تمويلات قطر المشبوهة تمتد إلى الجامعات الأمريكية
الجمعة 12/يوليو/2019 - 01:18 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
التمويل القطري السخي للجامعات الأمريكية لأي غاية تحديدًا، فمليارات الدولارات التي تضخها الدوحة في هذا المجال باتت صداعًا في الرأس اقتضى من وزارة التعليم الأمريكية فتح تحقيق في الموضوع وكان التحقيق يجري في هدوء بالتزامن مع زيارة تميم الأخيرة لواشنطن.
جامعتان أمريكيتان غارقتان في التمويل القطري المشبوه تحت المجهر، جورج تاون وتكساس ايه اند ام، طالبت وزارة التعليم الأمريكية من الجامعتين الإفصاح عن سنوات من السجلات المالية بعد تعاظم المخاوف من عدم إبلاغ الحكومة الفيدرالية بشكل كامل عن الهبات الأجنبية، ويسأل التحقيق الجامعتين عما فعلتاه لضمان ألا ترتبط الأموال الأجنبية بالأشخاص الذين يرتبطون بأي شكل من الأشكال بأي مصنف إرهابي عالميًا.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية جميع الأموال الأجنبية التي حصلت عليها جامعة جورج تاون العام الماضي جاءت من مصادر قطرية.
فيما أظهرت البيانات التي قدمتها جامعة تكساس إيه اند ام انها تلقت 6 ملايين و200 ألف دولار في العام الماضي من خلال شراكة مع مؤسسة قطر.
وتقول تقارير أمريكية أخرى أن الاشتباه في أغراض الأموال القطرية ليس جديدًا لدى الأمريكيين فبالأموال القطرية ومن بوابة رعاية العلم توفر جامعات أمريكية منصات لخطابات جماعات بعينها، تصنفها الولايات المتحدة إرهابية
وبحسب تقرير لموقع واشنطن إكزامنر تشتري الدوحة همم أكاديميين وإعلاميين في الغرب وتجند أقلامهم لغسيل سمعتها، وهكذا تؤمن أعمدة صحفية وتتحكم في تقارير غربية، وتسيطر على مراكز بحثية حتى تطمئن إلى أن الأمور تمضي على مقاس أجندتها .
وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية ذكرت أن الوزارة الأمريكية أرسلت خطابا إلى الجامعات المذكورة في 13 يونيو، تقول فيه إن الجامعتين لم تكشفا بالكامل عن التمويلات التي تلقتها من قطر ودول أخرى.
وطبقًا للوكالة الأمريكية، قدمت مؤسسة قطر الخيرية ذات الصلة بالحكومة القطرية، 33 مليون دولار إلى جامعة جورج تاون عام 2018 و6.1 مليون دولار إلى جامعة تكساس إيه أند إم عام 2018، إجمالي التمويل الأجنبي للجامعة، فيما تلقت جورج تاون 36 مليون دولار تمويلًا أجنبيًا عام 2018.
وإجمالًا، تلقت جامعة جورج تاون أكثر من 415 مليون دولار في صورة تمويلات أجنبية منذ 2012، بينما تلقت جامعة تكساس إيه أند إم 285 مليون دولار منذ 2014.
وأشارت أسوشيتد برس خلال تقريرها إلى أن الكليات والجامعات الأمريكية بموجب القانون عليها تقديم تقارير بشأن جميع مصادر التمويل الأجنبية، سواء بقيمة 250 ألف دولار أو أكثر.
وحال لم تكشف الجامعتان بشكل كامل عن مصادر التمويل الأجنبية قد تواجها إجراءات قانونية وعقوبات مالية حال تبين كسرهما للقواعد.
وأشارت الوكالة أيضًا إلى أن جميع التمويلات الأجنبية تقريبًا التي حصلت عليها جامعة جورج تاون في 2018 كانت من مصادر داخل قطر، ومن بينها 33 مليون دولار من مؤسسة قطر الخيرية.
