"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية

الأحد 28/يوليو/2019 - 10:46 ص
طباعة من يتصدى للمشروع إعداد: فاطمة عبدالغني
 
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم  الأحد 28 يوليو 2019.

تحت عنوان:  «التحالف» يدمر تعزيزات «الحوثيين» في صعدة وحجة، قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية: دمر «التحالف العربي»، أمس، إمدادات عسكرية لميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران في محافظتي صعدة وحجة شمال اليمن. وذكرت مصادر عسكرية يمنية، أن مقاتلات التحالف قصفت تعزيزات للميليشيات في مديرية كتاف والبُقع شمال شرق صعدة، وذلك أثناء مرورها بوادي الغول القريب من مركز المديرية، ما أسفر عن تدمير مدرعة ومركبات عسكرية، ومقتل عدد من الحوثيين الذين كانوا على متنها.
كما استهدفت مقاتلات التحالف، تعزيزات وإمدادات الميليشيات في مديريتي حرض وعبس شمال وغرب محافظة حجة المجاورة. وذكرت مصادر ميدانية متعددة أن المقاتلات شنت أربع غارات على إمدادات الحوثيين ومخزن أسلحة في حرض وبالقرب من مديرية حيران القريبة. وقال مصدر عسكري، إن القصف دمر مخزن أسلحة، ما أدى لوقوع انفجارات استمرت نحو ساعة، لافتاً إلى مقتل وإصابة العديد من الحوثيين.
وقصفت مقاتلات التحالف أربعة أهداف ثابتة ومتحركة تابعة لميليشيات الحوثي في مديرية عبس الواقعة غرب حجة، وتعد آخر منفذ بحري للانقلابيين في المحافظة بعد تحرير قوات الشرعية والتحالف كامل أجزاء مديرية ميدي الساحلية مطلع العام الماضي. وقال الجيش اليمني في بيان، إن غارات التحالف استهدفت منصة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا في منطقة البِداح، وتجمعاً عسكرياً في قرية المغاربة، بالإضافة إلى موقع عسكري وتعزيزات في قرية بني أحمد. وأشار إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات وتدمير رشاش وعربة قتالية جراء الغارات.
وأسرت القوات البحرية اليمنية، أمس، ثلاثة حوثيين في كمين استهدف قارباً للميليشيات قبالة سواحل محافظة حجة. وذكر المركز الإعلامي التابع للمنطقة العسكرية الخامسة، في بيان، أن قوات التشكيل البحري نصبت كميناً محكماً لقارب حربي على متنه ثلاثة حوثيين، بعد مراقبتهم واستدراجهم، مشيراً إلى أن أحد الحوثيين أصيب خلال الاشتباكات مع وحدة التشكيل البحري التي تمكنت من اعتقال العناصر الثلاثة، قبل أن تقوم بنقل الجريح إلى أحد مستشفيات السعودية لعلاجه.
وقتل مدني يمني وجرح سبعة آخرون، بينهم خمسة أطفال، أمس، في قصف عشوائي لميليشيات الحوثي على حيين سكنيين بمدينتي الحديدة وتعز غرب اليمن. وذكرت مصادر محلية لـ«الاتحاد» أن قذيفة مدفعية، يعتقد أن ميليشيات الحوثي أطلقتها، سقطت على شارع موسى وسط الحديدة، ما أسفر عن مقتل المدني وجرح آخرين وتضرر عدد من المنازل. وأوضحت أن القتيل يدعى عصام عارف الوصابي، ويبلغ من العمر 17 عاماً. وأضافت أن القذيفة سقطت أثناء تجدد الاشتباكات على الأطراف الشمالية الشرقية للحديدة بين القوات المشتركة المدعومة من التحالف والميليشيات التي تتمركز داخل الأحياء السكنية وسط المدينة، وتطلق باستمرار قذائفها المدفعية والصاروخية باتجاه مواقع القوات المشتركة وتجمعات سكنية مجاورة.
