من جديد.. الإرهاب يضرب تونس بهجمات انتحارية في قلب العاصمة
الخميس 27/يونيو/2019 - 03:11 م
طباعة
أميرة الشريف
في عودة جديدة للضربات الإرهابية في العاصمة التونسية، وقع تفجيران انتحاريان اليوم الخميس 27 يونيو 2019، استهدفا قوات الأمن بالعاصمة التونسية، ووقع الأول في تقاطع بين الشارع الرئيسي الحبيب بورقيبة وشارع شارل ديغول، فيما وقع الثاني بالقرب من إدارة الشرطة العدلية بمنطقة القرجاني.
وقالت وزارة الداخلية التونسية إن التفجيرين أسفرا عن مقتل شرطي وإصابة 12 شخصا (9 أمنيين و3 مدنيين).
وحسب تصريحات للناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية سفيان الزعق في تصريح صحافي أقدم شخص على تفجير نفسه بالقرب من دورية أمنية بشارع شارل ديغول في العاصمة ما أسفر عن إصابة ثلاثة مدنيين وشرطيين اثنين بدون أن يوقع قتلى".
ليصرح بعدها: أقدم شخص على تفجير نفسه قبالة الباب الخلفي لإدارة الشرطة العدلية بالقرجاني" ما أسفر عن "أربع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف أعوان الأمن، تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج".
وتأتي الهجمات الإرهابية الأخيرة في ظل توتر سياسي يخيم على تونس بعد الأنباء المتداولة حول إمكانية تأجيل الانتخابات.
يأتي ذلك في ظل القلق الذي تعيشه تونس من الأحداث التي تشهدها ليبيا وتخوفتها من تسلل الإرهابيين إلي أراضيها، في أعقاب الحملة الذي يشنها الجيش الليبي ضد الجماعات الإرهابية في طرابلس، حيث قال وزير الداخلية التونسي هشام الفوراتي، في وقت سابق أن وزارته تتابع عن كثب ما يحصل في ليبيا، مشيرا إلى أن "الوضع مستقر على الحدود، رغم أنّ الحذر واجب".
وكان أعلن حفتر في أبريل الماضي أن غربي البلاد منطقة عسكرية يحظر الطيران فيها، الأمر الذي أثار مخاوف تونس من تسلل التنظيمات الإرهابية إلي أراضيها ما أدي إلي إعلان وزارة الدفاع التونسية عن اتخاذ جميع الاحتياطات الميدانية لتأمين الحدود الجنوبية الشرقية ومواجهة التداعيات المحتملة لما يشهده الوضع الأمني في ليبيا.
وتعرضت تونس في مارس 2016 لهجوم إرهابي هو الأخطر في تاريخ البلاد، حيث استهدف مدينة بن قردان الحدودية مع ليبيا في اعتداء يرجح أن بعضا من منفذيه تسللوا من الأراضي الليبية، وقتل في الهجوم 55 إرهابيا و13 من قوات الأمن والجيش و7 مدنيين بينهم طفلة.
وفي أعقاب هذا الهجوم عززت السلطات التونسية الحدود مع ليبيا بمزيد من القوات العسكرية وأقامت سواتر ترابية وحفرت خندقا أغرقته بالمياه كما أقامت كاميرات مراقبة للتصدي لأي خطر إرهابي ولأنشطة إجرامية أخرى.
وتشهد العاصمة تونس إجراءات أمنية مشددة تحسبا لأي تطورات، كما تم إخلاء عدد من الأماكن من المواطنين.
هذا وبدأت الأجهزة المختصة التحقيق في التفجيرين لمعرفة الجهات التي تقف وراءهما، وما إذا كان ذلك يندرج ضمن مخطط قد تتلوه عمليات أخرى.
ويعرف مكان وقوع التفجيرين بالعاصمة بفنادقه التي يرتادها السياح الأجانب بالإضافة إلى وجود السفارة الفرنسية.
وفي أكتوبر 2018، تفجيرا انتحاريا أصيب خلاله 20 شخصا بجروح من بينهم 15 رجل أمن في استهداف دورية أمنية في شارع الحبيب بورقيبة.
ويأتي هذان التفجيران بعد ساعات على تعرّض محطة الإرسال بجبل عرباطة بولاية قفصة جنوب غرب تونس، إلى هجوم إرهابي نفّذته مجموعة مسلّحة، دون تسجيل أيّ أضرار ماديّة أو بشرية.
وعبر تدوينة على "فيسبوك" لأنيس مقعدي، الناطق باسم الأمن الرئاسي أكد غلق الطريق المؤدية إلى القصر الرئاسي ذهابا وإيابا على مستوى شارع الحبيب بورقيبة قرطاج.
صحف مساء الخميس
وتعيش تونس منذ مايو 2011، أعمالا إرهابية تصاعدت منذ 2013، راح ضحيتها عشرات الأمنيين والعسكريين والسياح الأجانب.
فيما تؤكد السلطات التونسية أنها حققت نجاحات أمنية مهمة، مشددة على ضرورة مواصلة الحذر واليقظة إزاء خطر المجموعات الإرهابية.
وقتل 21 شخصا عام 2015 خلال احتجاز رهائن في متحف باردو الوطني في العاصمة التونسية، وقتل مسلح 38 شخصا في منتجع ساحلي.
وفي العام التالي حاول المتشددون السيطرة على بلدة بن قردان قرب الحدود مع ليبيا.
ولم تقع هجمات بهذا الحجم منذ ذلك الحين، لكن الاقتصاد لا يزال مضطربا ويساور السلطات القلق من المتشددين الذين يحتمون في ليبيا.
وتتحوف تونس من عودة نحو 3 ألاف تونسي انضموا إلى تنظيم الدولة داعش الإرهابي وغيرها من الجماعات المتشددة في العراق وسوريا وليبيا بينما زاد الغضب والاستياء من البطالة في السنوات القليلة الماضية.
وتتركز الهجمات في تونس علي الجبال، خاصة المرتفعات الغربية التي عرفت بـ "وكر تتحصن فيه الجماعات الإرهابية".
وشهدت تونس منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011 انتقالا ديمقراطيا للسلطة وأجرت انتخابات حرة وضمنت الحقوق الأساسية في دستور جديد، لكن الاضطرابات وهجمات المتطرفين أبعدت السياح والمستثمرين مما زاد من تصاعد أزمة اقتصادية كبيرة في البلاد أدت إلي عجز مزمن في ميزانية البلاد.