أفغانستان.. هل توقف محادثات السلام أعمال طالبان الإرهابية؟
الأحد 07/يوليو/2019 - 12:59 م
طباعة
حسام الحداد
أعلن المتحدث باسم قوات الأمن الافغانية ظهر اليوم الأحد 7 يوليو 2019، مقتل 8 من أفراد مديرية الأمن و4 مدنيين وإصابة أكثر من 50 مدنيا آخرين، في انفجار سيارة ملغومة نفذه مسلحو في إقليم غزنة بوسط البلاد صباح اليوم، وذلك حسب ما أفادت "روسيا اليوم".
وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الحادث الذي نفذته قرب مركز أمني في مدينة غزنة خلال ساعة الذروة الصباحية.
يأتي هذا الحادث في نفس التوقيت الذي قال فيه المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان، زلماي خليل زاد: إن الجولة السابعة من محادثات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان هي "الأكثر إنتاجية" حتى الآن.
حيث يجري متمرّدو طالبان محادثات في الدوحة مع المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان؛ لبحث سبل التوصل لاتفاق يتيح انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، مقابل عدد من الضمانات، وفق صحيفة (القدس).
وقال زاد: إن "الأيام الستة الأخيرة كانت الأكثر إنتاجية من بين الجولات التي أجريناها مع طالبان"، موضحاً أن "النقاط الأربع التي نجري منذ البداية محادثات بشأنها هي الإرهاب، انسحاب القوات الأجنبية، مفاوضات بين الأطراف الأفغان وحوار بينهم، ووقف إطلاق النار".
وأضاف زاد: "للمرة الأولى يمكنني القول إننا أجرينا نقاشات معمّقة، مفاوضات، وأحرزنا تقدّما في النقاط الأربع"، موضحاً أنه سيتمّ تعليق المحادثات المباشرة بين الولايات المتحدة وطالبان الرامية إلى إنهاء حرب تشهدها أفغانستان منذ نحو 18 عاماً، ليومين على أن تُستأنف الثلاثاء.
وأعرب المتحدث باسم طالبان في قطر سهيل شاهين عن ارتياح الحركة للمحادثات الجارية مع الولايات المتحدة.
وكتب على (تويتر)، "نحن مسرورون بالتقدم الذي أحرز، ونأمل أن يتم إنجاز العمل المتبقي، لم نواجه أي عراقيل حتى الآن".
ومن المتوقّع، أن تشارك الأحد والاثنين نحو 60 شخصية أفغانية في الحوار بين الأطراف الأفغانية بينهم سياسيون ونساء.
وترفض طالبان التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وتؤكد الحركة أن محاوريها سيشاركون في الاجتماع "بصفتهم الشخصية".
ولن تكون الولايات المتحدة ممثلة في المحادثات التي ستعقد بين الأطراف الأفغان، والتي أكد زاد، أنها لن تجرى "وفقاً لشروط طالبان".
لكنّه؛ أكد بدوره، أن محاوري طالبان سيشاركون بصفتهم الشخصية، وقال زاد: "هناك شخصيات حكومية رفيعة حاضرة، كبار مستشاري الرئيس فيما يتعلّق بالحوار الأفغاني الكل حاضر بصفته الشخصية".
ومن المرتقب أن تكون عملية السلام الأفغانية محورا من محاور مباحثات باكستانية أمريكية مرتقبة، وسيزور رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان واشنطن لاجراء محادثات مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 22 يوليو الجاري، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية يوم الخميس الماضي 4 يوليو 2019، وذلك في لقاء نادر بين زعيمي البلدين اللذين يشهد تحالفهما توترا، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
والزيارة هي الأولى لخان إلى الولايات المتحدة منذ توليه السلطة العام الماضي، وتأتي تلبية لدعوة ترامب، وفق تصريحات متحدث باسم وزارة الخارجية في مؤتمر صحفي أسبوعي. وأضاف المتحدث أن "التركيز سيكون على تحريك العلاقات الثنائية". ولم يدل المتحدث بأي تفاصيل أخرى.
ويرغب ترامب في إنهاء الحرب في أفغانستان، في ضوء سياسته للإنسحاب من الشرق الأوسط عسكريا، وكثيرا ما اعتبرت واشنطن دور باكستان أساسيا في تحقيق الانسحاب من أفغانستان وتعزيز الاستقرار الإقليمي كدولة جوار هامة لأفغانستان.