وقصفت ميليشيات الحوثي مصنعاً للألبان بمجمع ثابت التجاري شرقي الحديدة. وذكرت مصادر أن الميليشيات شنت قصفاً مدفعياً عنيفاً على المصنع ما أسفر عن تدمير مكائن وآلات المصنع ومقتل أحد العاملين واسمه محمد ناصر ونيس، وهو من أبناء المدينة. وأوضحت أن القصف الحوثي تسبب بتعطيل خطوط الإنتاج في المصنع تماماً، الأمر الذي سيضاعف من التحديات أمام الجهود المبذولة من قبل إدارة المجمع والرامية لإعادة تأهيله وتشغيل خطوط الإنتاج.
وبحسب حقوقيين في الحديدة، فإن ميليشيات الحوثي عقب اتفاق السويد حولت المناطق المحررة، وفي مقدمتها حيس في الحديدة، إلى أهداف مباشرة لأسلحتها وجرائمها، حيث شهدت المدينة منذ ديسمبر 2018 وحتى نهاية متنصف يوليو 2019، مقتل أكثر من 31 مدنياً، بينهم 6 نساء و4 أطفال، في حين بلغ عدد الجرحى والمصابين 93 شخصاً، بينهم 59 امرأة وطفلاً. وأضافوا أن الميليشيات الإرهابية ترتكب جرائم مروعة مع كل هزيمة تتعرض لها من قبل القوات المشتركة في الحديدة، وتسعى من خلال جرائمها واستهدافاتها المباشرة للأحياء السكنية في المدينة إلى قتل ما تبقى من حياة وتعطيل أي جهود لعودة الأسر النازحة.
وفي تعز، قصفت ميليشيات الحوثي حياً سكنياً بمنطقة صالة شرقي المدينة. وأفاد ناشطون ووسائل إعلام محلية بإصابة خمسة أطفال بجروح بالغة جراء القصف الذي استهدف حي الحميراء السكني، وأضافوا أن الحالة الصحية لاثنين من الأطفال الجرحى حرجة جداً. ووصف عدد من الأهالي القصف الحوثي بأنه مجزرة جديدة للميليشيات الانقلابية بحق الطفولة في اليمن. كما قتل جندي يمني إثر هجوم شنه مسلحون مجهولون في حي سكني وسط تعز، فيما نجا قائد الكتيبة الرابعة في لواء المحضار سمير حنش الحوشبي من محاولة اغتيال عقب تفجير عبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية في منطقة صبر جنوب محافظة لحج.

وأضافت صحيفة الاتحاد تحت عنوان: الحوثيون يجندون السجناء إجبارياً للقتال في صفوفهم: الشاب محمد البالغ من العمر 27 عاماً، يقيم في محافظة تعز اليمنية إحدى المناطق الدائر فيها القتال، شاهد على تقدم التحالف العربي لدعم الشرعية على جماعة الحوثي الإرهابية، بينما هو عائد من عمله إلى منزله ليلاً، فوجئ باختطافه داخل سيارة، هول المفاجأة جعله لا يستطيع التركيز لإدراك ما يحدث، فقد تم تعصيب عينيه على الفور، وشعر بوجود أشخاص آخرين جواره، لا يعرف أسباب اختطافه ولا من هم مختطفوه ولا يجد إجابات عن تساؤلاته عما يحدث، خاصةً أنه شخص مسالم ولا يهتم بالوضع السياسي من الأساس.
يواصل محمد وصف ما حدث، لـ «الاتحاد» قائلاً: يوم ونصف وهو على هذه الحال، حتى تم إزالة العصابة من على عينيه، وجد نفسه محاطاً بقوات عسكرية، بعد سؤالهم أخبروه أنه داخل سجن حربي في منطقة «ريف مقبنة»، حيث تم السيطرة على المكان من قبل جماعة الحوثي الإرهابية من قوات علي عبدالله صالح بعد مقتله، وتم تحويله إلى سجن حربي تابع لهم، ويتم من خلاله تجنيد المحبوسين والذين يتم اختطافهم من المدن اليمنية المختلفة، مصير محمد بيده فالجلسات التي يقومون بها كشفت لهم عن عقليته التي ستساعدهم في نشر رؤاهم عبر وسائل الإعلام، والأهم النزول للجبهة والقتال ضد التحالف العربي.
