"الإخوان" الإرهابية جمعت قطبي التآمر "التركي- الإيراني" على الأراضي اليمنية
الأحد 09/يونيو/2019 - 11:53 ص
طباعة
فاطمة عبدالغني
لا يخفى على المتابع للمشهد اليمني الدور الإيراني التركي الخبيث في تأزيم معاناة الشعب اليمني، وذلك من خلال الدعم المتواصل للميليشيات الانقلابية الحوثية التي ذاق منها الشعب اليمني الأمرين، بالإضافة إلى الأسلحة والصواريخ الإيرانية والتركية التي يتم تهريبها إلى الحوثيين، والتي يستخدمها الأخير في تهديد الاستقرار والأمن بالمنطقة ولكن، قد يتساءل المتابع، ما أبعاد الدور التركي الإيراني وكيف قامت جماعة الإخوان الإرهابية بجمع قطبي التآمر على الأراضي اليمنية ضد الشعب اليمني؟
يقول الخبير الاستراتيجي العميد ركن متقاعد خلفان الكعبي، إن التحالف التركي الإيراني واضح وجلي وغير خفي للهيمنة على اليمن مدخلاً للسيطرة على المنطقة بأسرها والاستحواذ على ثروات المنطقة والاستفادة من الموقع الاستراتيجي، وأن التاريخ شاهد على الأطماع المشتركة، حيث إنه كان للعثمانيين نفوذ وسيطرة على أجزاء واسعة من اليمن، واستفادوا من ثرواته وموقعه الاستراتيجي إبان الدولة العثمانية، كما أن إيران ترى أن لها حقاً في الهيمنة والسيطرة على اليمن بالنظر إلى مساندتهم لأهل اليمن في طرد الأحباش عندما ساعد كسرى سيف بن ذي يزن، وأرسل له جيشاً لمساندته، وأسس لوجود فارسي في اليمن.
لافتاً إلى أن الأطماع الإيرانية والتركية لم تتوقف في السعي للهيمنة على اليمن ومقدراته وموقعه الاستراتيجي، فإيران عبر ميليشيات الحوثيين انقلبت على الحكومة الشرعية في سبتمبر 2014 لتفرض أجندةً إيرانية ولتنفذ وتحقق مصالح إيران في السيطرة على طرق الملاحة البحرية، ولتسيطر على مضيق باب المندب ولتكمل محاصرتها لدول الخليج، حيث إن نفوذها في سوريا والعراق بات واضحاً ومهيمناً، وبالتالي فإن سيطرتها من خلال وكلائها في اليمن يؤمن لها سيطرة كاملة على دول المنطقة وعلى طرق التجارة وأهم الممرات المائية.
أما تركيا فمن خلال حزب الإصلاح الإخواني الموالي لها، ومن خلال الدعم القطري المادي والإعلامي والمعنوي وأطراف أخرى في المنطقة تسعى لاستعادة هيمنتها العثمانية لإدراكها أهمية موقع اليمن الاستراتيجي، ولبسط نفوذها على دول المنطقة.
مضيفاً أن ذلك لا يعني أن هناك توافقاً تركياً إيرانياً، ولكنه يعني أن هناك مصلحة مشتركة للجانبين و"تحالف مصلحة"، فمن ناحية هذا التحالف سيخفف من وقع العقوبات الأمريكية على إيران، وسيجعل تركيا مقبولة لدى إيران في حال وجود تسوية، كما أن تحالف المصلحة سينفض في حال وأد المشروعين الإيراني والتركي في اليمن من خلال حسم المعركة ضد الحوثيين في اليمن، أو نجاح المفاوضات في عملية تسوية سلمية داخل اليمن.
وأشار إلى أنه لمنع تركيا من تحقيق طموحها في اليمن من المهم وقف التدخلات القطرية وحزب الإصلاح الإخواني من السيطرة على الشأن الداخلي اليمني، وبالتالي فإن المصلحة المشتركة الإيرانية التركية ستنتهي، وسيعود الطرفان إلى التنافس، وستبرز الخلافات بينهما في ظل العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وعدم تمكن تركيا من الاستفادة من حدودها المشتركة مع إيران.
وشدد الكعبي على أهمية تشكيل محور عربي مضاد لمواجهة الأطماع الإيرانية التركية لما له من دور أساسي في الحد من نفوذ تركيا وإيران، وقال: "نرى ونتابع تحركات من دول عربية مؤثرة، كمصر والسعودية والإمارات لكبح جموح التطلعات الإيرانية التركية التي لا تأمل الخير للمنطقة، بل إنها تستغل أدوات تتلاعب بها أنقرة وطهران لتحقيق أحلامهما".
وأكد أن العقوبات الأمريكية على طهران ستحدث تحولاً كبيراً في المنطقة، خاصة وأنها ستؤدي بالفعل لإضعاف أذرع إيران في المنطقة، ومنها الحوثيون في اليمن، وستجبرهم للعمل كحزب سياسي منزوع السلاح، وبالتالي سينحسر إلى حد ما الخطر الإيراني في اليمن، كما أن الوصول لتسوية وتنفيذ قطر مطالب الدول المقاطعة من شأنه تقليل قدرة تركيا على تحقيق نفوذها في اليمن.