انتصارات الجيش الليبي.. اقتربت ساعة الصفر لتحرير طرابلس
الأحد 21/يوليو/2019 - 02:07 م
طباعة
أميرة الشريف
يواصل الجيش الوطني الليبي مساعيه لتطهير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات الإرهابية التابعة لقطر وتركيا والموالية لحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، ووجه المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش، تعليمات لأهالي طرابلس استعدادًا لساعة الصفر لاقتحام العاصمة وتحريرها من الميليشيات المسلحة.
ومنذ 4 أبريل وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على إعلان الجيش الليبي عزمه القضاء على الميليشيات وإجراء انتخابات ديمقراطية في البلاد، دخل الجيش في معارك عدة مع الميليشيات المسلحة، المدعومة بالسلاح والمال من تركيا وقطر، بحسب وصفه، كانت آخرها مدينة غريان التي سيطرت قوات حكومة الوفاق والميليشيات المسلحة، بعد قتلها العشرات من ضباط وأفراد الجيش الليبي، ما أدى إلى تصعيد عسكري غير مسبوق، بين القائد العام للجيش الليبي، المشير خليفة حفتر، والرئيس التركي، رجيب طيب أردوغان، أدى إلى استهداف الطائرات التركية، والأتراك المقيمين في ليبيا.
وقال المركز الإعلامي في بيانه، إنه على جميع شباب العاصمة الاستعداد لساعة الصفر وتنظيم التعاون بين الأحياء والمجموعات للانقضاض على الميليشيات المختبئة والهاربين من الجبهات الذين يحتلون المدينة، مشيرًا إلى أنه يجب التأكيد على أن هذا أيضا بمثابة إنذار أخير للذين هم من خارج العاصمة للعودة إلى مناطقهم لأنهم سيكونون الهدف المباشر.
وأوضح البيان: في هذا الصدد إجراءاتكم بالآتي، تحديد أماكن التمركز النهاري والليلي، رصد نوع الأسلحة، أماكن الآليات، توزيع المهام، طريقة قفل الطرق والمحاصرة والقبض، الحرص والحذر ومراعاة السرّية التامة من أجل سلامتكم.
يأتي ذلك في الوقت الذي نجحت فيه قوات الجيش في السيطرة على معسكر اليرموك جنوب العاصمة طرابلس بعد مواجهات عنيفة مع تشكيلات تابعة لحكومة الوفاق.
ودفع الجيش الليبي، بعد سيطرته على المعسكر، بالمواجهات إلى شارع الخلاطات المجاور، فيما وصلت وحدات من قواته إلى الحي السكني خلف معسكر اليرموك لقتال الميليشيات والقوات التابعة للوفاق.
ويعتبر اليرموك من أهم المواقع العسكرية في المنطقة، فقد شغلته بعد عام 2011 كتيبة ثوار طرابلس وبعدها تناوب الجيش الليبي وقوات الوفاق السيطرة عليه، ثم أصبح منطقة شبه معزولة.
وردا على نجاح الجيش في السيطرة على معسكر اليرموك، أصدرت حكومة الوفاق، بيانا، أمس السبت 20 يوليو 2019، قالت فيه إنها جمعت معلومات استخباراتية حول غارات جوية محتملة للجيش الوطني الليبي ضد مواقع رئيسية في العاصمة، من ضمنها المطار الوحيد الذي يعمل.
وقالت الحكومة إن لديها معلومات تشير إلى احتمال شن غارات جوية على العاصمة من قبل قوات الجيش
وفي محاولة لحماية المدنيين المقيمين في طرابلس، مع تصاعد احتمالات اشتداد المواجهة العسكرية بين قوات الجيش الوطني الليبي وقوات حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس، حذرت البعثة الأممية في بيان لها من استهداف المدنيين.
وذكر بيان صادر عنها: تبذل البعثة أقصى ما لديها بالتعاون مع الأطراف المحلية والدولية لتجنب التصعيد العسكري وضمان حماية المدنيين من الاستهداف، وتدعو جميع الأطراف لاحترام بنود القانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين والمنشآت الصحية.
في سياق متصل، دعا المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، شباب طرابلس للانضمام إلى قواته في هجومها للاستيلاء على العاصمة من قبضة حكومة الوفاق التي تتخذ من طرابلس مقراً لها، وسط تحذيرات من المجتمع الدولي من نتائج التصعيد العسكري واستهداف المدنيين.
وتواصل حفتر عبر منشور على الصفحة الرسمية للجيش الوطني الليبي يوم الجمعة، داعياً شباب المدينة إلى التعاون مع قواته للقضاء على جميع الميليشيات المتحالفة مع حكومة طرابلس.
وقال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي "اعتدنا أكاذيبهم" في إشارة إلى الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة، "لكننا سندخل العاصمة، لا مجال للشك هنا".
وتدور بالعاصمة الليبية طرابلس ومحيطها، منذ 4 أبريل الماضي، معارك متواصلة بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات تابعة لحكومة الوفاق، خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى حسب منظمة الصحة العالمية، فيما تقدر المنظمة الدولية للهجرة أعداد النازحين بعشرات الآلاف الذين يفرون من ديارهم بسبب الاشتباكات المسلحة.
وما زالت قوات الجيش الليبي تبذل قصاري جهدها لتحرير العاصمة طرابلس من قبضة الميليشيات المسحلة الموالية لحكومة الوفاق والمدعومة من ثنائي الشر قطر وتركيا.
ويعمل الجيش الوطني علي السيطرة الكاملة بالعاصمة طرابلس وتحريرها من الميليشيات المسلّحة والجماعات الإرهابية، وقد حققت خلال الأيام الماضية تقدمات ميدانية كبيرة، خاصة في منطقتي خلّة الفرجان والزطارنة بالقرب من تاجوراء.
ونجحت الدفاعات الأرضية التابعة للجيش الوطني الليبي، الأحد، في إسقاط طائرة تركية سادسة مسيرة، في منطقة عين زارة جنوب العاصمة طرابلس.
وعلى مدار الأشهر الماضية، انكشفت التدخلات التركية في لبيبا شيئا فشيئا، إذ تم ضبط شحنات أسلحة تركية محملة على متن سفن، كان آخرها السفينة التي تحمل اسم "أمازون"، والتي خرجت من ميناء سامسون في التاسع من مايو الماضي، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، قبل أن تصل إلى ميناء طرابلس.
ومعروف أن تركيا تؤوي قيادات لعدد من الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، والتي تمتد روابطها إلى ليبيا لتعبث بأمن البلد ومواطنيه.
ووفق مراقبون فإن تركيا حاضنة لميليشيات إرهابية متوطنة، كجماعة الإخوان، والتي توجد بعض قياداتها في تركيا، لكنها تدير وتشرف على معارك الميليشيات في ليبيا من تركيا نفسها، وبالتالي فهي تدعم هذه الميليشيات لتحقيق مصالح وأغراض سياسية واقتصادية.
وتدعم تركيا الجماعات والميليشيات الإرهابية في ليبيا، بغطاء من حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج الذي تربطه علاقة قوية بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.