5000 دولار المقابل النقدي الشهري لمحمد مقابل الموافقة على التجنيد في صفوفهم - كما عرضوا عليه- وهو يرى عمليات التعذيب المختلفة أمامه، والموت يتخطف البعض، هددوه بالقتل هو وأسرته، لم يجد بداً من الموافقة على الانضمام إلى الميليشيات الحوثية، ليقضي 6 أشهر كاملة يعيش مع الجماعة الإرهابية ويعمل لصالحهم، يقاتل على الجبهة يومياً، ويرى حملات التعذيب لعناصر من تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابي لإثنائهم عن أفكارهم، ولضمهم تحت رايتهم للاستفادة من قدراتهم العسكرية في القتال، خاصةً مع المواجهات الشديدة التي تسببت في خسارة الحوثي أراضي شاسعة، بالإضافة إلى عدد كبير من العناصر البشرية.
أخيراً، تمكن محمد من الهروب بعد تكليفه بالخروج للقتال على الجبهة في إحدى المرات، ليتصادف حظه مع قصف قوات التحالف العربي للمعسكر الذي كانوا موجودين بداخله، ويتم تفجيره بالكامل، فما كان منه إلا الخروج سريعاً من المكان ويتسلل خارج تعز، محمد يعيش خلال الفترة الأخيرة على المهدئات من عناء ما كابده من جماعة الحوثي، وما تعرض له من أذى نفسي وجسدي، ويتلقى العلاج النفسي خارج البلاد، أملاً في محو الأثر السيئ للفترة التي قضاها هناك.
جريمة حرب
هذه جريمة حرب متكاملة الأركان، هكذا يصف الدكتور وليد فارس، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي، مؤكداً لـ«الاتحاد»، أنها تستلزم معاقبة القائمين عليها من جماعة الحوثي دولياً، مشيراً إلى أن قيامها بتجنيد المحبوسين إجبارياً من داخل السجون، سواء من التنظيمات الإرهابية مثل القاعدة وداعش من جهة أو المدنيين من جهة أخرى هي جريمة حرب، وهذا يؤكد قرب نهاية هذا التنظيم المرتبط بشكل أولي بالعناصر البشرية والتي تمثل العتاد الأول له، على عكس الجيوش النظامية، والتي تمثل فيها المعدات والدعم اللوجستي الأهمية الكبرى أمام العناصر البشرية، والتي تكون بشكل أقل في ميادين القتال للحفاظ عليها، في الوقت الذي تتعامل بالطيران والمعدات الحربية، والتي تساعد بشكل أكبر في ضرب أكبر عدد من العناصر المسلحة من الميلشيات الإرهابية على الأرض، وهو ما تنجح فيه بالفعل قوات تحالف دعم الشرعية والجيش اليمني.
وهنا يتطرق فارس إلى أن دعم قوات الحوثي الإرهابي لا يتوقف عند إيران فقط، وإنما ميليشيات إرهابية مختلفة في المنطقة من مصلحتها عقائدياً وسياسياً استمرار توطين وسيطرة الجماعة الانقلابية في الأراضي اليمنية.
«الاتحاد» تواصلت مع حالات خاضت تجربة الحبس والاحتجاز داخل سجون الحوثي، ومع خبراء ومصادر مقربة من الوضع اليمني، حصلت على معلومات مؤكدة بوجود 97000 معتقل بسجون الحوثي حتى الآن، و132 معتقلة من السيدات، و157 ماتوا تحت التعذيب، بالإضافة إلى حالات جديدة ترفض التجنيد داخل سجون الحوثي يكون مصيرها الموت بعد الاختطاف قسرياً آخرهم 36 شخصاً، بينهم أطباء وأساتذة جامعات تم قتلهم بعد رفض الانصياع والانضمام للجماعة في القتال ضد الشرعية.
كما توصلت «الاتحاد» إلى معلومات مدققة من داخل اليمن ومصادر مطلعة، تؤكد أن قوات ميليشيا الحوثي الإرهابية تكبدت خسائر فادحة في اليمن، مما يدفعها للجوء إلى ضم عناصر من تنظيمي القاعدة وداعش، إلى صفوفها بالإضافة إلى خطف المواطنين من أماكن متفرقة في اليمن.
