صراع الأجنحة الحوثية يقترب من ذروته في اليمن

الجمعة 26/يوليو/2019 - 01:15 م
طباعة صراع الأجنحة الحوثية فاطمة عبدالغني
 
تدخل الخلافات الحوثية مرحلة جديدة وتأخذ منحى أكثر خطورة، بانفجارين استهدفا مخزنين للأسلحة يتبعان مليشيا الحوثي في صنعاء، لكن المخزنين هذه المرة لم تستهدفهما مقاتلات التحالف العربي وإنما تم تفجيرهما بأيدي حوثية نتيجة احتدام الصراع بين القيادات ومن يطلقون عليهم المشرفين الذين يعملون معهم في الموقعين.
مصادر يمنية قالت أن الانفجار الأول وقع في أحد مخازن الأسلحة بمعسكر "النهدين" المطل على دار الرئاسة، بينما وقع الانفجار الثاني في معسكر تدريبي تابع لمليشيا الحوثي في منطقة "بيت بوس".
وبحسب المصادر استمرت الانفجارات داخل المخزنين أكثر من ساعة وتسببت في قتلة وجرحى من الحوثيين أغلبيتهم من الأفراد والمدربين العسكريين الذين يعملون في الموقعين.
وبحسب المراقبون فإن الخلافات الحوثية تتسع يومًا بعد يوم بين القيادات العليا والقيادات الأدنى، لأسباب عدة أبرزها ما حققته قيادات الصفين الأول والثاني من ثراء بسبب تحكمهم في الموارد المالية وحصولهم على الدعم الخارجي، وقد ظهرت ملامح هذا الانقسام جلية خلال الأيام الماضية في الحديدة التي انسحب منها بعض القادة الميدانيين، وفي عمران التي شهدت اقتتالاً أودى بحياة العشرات.
فوفقاً لمصادر قبلية نشب خلاف داخل صفوف الجماعة في عمران وتطور ذلك الخلاف إلى مواجهات مسلحة قتل على اثرها اثنين من مشايخ عمران وقيادات أخرى في الجماعة. كما أقدمت جماعة الحوثي السبت الماضي، على قتل الشيخ القبلي مجاهد قشيرة وسحل جثته والتمثيل بها، بعد مواجهات سقطت خلالها قيادات حوثية في منطقة ريدة بمحافظة عمران. 
وبحسب المصادر فإن هذه الحادثة خلفت حالة من القلق في صفوف القبائل المتعاونة مع الميليشيا إذ اصبحوا ينتظرون مصيراً مشابهاً، خاصة وان عملية سحل والتمثيل بجثة الشيخ مجاهد الغولي قابلتها الميليشيا باستهتار ولجأت إلى ذبح عدد من الأبقار كاعتذار لعائلته عن الحادثة.

من ناحية أخرى أكدت المصادر انسحاب المئات من أبناء القبائل من القتال في جبهة الساحل الغربي أغلبهم ينتمون إلى مديريتي الحيمة الداخلية والخارجية التابعة لمحافظة صنعاء اثر خلاف واتهامات متبادلة بين اثنين من القادة الميدانيين بالاستيلاء على مستحقات المقاتلين، والتي في الغالب يتم جمعها من عائدات الضرائب ومن الإتاوات التي تفرض على الشركات والمحلات التجارية.
الخلافات بين القيادي أبو علي فاضل قائد المحور الشمالي الغربي، وبين المشرف العسكري لمديريتي الحيمتين، أبو يحيى الجريدي، على مستحقات نحو أربعة آلاف مسلح، دفعت بالأخير إلى سحب المئات من أتباعه من جبهات الساحل متهماً قائد المحور بالاستيلاء على مخصصات هذه الجبهة لمدة ثلاثة اشهر واستثمارها في شراء العقارات .
هذه التطورات وانسحاب المئات من المقاتلين من جبهة الساحل واكبت الصراعات المتنامية بين أجنحة الميليشيا في الحديدة بتصفية أحد القادة الميدانيين ويدعى الرازحي، واتهام جهاز الأمن الخاص بالميليشيا والمعروف بـ(الأمن الوقائي) بالوقوف وراء الحادثة وكذلك انسحاب ابو فتح الكندحي المسؤول عّن قوات الدفاع الجوي من المحافظة نتيجة الخلافات بين أجنحة الميليشيا.
وبحسب المراقبون تعود أسباب هذه الصراعات إلى تعدد أجنحة المليشيات الحوثية، وهذه الأجنحة ظهرت كنتيجة لتعدد القبائل والعائلات الطامحة للسيطرة على السلطة، ومن ثم يشكل التنافس على النفوذ والمناصب المحور الرئيسي في الصراع بين الأجنحة الحوثية، كما أن سيناريوهات مثل هكذا صراع تبدو غامضة نوعا ما، فعلى ما يبدو فإن المليشيات الحوثية أصبحت اليوم أكثر وحشية وإرهابا، قياسا بجماعات إرهابية أخرى مثل "القاعدة" و"داعش"، وهو ما يعني أن هذا التوحش المتنامي سيطال خصوم المليشيات وحلفاءها والمواطنين في مناطق سيطرتها بشكل عام، الأمر الذي يستدعي من مختلف الأطراف التسريع بالحسم العسكري كواجب وطني وإنساني بالدرجة الأولى، لوضع حد لما هو أسوأ مستقبلا.

شارك