التورط القطري في تفجيرات كابول وإدانة أمريكية
الثلاثاء 02/يوليو/2019 - 02:54 م
طباعة
حسام الحداد
شهدت العاصمة الأفغانية كابول، انفجار شاحنة ملغومة قرب مجمع تابع لوزارة الدفاع في العاصمة الأفغانية كابول غيتي، فيما قال مصدر في وزارة الداخلية الأفغانية إن 10 أشخاص قتلوا وأصيب 65 جريحا، في هجوم تبنته لاحقا حركة طالبان التي يأوي تنظيم الحمدين عشرات من قادتها.
وقال مسؤولون أفغان إن قوات الأمن قتلت خمسة مسلحين من حركة طالبان اقتحموا مبنى في العاصمة كابول أمس الاثنين 1 يونيو 2019، بعد تفجير شاحنة ملغومة مما أسفر عن إصابة 105 أشخاص على الأقل من بينهم 51 طفلا.
وقال مسؤول أمني إن اشتباكا بالأسلحة النارية استمر لأكثر من سبع ساعات، مضيفا أن مقاتلي طالبان دخلوا مبنى تحت الإنشاء وأطلقوا النار على القوات الأفغانية التي هرعت إلى موقع الانفجار لإجلاء الجرحى.
وقال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية "انتهت الاشتباكات بمقتل كل منفذي الهجوم الخمسة"، مضيفا أنه جرى إنقاذ ما يزيد على 210 أشخاص خلال العملية.
وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الانفجار، وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان "الهدف كان المنشأة التقنية التابعة لوزارة الدفاع".
وذكر مسؤولون أمنيون إن تفجير الشاحنة الملغومة وقع بالقرب من إدارة الهندسة والإمداد التابعة للوزارة في ساعة الذروة.
وقال وحيد الله ميار المتحدث باسم وزارة الصحة إن حوالي 100 شخص أصيبوا في الانفجار ونُقلوا إلى المستشفى. ولم ترد على الفور أي تقارير عن سقوط قتلى.
وقالت نوريه نزهت المتحدثة باسم وزارة التعليم إن من بين المصابين 51 تلميذا في مدرستين قرب موقع الانفجار جراء تطاير شظايا الزجاج.
وأضافت "كان الأطفال في فصولهم الدراسية عندما هشم الانفجار زجاج النوافذ. وجرى إخراج كل الأطفال المصابين من المدرستين".
وقال عبيد إحساس مدير محطة شمشاد التلفزيونية الناطقة بلغة الباشتو إن حارس أمن قُتل وأُصيب عدد من الموظفين الذين كانوا داخل مكاتبهم القريبة من موقع الانفجار.
وتسبب الانفجار في تصاعد الدخان الأسود فوق المدينة واهتزاز عدد من المباني في المنطقة.
وتوجد في المنطقة عدة مبان عسكرية وحكومية بالإضافة إلى مكتب تابع للاتحاد الأفغاني لكرة القدم الذي قال متحدث باسمه إن رئيسه يوسف كارجار كان من بين عدة أعضاء أصيبوا.
وندد الرئيس الأفغاني أشرف غني بهجوم طالبان على المدنيين ووصفه بأنه جريمة ضد البشرية.
ورغم الإرهاب والتفجيرات التي تنفذها حركة طالبان، يواصل تنظيم الحمدين في قطر توفير الحماية اللازمة لقيادات حركة طالبان الإرهابية، المتواجدة حالياً في العاصمة الدوحة، والتي أعلنت تبنيها الحادثة الإرهابية التي أدت إلى مقتل وجرح العشرات في العاصمة الأفغانية كابول .
وتحتضن قطر أكثر من 100 قيادي من حركة طالبان الأفغانية بعائلاتهم، لتتحول بذلك المركز لعمليات الحركة الإرهابية .
وبعد الحادث بساعات قليلة، أعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم، بواسطة سيارة مفخخة تبعه اقتحام مسلح لأحد المباني في الدائرة الـ16 بالعاصمة الأفغانية كابول.
ويأتي الهجوم في الوقت الذي يجري فيه مبعوث السلام الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زادة جولة سابعة من محادثات السلام مع حركة طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، التي وصفها باحثون أمريكيون في وقت سابق بأنها واحة الإرهاب في العالم.
وتزامن استئناف المفاوضات مع هجوم نفذته حركة طالبان وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 25 عنصرا من ميليشيا موالية للحكومة.
وبدأت المحادثات في سبتمبر الماضي وهي تتركز على محاور أربعة: مكافحة الارهاب، وجود القوات الأجنبية، الحوار بين الأفغان والتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.