عمليات التجنيد مستمرة
وكشف عمار زعبل، الناشط اليمني في مجال حقوق الإنسان، والأستاذ في جامعة تعز، لـ«الاتحاد»، أن عمليات التجنيد مستمرة داخل سجون الحوثي، دون أي موقف دولي لإيقاف مثل هذه الممارسات التي تنتهي بالقتل للرافضين من المختفين قسرياً والمختطفين في مختلف أراضي اليمن، مشيراً إلى أن قضية الـ36 الأخيرة كاشفة لما يدور داخل السجون من صناعة للإرهاب.
وأكد أنه خلال الفترة الماضية، أقدمت الميليشيات الحوثية على تنظيم معسكرات مخصصة لتدريب المحبوسين لديها في السجون، كما خصصت عمليات للتدريب في المدارس والجامعات والمستشفيات والمرافق الحكومية، مشيراً إلى أن توفير المقاتلين أصبح الهاجس الأساس للجماعة الانقلابية، حيث يتم استمالة المحبوسين بالإفراج عنهم والإعفاء من مدة الحكم، وتعيينهم في وظائف رسمية مقابل القتال تحت رايتهم أو تنفيذ المهام التي يتم إسنادها إليهم.
التعذيب والقتل للرافضين
وكشف الشاب اليمني محمد، الناجي من جحيم سجون جماعة الحوثي، أن من ضمن أهم الفئات الذين يتم إسناد مهام إليهم داخل السجون، هم المحبوسون في قضايا القتل، حيث تعمد إليهم الميليشيات في تنفيذ عمليات بعينها، خاصة مع رغبتهم في إزاحة الأحكام التي تصل إلى الإعدام، فيتم وضعهم بموقع محدد لتدريبهم على تنفيذ عمليات الاغتيال ضد شخصيات بعينها معارضة للجماعة الإرهابية، مشيراً إلى أن البعض يرفض فيكون مصيره الاستمرار في الحبس مع التعذيب والقتل، وبعضهم يتم ضمهم إلى فرق القناصة.
وأشار مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأميركي، إلى أن أعداد القتلى داخل السجون اليمنية في تزايد مستمر، بسبب رفض الكثير منهم القبول بالتجنيد والعمل تحت راية جماعة الحوثي الإرهابية، وتبين وجود شكاوى للمختفين قسرياً داخل اليمن، وهي أمور تحقق فيها لجان تابعة للأمم المتحدة والمسؤولة عن منع هذا النوع من العمليات المجرمة بمقتضى لائحة حقوق الإنسان الدولية.
جمال محسن المعمري، رئيس منظمة «إرادة» لمناهضة التعذيب والاختفاء القسري حالياً، كان ضمن الذين تم اختطافهم من قبل جماعة الحوثي، أصيب بشلل طرفي بالجهة اليسرى من الجسم، بسبب التعذيب والصعق الكهربائي واحتباس الدم عن الأطراف، يقول: تعرضنا للتعذيب الممنهج والإحراق بالنار والحرمان من النوم والتعليق من اليدين في السقف لمدة تزيد عن 8 ساعات كل يوم.
ووصف لـ«الاتحاد»، ما تقوم به الميليشيات الحوثية بحق المختطفين، بأنه ليس عادياً بل جريمة وانتهاك لحقوق الإنسان وجرائم تطهير عرقي، والغالبية يختطفونهم بتهم باطلة ومختلقة، ومن بين المحققين شخصيات إيرانية، يشرفون على عمليات الاختطاف والإخفاء القسري والحرمان من الاتصالات والزيارات والمكوث لأشهر شبه عراة، إضافة إلى ما يتعرض له السجناء بالضرب بالكابلات الكهربائية، وهنالك من فقدوا أعضاء من أجسادهم بسبب التعذيب، وبصفته رئيساً لمنظمة تواجه الإخفاء القسري يتلقى عشرات البلاغات باختفاء شخصيات تابعة للجيش اليمني ومدنيين من مختلف المناطق.
