المنافسة على السلطة تفاقم الصراع بين أجنحة مليشيا الحوثي

الجمعة 07/يونيو/2019 - 01:52 م
طباعة المنافسة على السلطة فاطمة عبدالغني
 
كشف اجتماع لمليشيا الحوثي الانقلابية عمق الصراع المستفحل بين أجنحتها، ابن عم عبدالملك الحوثي رئيس ما يسمى "اللجنة الثورية العليا" محمد علي الحوثي يترأس اجتماعًا موسعًا لمجلس حكم الانقلاب وحكومته غير المعترف بها في صنعاء ليطرح علامات استفهام عن مصير رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط واحتمالية إزاحته عن المشهد.
وبحسب المراقبون هيمنة محمد علي الحوثي على مجلس حكم الانقلاب تعززه مصادر ترى أنه بات يمسك بزمام الانقلاب ورئاسته وليس المشاط، والسبب عدم انتماء المشاط إلى سلالة زعيم المليشيا.
غياب المشاط عن الاجتماع يشير حسب مراقبين إلى قرب الإطاحة به وتسليم مجلس الحكم إلى ابن عم عبدالملك الحوثي، وهي الخطوة التي يراها الكثيرون محاولة من زعيم المليشيا الإمساك أكثر بخيوط اللعبة كاملة خاصة مع بروز عدة أجنحة داخل المليشيا تتصارع على النفوذ والأموال.
أما مضمون الاجتماع فذكرت مصادر مطلعة أنه أثنى على الأدوار التخريبية لمليشيات "حزب الله"، مستعرضًا الطرق المختلفة التي يمكن أن تقوم بها مليشيا الحوثي لدعم "حزب الله" ماليًا لاسيما من خلال الأموال التي تجنيها من المؤسسات اليمنية ومن حملات النهب التي تفرضها على التجار، خصوصًا بعد أن فتحت عبر وسائل إعلامها حملات تبرع بالأموال لمصلحة مليشيات "حزب الله" الذي يعاني عجزًا في تمويله جراء العقوبات الأمريكية على إيران.
  وهاجم الحوثي، كما جاء في البيان الصادر عن الاجتماع الذي نقلته وسائل إعلام الجماعة، أن الميليشيات ترفض أي انسحاب من الحديدة وموانئها ما لم يكن ذلك بحسب الانسحاب الصوري الذي قامت به الجماعة أخيراً بمباركة أممية.
كما توعّد الحوثي خلال الاجتماع بمزيد من التصعيد العسكري لجماعته عبر إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الأراضي اليمنية والسعودية في إصرار على إرهاب جماعته وعدم رضوخها للسلام والانصياع لقرارات المجتمع الدولي بما في ذلك القرار 2216.
ورغم وجود مهدي المشاط وإشارة المصادر الحوثية إلى قيامه بعدد من الأنشطة في صنعاء مؤخرًا، فإن غيابه عن الاجتماع الذي تصدره الحوثي مع كبار قادة الانقلاب، يشير إلى الخطوة الوشيكة للإطاحة بالمشاط من قبل الجماعة وتسليم مجلس حكم الانقلاب إلى ابن عم زعيم الميليشيات. 
وكان الحوثي كرر تبجح جماعته بالقدرات العسكرية النوعية في تغريدة على "تويتر" زعم خلالها أن جماعته مستعدة لتصدير طيرانها المسير إلى كل الجماعات الراغبة في الحصول على هذه التقنيات التي يرجح المراقبون حصول الجماعة عليها من إيران وبخبرات من "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله".
في مقابل ذلك هاجم القيادي الحوثي أبو علي الخولاني الذي يشغل منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب الغير معترف بها دوليا، ممارسات المليشيا الحوثية وما تقوم به من نهب للحقوق وامتهان للكرامة وقمع للحريات. وقال أبو علي الخولاني في منشور له على الفيسبوك: "اللهم أني أشهدك وأشهد رسولك وأشهد ملائكتك بأني برئ وأتبرئ مما يحصل اليوم من نهب للحقوق وأمتهان للكرامه وقمع للحريات ....ويشهد الله أني خدعت بهم وما كنت أعلم بهذا الشر الكبير والحقد الدفين .... وأطلب من كافة الزملاء والزميلات الصفح والعفو والمسامحه من كل ما صدر مني تجاههم وفي حقهم ... وأستغفر الله من زلتي وعظيم ذنبي".
يذكر أن الفريق سلطان السامعي، عضو ما يسمى "المجلس السياسي" للانقلابيين الحوثيين شنّ هجوماً لاذعاً على قيادات مليشيا الحوثي، واتهم قادتها بالفساد والإقصاء لحلفائها. وكشف هذا الهجوم خلافات عميقة، رأى محللون أنها تمهّد لتخلص الحوثيين مما تبقى من حلفاء لهم في الانقلاب على الشرعية. 
للمزيد حول صراع الأجنحة يفضح فساد قيادات مليشيا الحوثي.. اضغط هنا
كما سبق وشن ما يسمى "جهاز الأمن الوقائي" التابع لميليشيا الحوثي حملة اعتقالات طالت عدداً من مشرفي المليشيا في العاصمة صنعاء ومحافظتي ذمار وإب، بتهمة "الخيانة والتخاذل" بحشد مقاتلين إلى الجبهات.
للمزيد حول تآكل في صفوف المليشيا الإرهابية.. الحوثي يعتقل قياداته بتهمة الخيانة.. اضغط هنا

شارك