرص المتاحة من قبل الشبكات (الإرهابية) لإبطال عملياتها وإضعاف قدراتها"، في إشارة إلى الصراع الداخلي المسلح بين الحركتين الإرهابيتين المتنافستين.
وذكر البيان أن منطقة جبال غوريس معروفة بوجود معسكرات للإرهابيين فيها ومعارك بين مسلحي كل من "داعش" و"حركة الشباب" (التي أعلنت في السابق مبايعتها لـ "داعش").
وأكد البيان أن الغارة الأخيرة أسفرت عن مقتل ستة مسلحين، دون أن تخلف ضحايا أو إصابات في صفوف المدنيين.
وختم البيان بالقول إن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ستواصل تعاونها مع شركائها من أجل تسليم المسؤولية عن ضمان الأمن في البلاد، في نهاية المطاف، إلى الحكومة الفدرالية والولايات الصومالية التابعة لها.
يحدث هذا في الوقت الذي حذّر فيه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة من أنّ الصومال يواجه مجاعة بسبب إحدى أسوأ موجات الجفاف التي تشهدها البلاد منذ عقود.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لووكوك إنّ "ما كانَ متوقعاً أن يكون موسم أمطار عاديًا في الصومال هو حاليًا أحد المواسم الأكثر جفافا منذ أكثر من 35 عاما".
وقد قدّمت الأمم المتحدة مبلغ 45 مليون دولار من صندوق الطوارئ لتعويض نقص الغذاء والمياه والإمدادات الإنسانية للصومال ومناطق من إثيوبيا وكينيا.
وسيتم تخصيص 30 مليون دولار من المبلغ لمساعدة الصومال حيث تفيد التقديرات بأن مليوني ومئتي ألف شخص سيواجهون مجاعة بحلول سبتمبر، أي بزيادة قدرها 40 بالمئة عن يناير.
كذلك يُتوقّع أن يواجه 3,2 ملايين شخص في الصومال صعوبات في تلبية احتياجاتهم الغذائية في الفترة نفسها.
وقال لووكوك في بيان إن الجفاف في الصومال ازداد بوتيرة أسرع من السابق في العقد الأخير.
ويأتي الشح في موسم الأمطار بين أبريل ويونيو في أعقاب منسوب أمطار أدنى من المعدل بين أكتوبر وديسمبر.
وقال لووكوك إن "جماعات ضعيفة أصلا بسبب مواسم الجفاف السابقة تواجه مجددا مجاعة وشحّا في المياه وهي عرضة لخطر أمراض معدية مميتة".
وأضاف "وكالات الإغاثة في الصومال تعمل فوق طاقتها وتعاني نقصا حادا في التمويل".
وطلبت الأمم المتحدة تمويلا قدره 1,09 مليار دولار هذا العام لبرنامجها للإغاثة الإنسانية في الصومال، لكن 22 بالمئة فقط من هذا المبلغ قد تأمن.
وتعرّض الصومال لمجاعتين كبيرتين في عامي 1992 و2011 جراء الجفاف والنزاع الذي تشهده البلاد.