كما أظهرت بيانات مقدمة من جامعة تكساس إيه أند إم أنها تلقت 285 مليون دولار من مصادر أجنبية منذ 2014، من بينها 6.1 مليون دولار العام الماضي.
وقال مسؤولون بجامعة جورج تاون، بحسب مداد نيوز، إن الجامعة تستعرض الخطاب وستتعاون مع جهات التحقيق، موضحين خلال بيان أنها تتعامل بجدية مع التزاماتها المتعلقة بتقديم التقارير وجميع المعلومات، حسبما تتطلب وزارة التربية والتعليم كل 6 أشهر.
كما أصدرت جامعة تكساس إيه أند إم بيانًا تقول فيه إنها تتعامل بجدية مع ما يتعلق بالامتثال والأمن، مؤكدين تعاونهم مع جهات التحقيق.وجميع التمويلات التي أبلغت بها الجامعة العام الماضي أيضًا تأتي من خلال شراكة مع المؤسسة القطرية نفسها.
ووفقا للبيانات الأمريكية، فقد ذهب ما نسبته 98% من الأموال القطرية إلى 6 جامعات أمريكية فقط هي: تكساس إيه آند إم، وجورج تاون، وكورنيل، وكارنيغي ميلون، ونورثويسترن وفرجينيا كومنولث، ولكل من هذه الجامعات الست فرعها الجامعي في قطر.
وتقوم مؤسسة قطر، وهي مجموعة تقودها العائلة المالكة في البلاد، بتغطية تكاليف التشغيل لهذه الجامعات على أراضيها.
وعلى سبيل المثال، وفقا لعقد مقدم من جامعة فرجينيا كومنولث، تحصل الجامعة على حوالي 40 مليون دولار سنويا لإدارة فرعها في المدينة التعليمية، وهي عبارة عن منطقة جامعية قرب العاصمة القطرية تضم عددا من الجامعات.
وعلى مدى أكثر من عقد، عملت الجامعات الأمريكية في الدوحة دون جدل يذكر، وكانت جامعة فرجينيا كومنولث أول جامعة أمريكية تفتتح فرع لها في قطر، وذلك في العام 1998، في حين تعتبر جامعة نورثوسترن الأحدث، إذ افتتحت فرعها في الدوحة عام 2008.
ويركز كل فرع من هذه الجامعات على مجال أكاديمي مختلف، وتتراوح من الهندسة إلى الفنون الجميلة، وتهدف إلى تعليم الطلاب من قطر والشرق الأوسط.
وكانت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهي مؤسسة فكرية في واشنطن قالت الثلاثاء الماضي، إن مؤسسة قطر "تشتهر باستضافة دعاة متطرفين بشدة في مسجدها الفخم داخل المدينة التعليمية في قطر، الذي يقع بالقرب من مركز تواجد مقار الجامعات الأمريكية فيها".
وبالإضافة إلى ذلك، دفعت مجموعتان أخريان، هما معهد زاكور القانوني ومنظمة المراقبة القضائية "جوديكال ووتش"، جامعة تكساس إيه آند أم إلى الكشف عن مزيد من التفاصيل حول التمويل الذي تحصل عليه من قطر، وقالا إن مؤسسة قطر تقوم بترويج الأفكار المتطرفة في الجامعات الأميركية في الدوحة.
وكان محامو مؤسسة قطر قد رفعوا العام الماضي دعوى قضائية في تكساس سعيا إلى منع جامعة تكساس إيه آند أم من إصدار سجلات حول التبرعات التي تقدمها قطر بحجة أنها ترقى إلى مستوى "الأسرار التجارية" ويمكن أن يؤدي الكشف عنها إلى منح المنافسين ميزة غير عادلة، لكن معهد زاكور القانوني عارض الطلب، فيما لا يزال الأمر معلقا في المحكمة.