"الحمدين" يُكرّس عُزلته الخليجية ويستقوي بطهران
الجمعة 07/يونيو/2019 - 12:17 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
لا تصر الدوحة فقط على التحليق خارج السرب الخليجي والعربي بل تسعى لأبعد من ذلك، فالمباركة القطرية للدور التخريبي الإيراني في المنطقة لم تعد خفية على أحد، وطهران تقابلها بالشكر، متباهية بموقف الدولة الخليجية الرافض للإجماع العربي والخليجي في القمتين الطارئتين الخليجية والعربية واللتين استضافتهما مكة المكرمة في 30 مايو الماضي.
وتأكيدًا على ما سبق تلقى الرئيس الإيراني حسن روحاني اتصلاً هاتفيًا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، مساء أول أمس الأربعاء للتهنئة بعيد الفطر، بحسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية، فيما وجه روحاني الشكر للشيخ تميم على موقف حكومته من القمتين الطارئتين الخليجية والعربية اللتين استضافهما الملك سلمان بن عبدالعزيز في مكة.
وفي الاتصال الهاتفي قال روحاني إن "مواقف الحكومة القطرية في هاتين القمتين نابعة عن سياسات حسن الجوار وفي اتجاه خفض التوترات، ولا شك أن أي قمة لا تسهم في تقريب دول المنطقة بعضها ببعض لن تكون مثمرة وبناءة بل هي ضارة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا).
وأضاف روحاني أن "إيران حكومة وشعبا تقف إلى جانب قطر، ونحن نعتقد أن التهديدات والضغوط والحصار والعقوبات الاقتصادية مسار خاطئ في العلاقات بين الدول". وتابع بالقول إن "سياسة طهران هي توسيع العلاقات مع الدوحة".
وبينما لم تنقل وكالة الأنباء القطرية ما قاله الشيخ تميم في الاتصال مع روحاني، نسبت وكالة الأنباء الإيرانية إلى أمير قطر قوله إن "مواقف طهران والدوحة تجاه العديد من القضايا الإقليمية قريبة جدا". وأضافت الوكالة الإيرانية أن أمير قطر "أعرب عن تقديره لمواقف طهران تجاه الحصار المفروض على بلده، وأكد أن الدوحة لن تنسى مواقف إيران في هذا الشأن، وتطمح إلى تنمية علاقاتها مع إيران على جميع الأصعدة".
وبحسب المراقبون يبرز الاتصال الهاتفي الأخير رسائل الود المتبادلة بين الدوحة وطهران والذي عبر خلاله روحاني عن رغبة طهران في توسيع العلاقات مع الدوحة، فيما سارع أمير قطر إلى التأكيد على التقارب بين رؤية قطر وإيران في العديد من مسائل المنطقة مشيرًا إلى الاتصال المستمر بين البلدين.
خطب ود من تعتبرها الدوحة دولة جارة بلغ بها إلى حد رفض بياني القمتين التي تضمن المطالب العادلة للدول المشاركة بدعوى أن بعض البنود تتعارض مع السياسة الخارجية لقطر والتي قررت التحفظ والرفض، وهو الموقف الذي أثار رفضًا واستهجانًا رغم أنه ليس مستغربًا على مواقف الدوحة والتي تعكس تناقض السياسة القطرية الواضح.
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير "الدول التي تملك قرارها تعلن مواقفها وتحفظاتها أثناء الاجتماعات وليس بعدها".
وبدوه وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش انتقد الموقف القطري وقال إن التراجع عما تم الاتفاق عليه يعود إلى الضغوط على الضعاف فاقدي السيادة.
فيما اعتبر وزير خارجية البحرين الشيخ خالد ال خليفة أن تحفظ قطر يؤكد أنها أصبحت مرتهنة وتستنجد بالوسطاء.
تكشف الأيام بوضوح العلاقات بين طهران والدوحة والتي ظلت شبه سرية إلى أن كشفتها أزمة قطر، بعد قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة النظام القطري، انكشف السر ليظهر التعاون الإيراني القطري للعلن ويأخذ أشكالاً مختلفة بل يتجاوزه إلى مواقف متكررة داعمة لإيران، مواقف تؤكد بالدليل صواب قرار المقاطعة، حيث أدركت الدول الأربع مدى الدور التخريبي الذي تلعبه الدوحة وحليفتها إيران في المنطقة.