خلايا داعش النائمة واستهداف العراقيين
الخميس 25/يوليو/2019 - 01:25 م
طباعة
حسام الحداد
أعلن قائم مقام قضاء سنجار شمالي العراق اليوم 25 يوليو 2019، محما خليل عن مقتل إيزيدي بهجوم شنه تنظيم "داعش" الإرهابي على جبل سنجار، مشيرا إلى أن خلايا التنظيم النائمة أصبحت أقوى مما كانت عليه عام 2014.
وقال خليل في بيان صحفي إن "تنظيم داعش شن هجوما على جبل سنجار أسفر عن مقتل أحد المقاتلين الإيزيديين الشجعان وهو حسين عطيس السموقي الإيزيدي"، مضيفا أن: "القتيل كان من أبرز المقاتلين الإيزيديين وخاض أكثر من 50 معركة ضد داعش وقتل الكثير منهم لحين تحرير سنجار".
وأوضح أن: "عناصر داعش قاموا باختطافه وأحد مرافقيه ومن ثم تم إعدامهما"، مشيرا إلى أن "الداعشية النائمة انطلقت في هجومها من القرى العربية القريبة من سنجار وهي كولان ونعينيعة وغيرهما من القرى".
وأشار خليل إلى أن "هذه القرى كانت وما زالت حواضن للدواعش، وقد حذرنا من هذا الأمر مرات عديدة وفي بيانات سابقة، لكن القوات الأمنية والحكومة لم تستجب للأسف الشديد".
ودعا قائم مقام سنجار "الحكومة والقوات الأمنية في المنطقة، إلى تحمل المسؤولية"، موضحا أن "هذه القوات غير كافية لحماية سنجار من الهجمات الداعشية".
وتابع أن "الخلايا النائمة لداعش أصبحت أقوى من حيث العدد والعدة من قوتها في عام 2014، وهذا ما كنا نتخوف منه، ما يتطلب إجراء حكوميا عسكريا سريعا".
وكانت قد حذرت صحيفة "واشنطن بوست" منصف هذا الأسبوع من أن العديد من مسلحي تنظيم "داعش" تمكنوا من التسلل إلى العراق بعد هزيمتهم العسكرية في شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أنهم يشكلون خطرا أمنيا ملموسا.
ونقلت الصحيفة أمس الأحد عن مسؤولين أمنيين تأكيدهم أن هؤلاء "الدواعش" يواصلون أنشطتهم بوتيرة منخفضة وسط وشمال العراق، وأشار المحلل الأمني هشام الهاشمي الذي يقدم خدمات استشارية للحكومة العراقية ووكالات إغاثة دولية، إلى أن نحو ألف متطرف تسللوا إلى داخل العراق خلال الأشهر الثمانية الأخيرة، لا سيما في أعقاب خسارة "داعش" سيطرته على بلدة الباغوز السورية، آخر معقل له شرق الفرات، في مارس الماضي.
وانضم هؤلاء المسلحون، ومعظمهم عراقيون، إلى خلايا "داعشية" تختبئ في مناطق ريفية، مستفيدين من معرفتهم لهذه الأراضي، وخاصة الأنفاق تحت الأرض، ومخابئ أخرى، ليشنوا هجمات تستهدف غالبا عناصر أمنية ومسؤولين محليين.
وعلى الرغم من إطلاق القوات العراقية مؤخرا عملية عسكرية واسعة النطاق لتأمين المناطق الصحراوية على طول الحدود مع سوريا، أقر ضابط رفيع المستوى في الجيش أن هذه المهمة شبه مستحيلة.
وأوضح الضابط سعد محمد، ورتبته عقيد، وهو من المحاربين القدامى في الحملة ضد "داعش": "هذه هي الصحراء والكهوف والأماكن التي لا يستطيع أحد السيطرة عليها بالكامل.. كم من القوات نحتاج لتأمين كل شبر من هذه الأراضي؟ كثيرا جدا.. لا أحد يملك مثل هذه القدرات".
وذكر قيادي عسكري عراقي طلب عدم الكشف عن اسمه لكونه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام للصحيفة أن "الدواعش"، عندما يُحشرون في الزاوية، لا يستسلمون ويمارسون مقاومة شرسة، فيما قال قيادي آخر رفيع المستوى لم يكشف عن اسمه أيضا إن مروحية للقوات الحكومية تعرضت مؤخرا لهجوم بقنابل صاروخية قبل هبوطها أثناء دورية نفذت قرب مدينة الرطبة غرب البلاد.
وتقتصر أنشطة الخلايا "الداعشية"، حسب وزارة الدفاع العراقية والمحللين الأجانب، غالبا على المناطق الريفية، وليس هناك إلا مؤشرات قليلة على أن التنظيم يستطيع استعادة السيطرة على هذه المناطق الواسعة، لكن ثمة خطر ملموس لأن تغض المجتمعات المحلية أنظارها عن أنشطة المسلحين كأمر واقع، فيما يعزز هؤلاء مواقعهم استعدادا لحرب طويلة الأمد.