اسئلة حائرة ..في الذكرى الخامسة لسقوط الموصل في قبضة داعش
الثلاثاء 11/يونيو/2019 - 10:36 ص
طباعة
روبير الفارس
تمر هذه الايام الذكري السنوية الخامسة لسقوط الموصل في قبضة داعش الارهابي ورغم ان لجنة تقصي الحقائق قد كشفت عن معلومات جديدة حول ملف سقوط الموصل و حقيقة ما حدث في الذكرى السنوية الخامسة للحادثة، لافتة إلى التعرض لضغوط سياسية جمدت الملف ومنعت ملاحقة المسؤولين عن ما حصل. وقال النائب عن محافظة نينوى عضو لجنة تقصي الحقائق في سقوط الموصل حنين قدو”: إن ملف سقوط الموصل ترك على الرفوف ولم يقدم المسؤولون عن سقوط هذه المحافظات الى القضاء نتيجة لضغوط سياسية تعرضت لها اللجنة، مؤكدا أهمية دراسة الملف مجددا من قبل هيئة قضائية مهنية ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في هذه الحادثة دون استثناء.
وأضاف القدو: أن اللجنة توصلت الى حقائق واسباب الى سقوط المحافظة، إذ كان بعضها سياسي والاخر طائفي والاخر ناتج عن سوء الادارة من قبل الحكومة المحلية والاتحادية في التعامل مع المحافظات الغربية،.
وأوضح: أن السبب الثاني كان بسبب القيادات الامنية التي لم تكن تنقل صورة دقيقة عن واقع المحافظة الامني، حيث كشفت التحقيقات وجود ما يشبه بحكومة ظل هي من تدير المحافظة متمثلة بالقاعدة، لافتا إلى تعرض اللجنة لضغوط سياسية حالت دون ادراج بعض الاسماء المتورطة في سقوط الموصل وتم ادراج شخصيات ثانوية.
من جانبه قال النائب عن تحالف الفتح وليد السهلاني: إن البرلمان مطالب بأخذ دوره في ملف سقوط الموصل وان يقدم كل من يثبت تورطه في هذه الحادثة الى القضاء لاننا دفعنا ضريبتها ثمنا باهظا بالارواح والاموال طوال الاعوام الماضية، .
وطالب السهلاني القضاء بأخذ دوره في هذا الملف ومحاسبة كل من يثبت تورطه بهذه الحادثة من اكبر مسؤول الى اصغر مسؤول في الدولة العراقية دون استثناء.استذكرت كتلة سائرون النيابية، ذكرى سقوط مدينة الموصل بيد عصابات داعش الارهابية.
وقال النائب حمدالله الركابي المتحدث الرسمي لكتلة سائرون النيابية في بيان" خمس سنوات مرت على سقوط مدينة الموصل الحدباء، وما زال جرحها شاخصاً في ضمير العراقيين وذاكرتهم، وما زالت تداعيات الكارثة وآثارها ماثلة للعيان حيث يعاني أهلها الى الآن من التشرد والتهجير وتدمير البنى التحتية، وقبل ذلك معاناة الجرحى وفقدان الأهل والأحبة بين شهيد ومفقود".
واضاف" إن مجرد الاستذكار لهذه الحادثة الأليمة لا يكفي لمعالجة مشكلتها والتخلص من آثارها، بل يجب علينا أن نعيد ملفها الى الواجهة، سيما وإن هناك تقريراً من لجنة الأمن والدفاع النيابية كان قد توصل الى نتائج مهمة بعد دراسة وتحقيق معمقين لأسباب (سقوط الموصل) تم رفعه الى الادعاء العام في حينها".
وتابع" إن إحقاق الحق وتقديم المتسببين بكارثة الموصل الى العدالة مقدمة لإنصاف أهالي الموصل الحدباء إضافة الى إعادة المهجرين وتعويض ذوي الضحايا وإعمار مناطقهم المتضررة ومحو آثار الدمار والخراب الذي خلفته الحرب فيها".
واعرب عن امله بان تتعاطى جميع القوى السياسية مع هذا الملف بروح المسؤولية حتى لا تتكرر هذه المأساة مع مدينة أخرى من مدننا العزيزة .من هم المتورطون في "سقوط الموصل"
وتحمل أغلب التقارير الدولية عن سقوط الموصل رئيس الوزراء السابق نوري المالكي سقوط مدينة الموصل شمالي العراق بأيدي تنظيم داعش في يونيو 2014.
ومن أهم الأسماء المتهمة بالتورط في سقوط الموصل بالاضافة الى نوري المالكي ، ووكيل وزارة الداخلية السابق عدنان الأسدي ، والقائم السابق بأعمال وزير الدفاع سعدون الدليمي ، ومدير مكتب القائد العام للقوات المسلحة السابق الفريق فاروق الأعرجي، ورئيس أركان الجيش بابكر زيباري، ومعاونه عبود قنبر، وقائد القوات البرية علي غيدان، وقائد الشرطة الاتحادية مهديالغراوي ، إضافة إلى قادة عسكريين سابقين وحاليين.
وهناك عدة اعترافات وتسريبات ان اللعبة كانت بين المالكي و الايرانيين لضرب المناطق السنية في العراق واضعافها ، ولتقوية المشروع الايراني وتثبيتها في المنطقة .ولهذا نرى رفع صور خميني وخامنئي في الموصل وسهل نينوى وتلعفر التي سيطر عليها الحشد الشعبي كمناطق نفوذ شيعية .
