كشف مؤامرة إرهابية إيرانية في لندن ببصمات مليشيا حزب الله
الثلاثاء 11/يونيو/2019 - 12:42 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
كشفت صحيفة "تيليغراف" البريطانية أمس الاثنين خيوط مؤامرة إرهابية إيرانية، حيث كشفت الصحيفة عن قيام السلطات الأمنية البريطانية بإفشال مخطط إرهابي في مليشيا حزب الله، ومسرح ذلك المخطط كان شمالي غرب لندن.
ووفق ما ذكرته الصحيفة فإن عناصر أمنية بريطانية قامت في ديسمبر 2015 باقتحام 4 مباني في لندن كانت عبارة عن مصنع ومستودعات لتخزين أكياس الثلج ليتبين أن تلك الأكياس كانت تحتوي على مادة كيمائية تسمى "نترات الأمونيوم" وتستخدم بشكل رئيسي في تصنيع المتفجرات.
وخلال العملية ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 3 أشخاص، الاستخبارات البريطانية "MI5"، أطلقت وقتها تحقيقًا سريًا بالتعاون مع وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة متروبولتن، ليتبين أن بريطانيا لم تكن المستهدف الوحيد في هذه العملية، بل أن المصنع السري للمتفجرات جزء من مؤامرة دولية تقودها إيران بالتعاون مع مليشيا حزب الله.
وذكرت الصحيفة أن عمليات عثور مماثلة لعبوات ثلج تستخدم في تخزين متفجرات، سجلت في أماكن أخرى في العالم. وقالت إنه تم استخدام عبوات الثلج لأنها تبدو غير مؤذية وأسهل للنقل. وأضاف التقرير إنه لم يكن أي هجوم وشيكا، ولم يتم استخدام نترات الأمونيوم في أسلحة.
وتابع تقرير الصحيفة البريطانية "قبل اعتقال جميع العناصر المشبوهة في علاقتها بمصنع المتفجرات في لندن، كانت تايلاند ألقت القبض على عناصر تابعة لحزب الله تعمل على شراء عبوات التبريد وتجميعها، كما حاول أحد عناصر حزب الله في نيويورك افتتاح شركة تعمل في هذا المجال"، مشيراً إلى أن "عميل حزب الله لم يتمكن من افتتاح شركته في نيويورك، لكن القضية الأكثر صلة بمصنع المتفجرات السري في لندن كانت في قبرص، حيث تم ضبط مؤامرة ذات أوجه تشابه (مذهلة) مع تلك التي اكتشفت في لندن".
وبحسب التقرير البريطاني، فإن السلطات القبرصية "كانت اعتقلت شاباً لبنانياً - كندياً، خزَّن أكثر من 65 ألف علبة تبريد في قبو، وهي تعادل 8.2 طن من نترات الأمونيوم، وخلال التحقيق، اعترف بأنه عضو في الجناح العسكري لمليشيا حزب الله، قائلاً إنه تدرب ذات مرة على استخدام بندقية هجومية من طراز كلاشينكوف.
وأضاف أن "هذه الكمية من نترات الأمونيوم المخزنة في قبوه كانت معدة للقيام بهجمات إرهابية، وحكم عليه بالسجن 6 أعوام في يونيو (حزيران) 2015، كما عثرت الشرطة في أمتعته على صورتين لجواز سفر بريطاني مزور، وسرعان ما أشركت السلطات القبرصية نظيرتها البريطانية في التحقيقات".
الصحيفة كشفت كذلك أن أجهزة الأمن البريطانية تمتلك معرفة كافية بمادة نترات الأمونيوم، موضحة أنها استخدمت لقتل أكثر من 160 شخصًا في مدينة أوكلاهوما سيتي عام 1995، و202 شخص في بالي عام 2002"، مؤكدة أن "اكتشاف مصنع سري يحوي كميات هائلة من متفجرات نترات الأمونيوم يظهر مدى الخطر المحدق بلندن، وأن توقيت اكتشاف المصنع السري المرتبط بإيران ضاعف الصدمة البريطانية".
الصحيفة أكدت أن الأجهزة الأمنية قامت وقتها بإحاطة كل من رئيس الوزراء البريطانية آنذاك ديفيد كاميرون ورئيس الوزراء المستقيلة حديثًا تريزا مي والتي شغلت وقتها منصب وزيرة الداخلية.
ومع كل ذلك تسألت الصحيفة عن عدم قيام هؤلاء المسئولين وقتها بالكشف عن وجه إيران الحقيقي ليفضلوا المضي قدمًا بالاتفاق النووي مع طهران والذي وقع قبل أشهر قليلة من اكتشاف المؤامرة.
ويرى المراقبون أن الكشف عن هذه العملية يأتي في سياق سياسي ضاغط، إذ أن السجل العدلي لحزب الله منذ نشأته عام 1982 حتى الآن، لا يدعو للاستغراب على الإطلاق؛ لأن هذه الأعمال هي جزء من استراتيجية الحزب، القائمة على بناء إمكانات عسكرية وأمنية في أي مكان يستطيع التحرك فيه. ومن ثم فالكشف عن هذه المعلومات، يدعو لترقب مواقف بعض الدول الأوروبية التي ما زالت تفرّق بين جناحي الحزب السياسي والعسكري.