قطر ذات الوجهين.. بين تمويل الإرهاب وتبييض أيديها الملطخة بالدماء
السبت 27/يوليو/2019 - 02:36 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
دأب تنظيم الحمدين عبر أذرعه التخريبية في الصومال على تنفيذ مخططاته الإرهابية والقضاء على حكام الأقاليم المعارضين لهيمنته، ومن ثم تفتيت النظام الفيدرالي من أجل تقوية نفوذ الدوحة في البلد الواقع شرق قارة أفريقيا.
وهو الأمر الذي أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الاثنين الماضي 22 يوليو، بنشرها تسجيلا صوتيا مسربا، يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت في الصومال.
التسجيل المسرب عبارة عن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، ويؤكد فيه المهندي للسفير أن "أصدقاء الدوحة" يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في مايو الماضي "لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها".
وبحسب المراقبين، فإن ما أورده تقرير نيويورك تايمز لم يكن مستغرباً، نظراً لتغلغل النظام القطري في الجماعات الإرهابية واعتماده عليها في تنفيذ أجنداته في عدد من دول المنطقة مثل ليبيا والعراق وسوريا واليمن وغيرها.
وفي هذا الإطار طالبت لجنة شؤون العلاقات الخارجية في البرلمان الصومالي وزارة الخارجية بفتح تحقيق عاجل حول الاتهامات الموجهة إلى دولة قطر بشأن دورها في التخطيط والتنفيذ للهجوم الإرهابي الذي وقع بمدينة بوصاصو بولاية بونتلاند خلال مايو الماضي.
وكشفت مصادر برلمانية، أن لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان طالبت بأن تكون التحقيقات واسعة وتشمل مراجعة علاقات قطر بأطراف في الحكومة الحالية و حركة الشباب الإرهابية، وتقويضها للأمن الداخلي وانتهاكها لسيادة البلاد.
ومن جانبه طالب حزب صومالي معارض، الثلاثاء، البرلمان بفتح تحقيق حول دور قطر الإرهابي والتخريبي في بلاده، وقطع العلاقات معها.
وأدان حزب "ودجر" الصومالي، في بيان، استخدام قطر الجماعات الإرهابية بالبلاد وخلق روابط معها والوقوف وراء تدبير تفجيرات على خلفية تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
من ناحية أخرى قال عبد الرحمن عبد الشكور، رئيس حزب "ودجر" الصومالي، في تصريحات لـ"العربية.نت" تعليقا على المكالمة المسربة التي كشفتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن اللوم في التدخلات القطرية في بلاده يقع على عاتق الحكومة الصومالية التي أصبحت مرتهنة بتعليمات القطريين، حيث يقوم السفير القطري في مقديشو بدور المندوب السامي، وهو نفس الدور الذي كان يلعبه الجنرال الإثيوبي جبري إبان تدخلات بلاده سابقا في الصومال.
وأضاف أن من حق أي دولة في العالم أن تكون لها مصالح في الصومال، وهناك أكثر من ٥٠ دولة بالفعل لها مصالح اقتصادية واستراتيجية في بلادنا، لكنها مصالح متبادلة تعود بالنفع على الشعب الصومالي، ويتم تنفيذها بالإرادة المشتركة للبلدين، والعلاقات الطيبة، بينما قطر تسعى لتنفيذ مصالحها بالإرهاب، وقتل الأبرياء، وترويع أبناء الشعب الصومالي وهو ما تجسد في تورطها بالتفجير الأخير.
وقال إن قطر تمول وفق اعترافات قادتهم الحركات المتطرفة في الصومال، وعلى رأسها حركة الشباب، وتستخدم هذه الحركات كأداة لتحقيق مصالحها من خلال تخويف الحكومة الصومالية والشعب الصومالي بالعنف والإرهاب، حتى يقبلوا صاغرين بطلباتها، مؤكدا أن التفجير الأخير والمكالمة المسربة حوله كشف عن سياسة قطر في شن التفجيرات لإخلاء الساحة لهم في ميناء بوصاصو وإخراج الإماراتيين منه.
وأوضح أن قطر لعبت دورا سلبيا وخطيرا في زعزعة الاستقرار بعدة ولايات صومالية منها ولاية بونتلاند، مطالبا برلمان بلاده بقطع العلاقات بالدوحة وفتح تحقيق حول علاقة قطر بالإرهاب في الصومال.
واتهم عبد الشكور الحكومة الصومالية بالتواطؤ مع قطر، وتنفيذ أجندتها والسماح لها باستخدام أراضيها لزعزعة الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وتهريب المتطرفين ونقلهم للدول التي ترغب قطر في زعزعة استقرارها وتمويل عملياتهم الإرهابي، مؤكدا أن حكومة بلاده ومسؤولين بارزين بها يتعاملون مع سفير دولة قطر كمندوب سامٍ يتلقون منه التعليمات، وكأنه الحاكم الفعلي للصومال.
وأوضح أن أغلب قيادات الصومال يقفون في صفوف متراصة وطويلة لمقابلة سفير قطر، وهو ما يذكره بدور الجنرال الإثيوبي جبري، الذي كان المسؤولون الصوماليون يصطفون لمقابلته إبان التدخل الإثيوبي في بلاده، مشيرا إلى أن مسؤولين صوماليين كبارا يخالفون البروتوكولات ويستقبلون ضباطا قطريين من رتب صغيرة ويركضون وراءهم خلال زياراتهم للصومال التي لا نعلم أسبابها.
ودعا عبد الشكور، قطر إلى التوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للصومال ووقف تصرفاتها غير المرغوبة وغير المقبولة مطالبا بتدخل أممي ودولي وعربي لوقف تجاوزات الدوحة.
وتساءل رئيس حزب ودجر كيف لحكومة الصومال أن تعادي دولتين حليفتين كبيرتين هما السعودية ومصر من أجل قطر؟ مضيفا أنه منذ استقلال الصومال والدعم السعودي اقتصاديا وسياسيا لا يتوقف، وكذلك وقفت مصر بجانب بلادنا سياسيا وعسكريا وصحيا وتعليمياً، فيما لم نسمع عن أي دور قطري في دعم الصومال سوى التفجيرات وقتل الأبرياء وترويع الصوماليين.
وأضاف أنه منذ عهد الراحل الشيخ زايد بن سلطان تنهمر مشروعات الإمارات التنموية والخدمية التي تقدمها دعما للشعب الصومالي دون النظر لأي مصالح أو اعتبارات أخرى.
من ناحية أخرى حاولت قطر تبييض صورتها، بإعلانها عن إرسال طائرة لنقل ضحايا تفجير مقديشو للعلاج بالدوحة، رغم أن أيديها ملطخة بالدماء في البلد الذي أنهكته الاضطرابات وسط تواطؤ من الرئيس محمد عبدالله فرماجو، فهي الدويلة ذات الوجهين، ترسل الطائرة لنقل الجرحى أمام الكاميرات، بينما تجند وتمول الإرهاب وتغذي الحركات المسلحة وتسفك الدماء دون رحمة.