وفي الذكرى الخامسة لسقوط الموصل يقول الدكتور حسين علاوي استاذ الامن الوطني - بجامعة النهرين
تمر علينا الذكرى الخامسة لاحتلال مدينتنا العزيزة (الموصل الحدباء) من قبل عصابات داعش الارهابية في ١٠ يونيو ٢٠١٤.ان تلك الفترة كانت مرحلة مفصلية في تاريخ العراق المعاصر حيث كانت من اكثر الايام ظلاما ورعبا .ان توحد جميع قدرات الدولة العراقية في تلك الفترة كان من اهم عوامل تحقيق النصر، حيث توحد العراقيون لمواجهة هذا الخطر بكل الطوائف والاعراق وبكل الانتماءات من ابطال الجيش والشرطة والقوات الامنية وغيارى الحشد الشعبي والمتطوعين النشامى وكل من شارك في تحرير هذا الوطن الطاهر.وهنا انبرت جحافل العز والنصر مشمرين عن سواعد لطالما اذاقت الارهاب ويلات الذل والهوان .حيث اسندت في هذه الفترة قيادة العمليات المشتركة الى الفريق اول الركن د طالب شغاتي الكناني اضافة الى مهامه كرئيس لجهاز مكافحة الإرهاب.كان راس الحربة في كل المعارك هم ابطال جهاز مكافحة الارهاب فمن جرف النصر مرورا بالفلوجة والانبار ومصفى الصمود في بيجي الى امرلي وسليمان بيك الى معارك تحرير كل شبر من ارضنا المعطاء حتى تتوج نصرنا بتحرير الموصل بجانبيها الايسر والايمن .ان الاشراف المباشر والقيادة الميدانية والخطط المحكمة والتدريب المتواصل وغيرها من العوامل المتوفرة في جهاز مكافحة الارهاب جعلت من عصابات داعش الارهابية هي دولة خرافة بكل ما للكلمة من معنى، فمن مفاخرنا الكثيرة اننا والتاريخ يشهد باننا لم نخسر بحمد الله ولا معركة في اي مواجهة، حتى كان اصحاب البدلات السوداء محط انظار العالم اجمع وغاية امال كل الخيرين بمجرد ذكرهم يمتلئ الدواعش ذعرا وفزعا .
فتحية عز وعرفان بالجميل لكم يامن سطرتم بدمائكم اروح قصص البطولات وسفر الابطال، وستظل ملاحمكم منارا يهتدي به كل الاحرار في العالم ويقتبس من نوره كل الابطال والمجاهدين.الرحمة والخلود للشهداء الابرار ...ولعوائلهم العز والكرامة والصبر والسلوان.والشفاء العاجل للجرحى الميامين الذين ازدانت اجسادهم باوسمة البطولة.حمى الله العراق وشعبه وأرضه .
الوضع الهش
وفي تصريحات اعلامية قال محافظ نينوى الأسبق، أثيل النجيفي في الذكرى الخامسة لسقوط الموصل العراقية بيد تنظيم "داعش"، بأن وضع المدينة رغم تحريرها، ما زال هشا وقابلا لفرض الأجندات الخارجية.
وقال النجيفي: "كثيرة هي الحقائق التي تكشفت بعد إسقاط الموصل وتسليمها لداعش وأكثر منها الدجل اللامنطقي الذي يردده الناعقون في وقت يتردى فيه الوعي السياسي ويعم الجهل في بلد العلم".
وأضاف: "الصورة المنطقية أراها تكاملت في عمليات التحرير وطريقة إدارتها ما بعدها، فالبراميل المتفجرة المهيئة في مطار الموصل والمدفعية الثقيلة للفرقة الثانية التي جهزت في التاسع من يونيو 2014 تنتظر ساعة الصفر لقصف الساحل الأيمن، تحولت بعد ثلاث سنوات إلى صواريخ غبية وقصف عشوائي طال نفس المنطقة".
وتابع النجيفي الذي كان محافظا لنينوى ليلة سقوطها: "قد يقبل غيري بتبريرات الضرورة العسكرية واستحالة الخطط البديلة والفساد الشخصي لبعض القيادات والمسؤولين وعجز الدولة، لكنني أراها حلقات يكمل بعضها بعضا لتدمير الدولة العراقية بأجمعها مستهدفة الموصل منطقة العقل والالتزام في العراق".
وبين "لم تنته دوامة الاستهداف بل طويت إحدى صفحاتها وها هو الإرهاب يعود من جديد ليهدد أمن المواطن بعد تلك التضحيات الجسام التي قدمها العراقيون وكما تدمرت الموصل وقتل عشرات الآلاف من الابرياء تحت الأنقاض خسر أهل الجنوب خيرة شبابهم في صراعات طاحنة لم تقض على الإرهاب بل نقلت مركز القوة في الدولة العراقية لجهات تؤمن بمشروع الثورة الإيرانية وتحكمه بمقدرات العراق".
وكلام النجيفي هو إشارة إلى تلبية الآلاف من شباب المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية منها، لدعوة المرجعية إلى مساندة القوات الحكومية لتحرير الأراضي التي احتلها "داعش" وهو ما شكل لاحقا قوات الحشد الشعبي.
وتابع النجيفي: "سيبقى وضع الموصل هشا وقابلا لفرض الأجندات الخارجية عليه حتى يستعيد مجتمعها ثقته بنفسه ويكون قادرا على مكافحة الإرهاب في داخله بنفسه دون الحاجة لقوة من خارجه تمنحه الحماية وقتما تشاء وتحرمه منها إذا أرادت".
ولا يزال النجيفي ومسؤولون حكوميون كبار وضباط في الجيش، محط اتهامات فيما يخص سيطرة الإرهابيين على الموصل عام 2014، حيث طالب محافظ نينوى نوفل العاكوب في مارس الماضي، الأجهزة الأمنية بتنفيذ الأوامر الصادرة بحق المطلوبين في قضية سقوط مدينة الموصل، ومنهم أثيل النجيفي.