هل ينتهي إرهاب الحوثي بحرب القبائل اليمنية؟
الأحد 21/يوليو/2019 - 02:04 م
طباعة
حسام الحداد
تعلمنا صغارا أن النار هي التي تأكل نفسها، وهكذا تفعل نار الارهاب الحوثي، فبعد ان تأكد لها خسائرها المستمرة على أكثر من جبهة من جبهات القتال، تحولت هذه الميليشيا الارهابية إلى صراعها وانقساماتها الداخلية التي ربما يكون سببها الرئيس هو الحصول على امتيازات ما او مصالح ومكاسب مادية، وما يؤكد هذا ما طالعتنا به الصحف مساء السبت 20 يوليو 2019، من أنه لقي قيادي حوثي بارز مع 9 من عناصره مصرعهم، في مواجهات داخلية بين ميليشيا الحوثي الانقلابية في محافظة عمران، شمال اليمن.
وأفادت مصادر محلية أن العميد "محمد الشتوي" المعين من قبل الحوثيين مديراً لجهاز الأمن السياسي بمحافظة عمران، قتل في مواجهات مع جناح آخر في جماعة الحوثي يتزعمه شخص يدعى مجاهد قشيرة.
وأوضحت المصادر أن مواجهات عنيفة اندلعت بين جناحين في ميليشيا الحوثي، أحدهم ينتمي لقبيلة سفيان والآخر، لقبيلة الغولة بمديرية ريدة شمال عمران.
وأضافت أن المواجهات استمرت حتى ظهر اليوم السبت، وأسفرت عن مقتل القيادي الحوثي "الشتوي" وتسعة آخرين، بالإضافة إلى إصابة ستة آخرين من قبيلة سفيان.
وذكرت المصادر أن الحوثيين من قبيلة سفيان عززوا هجومهم على منزل القيادي مجاهد قشيرة، الذي تحصن داخل منزله، حتى اقتحمته وقاموا بقتل مجاهد والتمثيل بجثته.
وأشارت المصادر إلى أن الوضع لا يزال متوترا في ريدة بين أبناء قبيلة الغولة والمسلحين الوافدين من قبيلة سفيان.
وذكرت المصادر أنه وبعد تصفية القيادي الحوثي مجاهد قشيرة تم التنكيل به وبأصحابه وتفجير منزله وقتل 8 من أفراد أسرته.
وقشيرة بحسب المصادر هو أحد القيادات والوجهاء التي ساعدت الحوثيين على اقتحام عمران والسيطرة عليها قبل اجتياحهم للعاصمة صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية أواخر العام 2014م.
وكان قد قُتل قيادي بارز في ميليشيا الحوثي الانقلابية بمدينة الحديدة، غربي اليمن في ظروف غامضة، وبالتزامن مع احتدام الصراع داخل الجماعة. ونقلت مواقع إخبارية محلية عن مصدر مطلع أن المدعو نجيب عبدالله هاشم المؤيد، المكنى بـ"نجيب الرازحي" قُتل مع أربعة من مرافقيه الأربعاء الماضي 17 يوليو 2019، عقب انتهائه من الإشراف على توزيع ونشر تعزيزات جديدة للميليشيات في خطوط التماس داخل مدينة الحديدة. وينحدر المؤيد من مديرية رازح بمحافظة صعدة، ويُعد واحداً من أبرز قيادات الصف الأول الميدانية للميليشيات الحوثية، ولديه اتصال مباشر بزعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي. ولفتت المصادر إلى أن أتباع نجيب المؤيد في حالة استنفار داخل مدينة الحديدة، فيما وصل عدد من أقاربه والمحسوبين عليه من صعدة وجبهات أخرى إلى الحديدة. ويطالب أتباعه بالكشف عن مصدر الرصاص الذي وصفوه بـ"الغادر". يذكر أن المؤيد من القيادات "العقائدية" التي تلقت دورات مكثفة في إيران ولبنان ويحظى بمكانة عالية لدى زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي، حيث شارك في حروب صعدة الست ولاحقاً في حرب عمران، كما شارك إلى جانب طه المداني في اقتحام مدينة عدن عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية أواخر عام 2014. وعقب دحر الحوثيين من عدن ومصرع المداني، انتقل المؤيد إلى جبهة الساحل الغربي وتولى الإشراف على معسكر العمري في منطقة باب المندب، ثم أصبح مشرفاً على جبهة المخا، وبعد تحريرها تم تعيينه مشرفاً على معسكر أبو موسى الأشعري في الخوخة، وعقب طرد الحوثيين من الساحل الغربي عُين مشرفاً على جبهة مدينة الحديدة. وبرز نشاط المؤيد مؤخراً بعد مصرع قائد المحور المتحرك للحوثيين في الساحل الغربي المدعو أبو طالب السفياني. وارتفعت حدة الصراع داخل جماعة الحوثيين، وسط موجة تصفيات جسدية داخلية، طالت عدداً من القيادات الميدانية في الآونة الأخيرة.
يشار إلى أن خلافات حادة في صفوف ميليشيا الحوثي الانقلابية، خلفت قتلى وجرحى بينهم قيادات بارزة في المحافظات الخاضعة لسيطرتهم جراء الصراع على النفوذ والمال.
هذا ما يؤكد ان هذه الميليشيات سوف تأكل نفسها في القريب العاجل نظرا لاختلاف المصالح بين أعضائها وقياداتها وان استثمار هذه الميليشيات للصراعات القديمة بين القبائل انما يعجل من هزيمتها ولكنه في المقابل يشعل فتيل الحرب الأهلية التي من المحتمل ان تكون أكثر ضراوة وتأثيرا على اليمن فمثل هذه الحروب تأكل الأخضر واليابس ولا تبقي على أحد، وكأن المقصود هو تدمير اليمن.
وعلى صعيد آخر حذرت الحكومة الشرعية اليمنية من تبعات قرار مليشيا الحوثى الانقلابية بحظر سفر المواطنين فى مناطق سيطرتها ومصادرة جوازات السفر الصادرة عن مصلحة الهجرة والجوازات منذ العام 2015م، بحسب وكالة الأنباء اليمنية.
وأوضحت الحومة على لسان وزير إعلامها معمر الأريانى وزير الاعلام أن إصدار الملشيا تعليمات إلى نقاطها الأمنية بمصادرة جوازات السفر الصادرة عن مكاتب فروع الجوازات فى المحافظات المحررة، جاء بعد الجهود التى بذلتها الحكومة الشرعية لتوفير الجوازات وتسهيل حصول المواطنين من كافة المحافظات عليها وسفرهم لغرض الدراسة والعلاج والعمل.
وأشار الاريانى إلى أن أداء المبعوث الدولى وصمته عن جرائم مليشيا الحوثى ساهم فى تصاعد وتيرة الانتهاكات التى ترتكبها بحق المواطنين في مناطق سيطرتها، وأضاف" الشعب اليمنى ينتظر من المبعوث الأممى تحركا فاعلا لوقف هذه الخطوة الخطيرة والتى تتعارض مع متطلبات السلام والجهود التى تبذل لرفع المعاناة الإنسانية عن كاهل أبناء شعبنا اليمنى".
وحمل مليشيا الحوثى المسئولية الكاملة عن هذا الإجراء الخطير الذي يؤكد مضيها في تصعيد الأزمة، وخلق عراقيل وتعقيدات إضافية أمام المواطنين فى مناطق سيطرتها وإبقائهم رهائن لسطوتها الأمنية وممارساتها القمعية، وإحباط كل الجهود التى تبذلها الحكومة لتخفيف المعاناة عن اليمنيين.