وجاء الإعلان في وقت تسعى الولايات المتحدة لمساعدة من باكستان في إيجاد طريقة للخروج من أفغانستان المجاورة، حيث دخلت الحرب التي يخوضها الجنود الأميركيون عامها الثامن عشر. ونفى مسئول أمريكى، ما تداولته تقارير إخبارية حول تحديد الولايات المتحدة موعدا لسحب جميع قواتها العسكرية من أفغانستان.
ومن المتوقّع أن تشارك الأحد والإثنين نحو 60 شخصية أفغانية في الحوار بين الأطراف الافغانية بينها سياسيون ونساء، بحسب وكالة فرانس برس.
ورحبت باكستان بالقرار الأمريكي الذي يعلن جماعة "جيش تحرير بلوشستان" الانفصالية، التي تعمل في إقليم بلوشستان جنوب غرب البلاد "جماعة إرهابية دولية".
ويأتي ذلك فيما انتقدت باكستان تقرير الحريات الدينية الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2018، ووصفته بـ "المتحيز" ورفضت ما ورد به بخصوصها. وقال بيان أصدرته الخارجية الباكستانية، الجمعة، إن ما تضمنه التقرير بخصوص باكستان "لا أساس له ومنحاز". وأضاف البيان أن "باكستان ترفض من حيث المبدأ التقارير التي تتضمن ملاحظات على الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة، وبالتالي ترفض الملاحظات الواردة في التقرير الأمريكي".
وعلى صعيد أخر قال مسؤولون حكوميون إن حركة طالبان نفذت هجوما على مجمع أمني في وسط أفغانستان اليوم الأحد 7 يوليو 2019، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية من أفراد قوات الأمن الأفغانية وستة مدنيين وإصابة أكثر من 140 بالتزامن مع اجتماع لجماعات أفغانية متنافسة في قطر لبحث إحلال السلام في البلاد.
وأضاف المسؤولون أن مسلحي حركة طالبان فجروا سيارة ملغومة في بالقرب من مجمع مديرية الأمن الوطني في مدينة غزنة خلال ساعة الذروة الصباحية يوم الأحد.
وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان في بيان “سقط العشرات من أفراد مديرية الأمن الوطني بين قتيل وجريح”.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة في غزنة إن 13 شخصا، بينهم ثمانية من أفراد مديرية الأمن الوطني، قتلوا إضافة إلى طفل. وكان هناك 27 طفلا بين المصابين المئة والأربعين.
وقال زاهر شاه نكمال، مدير إدارة الصحة في إقليم غزنة، “عدد الضحايا قد يزيد إذ أن ذلك ليس آخر تقرير عن المصابين جراء الانفجار القوي”.
والانفجار الذي وقع في منطقة مزدحمة بمدينة غزنة هو أحدث هجوم في موجة هجمات شبه يومية تشنها حركة طالبان التي تسيطر الآن على نصف أفغانستان وتواصل تكثيف الهجمات على القوات الأفغانية رغم الجهود المتزايدة لإبرام اتفاق سلام لإنهاء الحرب الدائرة منذ 18 عاما.
وجاء الهجوم قبل ساعات من بدء مسؤولين من طالبان اجتماعا مع مجموعة من الموفدين الأفغان في قطر في إطار جهود دبلوماسية لإنهاء العنف المستمر منذ سنوات وإعادة بناء الثقة بين المدنيين الأفغان وحركة طالبان.
وهناك نحو 60 شخصية أفغانية بارزة في الدوحة للقاء مسؤولين من طالبان خلال مؤتمر يستمر يومين بترتيب من مسؤولين ألمان وقطريين ودعم من مفاوضين أمريكيين.
هذه المحادثات المحاطة بالتفجير والارهاب لا يعتقد احد انها سوف تكون خطوة حقيقية نحو السلام في أفغانستان لاصرار حركة طاللبان على شن هجماتها على قوات الامن وتكثيف هذه الهجمات قبيل التفاوض أو أثناءة مما يؤكد ان الحركة لا تريد التفاوض مع أي طرف بل هي تحاول املاء شروطها فقط، مما يؤدي في النهاية إلى مزيد من الأرواح التي تقتل وزيادة في نزيف دماء المدنيين.