القوات الخاصة الأفغانية ومواجهات جديدة مع طالبان
الخميس 13/يونيو/2019 - 01:39 م
طباعة
حسام الحداد
قامت الحكومة الأفغانية مؤخرا، بإطلاق سراح مئات من عناصر حركة طالبان الأفغانية في عدة سجون مختلفة، وقد رحبت الحركة بهذه الخطوة في اعتراف نادر من جانب الحركة بالحكومة، إلا أن حركة طالبان لم تكف بعد هذه الخطوة عن مهاجمة القوات الأفغانية ما أدى إلى قيام القوات الخاصة التابعة للجيش الأفغاني بعملية عسكرية اليوم الخميس 13 يونيو 2019، فى إقليم تخار شمال البلاد، أسفرت عن مقتل وإصابة 31 مسلحًا تابعًا لحركة طالبان وتدمير مركبتين من طراز "هامفى"، كان قد تم الاستيلاء عليهما.
وقال فيلق العمليات الخاصة التابع للجيش الأفغاني في بيان، نقلته وكالة أنباء "خامة برس" الأفغانية اليوم الخميس، إن القوات الخاصة الأفغانية قتلت 19 مسلحًا خلال اشتباك وقع في منطقة خواجة غار بالإقليم الأفغاني خلال عملية التطهير.
وأضاف البيان أن القوات الخاصة قامت بتطهير المنطقة بشكل كامل من وجود مسلحى طالبان بها.
كما جاء بالبيان أن القوات الخاصة أصابت 12 مسلحًا تابعًا لطالبان وقامت بتدمير مركبتين من طراز "هامفي"، كانتا قد تم الاستيلاء عليهما.
ولم يعلق مسلحو طالبان على هذه العملية حتى الآن.
في سياق آخر، أطلقت الحكومة الأفغانية سراح 490 سجينًا من طالبان في بادرة حسن نية كجزء من الجهود المبذولة لدفع عملية السلام.
وقال رئيس المركز الإعلامي للحكومة فيروز بشاري -وفقا لما أوردته شبكة (ايه بي سي) الأمريكية اليوم الخميس : "إن مسلحي طالبان المفرج عنهم إما مرضى أو يتبقى أقل من عام على فترة عقوبتهم".
وأضاف بشارى: "أنهم ضمن مجموعة تتكون من 887 سجينًا أمر الرئيس أشرف غاني بإطلاق سراحهم بمناسبة عيد الفطر المبارك.. إلا أنه لم يكشف عن موعد إطلاق سراح السجناء الباقين".
وفي وقت سابق نفذت القوات الأفغانية عمليات عسكرية فى إقليمى هلمند وأوروزجان أسفرت عن مقتل 13 مسلحا على الأقل من حركة طالبان.
وقالت مصادر عسكرية أفغانية - وفق ما نقلته وكالة أنباء (خامة برس) الأفغانية الأربعاء 12 يونيو 2019، إن القوات الخاصة الأفغانية قتلت 8 من عناصر طالبان فى منطقة تارين كوت بإقليم أوروزجان، ودمرت كمية كبيرة من المتفجرات والعبوات الناسفة بدائية الصنع، كما شنت قوات الأمن غارات جوية فى منطقة مرجة في هلمند وقتلت 5 من مسلحى الحركة.
ولم تعلق الجماعات الحكومية المناهضة للحكومة على العمليات التى شنتها القوات الأفغانية حتى الآن.
ويعد هلمند وأوروزجان من بين الأقاليم المضطربة في جنوب أفغانستان.
وفى السياق ذاته أعلنت مصادر عسكرية أفغانية مطلعة، اليوم الأربعاء، أن قوات الأمن الوطنية ألحقت خسائر فادحة بمقاتلي حركة طالبان المسلحة في شمال البلاد.
وقالت المصادر، حسبما نقلت وكالة أنباء خامة برس الأفغانية، إن القوات الخاصة الأفغانية قتلت 16 من مقاتلي طالبان في منطقة باشتون كوت في إقليم فارياب شمال أفغانستان.
وأضافت أن القوات قتلت، أيضا، 3 من مقاتلى طالبان، ودمرت بعض المعدات العسكرية خلال العملية.
علاوة على ذلك، قتلت القوات الخاصة 3 من عناصر طالبان، واحتجزت 8 آخرين فى منطقة باغرام بإقليم باروان. كما قتلت القوات أحد عناصر الحركة في منطقة صياد بإقليم سار-إى-بول.
يأتي ذلك في الوقت الذي تدهور فيه الوضع الأمني في بعض مناطق إقاليم فارياب وبروان وسار-إي-بول خلال السنوات الأخيرة.
وكانت حركة "طالبان" قد رحبت، الثلاثاء 11 يونيو 2019، بخطوة اتخذتها الحكومة الأفغانية مؤخرا، بإطلاق سراح مئات من عناصر الحركة في عدة سجون مختلفة، في اعتراف نادر من جانب الحركة بالحكومة.
جاء ذلك في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة الأفغانية بإطلاق سراح نحو 900 معتقل من "طالبان" من سجون مختلفة في البلاد، بناء على توجيهات من الرئيس أشرف غني بمناسبة عيد الفطر.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة "طالبان"، في بيان، إن "منح حق الحرية إلى المعتقلين هو خطوة جيدة، ونأمل أن يتم إطلاق سراح جميع المواطنين، وكذلك أولئك الذين اعتقلوا أو احتُجزوا لسنوات بسبب معلومات استخباراتية خاطئة أو تقارير خاطئة أو بسبب التنافسات المحلية".
وكان حمد الله محب، مستشار الأمن القومي للرئيس الأفغاني، قال لقناة "طلوع نيوز" الأسبوع الماضي إن "قرار إطلاق سراح 887 معتقلا من طالبان يتماشى مع مطالب ممثلي الشعب في اجتماع المجلس الأعلى للقبائل (لويا جيرغا) الذي عقد في أفغانستان من أجل السلام في أبريل/نيسان الماضي".
والشهر الماضي، أعربت بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان (يوناما) عن قلقها البالغ من قيام "طالبان" بتعذيب المعتقلين الأفغان ومن أنباء عن مقتل بعض المحتجزين داخل السجون.
وعبرت بعثة الأمم المتحدة عن هذه المخاوف في تقرير استند إلى مقابلات مع 13 محتجزاً حررتهم القوات الأفغانية من معتقل تديره "طالبان" في ولاية "أوروزجان" الشهر الماضي.
وقالت إن المعتقلين قدموا روايات متسقة عن سوء المعاملة والتعذيب، وكذلك عن قتل لمدنيين وأفراد أمن.
وأفاد التقرير، الذي نُشر في 26 مايو 2019: "أبلغ العديد من المحتجزين عن مقتل 11 على الأقل على أيدي طالبان".