ويتذرع النظام القطري بأن استضافته لأعضاء طالبان، ما هو إلا فريق تفاوض مع الولايات المتحدة، بغرض السلام، إلا أنها تطرأ تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين حركة طالبان الإرهابية وإمارة قطر، الدولة الوحيدة التي فتحت أراضيها لإقامة مكتب سياسي شبه رسمي وبمثابة سفارة للحركة الإرهابية.
ومايثير الإستغراب بحسب قطريلكيس هو كيف سمح المجتمع الدولي لإمارة قطر بفتح مكتب تزعم أنه سياسي، لفصيل إرهابي لا زال يمارس الإرهاب والقتل بحق شعب آخر، كل ذنبه أن رفض أن يحكمه المتطرفين.
ومنذ أحداث 11 سبتمبر واندلاع حرب أفغانستان، انتهت حركة طالبان كقوة حاكمة على الأرض فى البلاد، ولكن الحركة التى هزمت فى القتال المباشر لجأت للأعمال الإرهابية ضد المدنيين الأفغان والسلطات الحكومية، وظلت الحركة الحليف الفعلى لتنظيم القاعدة فى البلاد، في حين لجأت الحركة إلى قطر بعد مطاردة الولايات المتحدة لقيادات طالبان في أفغانستان، مؤسسة مكتبًا لها في الدوحة رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية، في تصرف يلقي بقرارات المجتمع الدولي عرض الحائط.
وفي أكتوبر 2018، كشفت تقارير إعلامية أن 5 عناصر من جماعة طالبان الإرهابية الذين أطلق سراحهم من معتقل غوانتنامو في عهد إدارة الرئيس السابق، باراك أوباما، انضموا إلى مكتب تمثيل الحركة المتشددة في العاصمة القطرية، الدوحة.
وأكد المتحدث باسم طالبان، صبيح الله مجاهد، حينها التحاق العناصر الإرهابية التي أفرج عنهم مقابل إطلاق سراح الرقيب في الجيش الأميركي باو بيرغداول، بمكتب الحركة في الدوحة.
ولم يكن المكتب المفتوح فى قطر مجرد نافذة لوساطات قطرية مشبوهة، بل أيضا خط تمويل للحركة الإرهابية عبر قطر، حيث سبق أن ذكرت "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها أن قيادات مكتب الدوحة طالبان استمروا فى إرسال التمويلات للفرع الرئيسى للحركة فى أفغانستان، لدرجة أن طالبان صنفت قطر بمثابة البيت الثانى لها.
وأدانت الولايات المتحدة الهجوم "الوحشي" الذي شنّته حركة طالبان في كابول الإثنين بواسطة سيارة مفخّخة وأسلحة رشاشة وأسفر عن سقوط ستّة قتلى على الأقلّ وعشرات الجرحى، بينهم حوالي 50 تلميذاً أصيبوا من جرّاء تطاير الزجاج في مدارسهم.
وقال البيت الأبيض في بيان إنّ "هذا الهجوم الوقح يظهر ازدراء طالبان الوحشي بمواطنيها الأفغان الذين عبّروا مراراً عن الحاجة الملحّة لإيجاد حلّ سلميّ للصراع".
وأتى ردّ فعل البيت الأبيض بعيد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة تلفزيونية بثّت الإثنين عزمه على الاحتفاظ بوجود استخباري "قوي" في أفغانستان بعد انسحاب القوات الأميركية من هذا البلد الذي اعتبره أشبه بجامعة "هارفرد بالنسبة للإرهابيين".
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز "كنت أتمنى لو كان بامكاني أن أغادر (أفغانستان) بكل بساطة، لكنّ المشكلة هي أنّ هذا البلد يبدو أشبه بمختبر للإرهابيين (...) أسمّيه هارفرد الإرهابيين".
وأكّد الرئيس الأميركي أنّه حتّى بعد سحب كل الجنود الأميركيين من هذا البلد "سنبقي هناك على وجود استخباري قويّ للغاية، أقوى بكثير ممّا قد يظنّ المرء عادة، لأنّ هذا أمر مهم للغاية".
وبثّت مقابلة ترامب مع الشبكة الإخبارية الأميركية في نفس اليوم الذي أعلن فيه مسؤولون أميركيون وألمان أنّ أطراف النزاع الأفغان، بمن فيهم حركة طالبان، سيجتمعون بدءاً من الأحد في قطر في محاولة جديدة للتوصّل إلى حل سياسي وإنهاء نحو عقدين من التدخّل العسكري الأميركي في هذا البلد.