وأشار المعمري إلى أن المليشيات الحوثية تقوم بالإفراج عن المحبوسين، بمجرد الموافقة على العمل معهم والمشاركة في ميادين القتال ضد قوات التحالف العربي، فيما ينال التعذيب والقتل والإعدامات الشخصيات الرافضة لنفس الأمر، وهناك أسماء معروفة ممنوعة حتى من الاتصالات مثل العقيد يحيى العيزري، قائد كتيبة الحماية في مبنى التلفزيون بصنعاء، وعبدالعزيز الحكمي الذي ما زال من قبل 4 سنوات مشلولاً داخل الأمن السياسي.
غرفة الحرب الإعلامية
لم يكن «محمد» ولا المعمري، صاحبا التجربة القاسية، الوحيدين مع الجماعة الانقلابية، فهناك المئات مثلهم ومنهم إبراهيم 23 عاماً (نحتفظ بالأسماء الكاملة لهم حفاظاً على حياتهم) بنيته الجسدية كانت السبب الأكبر في اقتياده إلى السجن، بعد مشاجرة مع أحد المارة في الشارع، أزمة وصلت بها إلى قسم الشرطة ليزج به في سجون الحوثي، بعد أن فشل في إقناعهم ببراءته.
«تحب تنضم لنا».. أول سؤال تم توجيهه لإبراهيم عند تعرضه لعمليات غسيل المخ الأولى داخل ما يعرف «غرفة الحرب الإعلامية» حسبما عرفها في وقت لاحق، تظاهر بالموافقة على الانضمام إلى الميليشيات الإرهابية، فقاموا بتكليفه بمهمة ليتم التأكد من خلالها من صدق انتمائه لهم، ثم يتم صرف مبلغ مالي كبير لطمأنته في البداية أنه مؤمن من قبلهم مادياً، الأمر الذي سيسري على عائلته أينما كانت.
ويضيف «إبراهيم»، أن جماعة الحوثي الإرهابية قامت، باستخدام السجون الحربية الخاضعة لسيطرتهم في تدريب عدد من السجناء، بعد أن وقعوا تحت الأسر ليقنعوهم بالانضمام إلى صفوفهم، ووضعوا برامج ومواعيد وأماكن للتدريب على مختلف أنواع الأسلحة المستخدمة في القتال على أرض الميدان، حيث تجري التدريبات على فترتين يومياً صباحاً ومساء، وتشرف عليها عناصر من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني، وهي أمور عرفناها مع الوقت، ويتم تصنيف المحبوسين إلى فئات حسب الجرائم المسجلة، وعلى هذا الأساس توكل إلى كل فئة المهام المتوافقة مع سجلاتهم الإجرامية.
في النهاية تمكن «إبراهيم» من الهروب من معسكرات التدريب بعد معاناة 4 أشهر كاملة، تلقى المهام التي يراها طوال عمره أنها خاطئة ولا تتوافق مع تربيته وعقيدته الوطنية، ليهجر صنعاء ويلجأ للمدن المحررة، بعد التخلص من التجنيد تحت راية الحوثي الإرهابية.
أحكام بالإعدام
ولم تقف جرائم الحوثيين فقط عند التعذيب والقتل، بل تختطف الأبرياء، وتصدر ضدهم أحكاماً بالإعدام، كما يؤكد زعبل الناشط في مجال حقوق الإنسان، حيث إن ميليشيا الحوثي اختطفت 36 شخصاً، وأصدرت حكماً بإعدامهم، ومن بينهم أستاذ اللسانيات بجامعة صنعاء الدكتور يوسف البواب، والذي يعد واحداً من أبرز علماء اللغة في اليمن، وله مؤلفات مهمة في مجال تخصصه، لكنه تعرض ورفاقه لمعاملة قاسية وتعذيب وحشي في سجون الميليشيات، التي أخضعتهم لمحاكمات هزلية، وأصدرت بحقهم أحكاماً بالإعدام.
لا للخيانة
وننتقل إلى حالة أخرى صارخة من الانتهاكات الحوثية لحقوق الإنسان في اليمن، يرويها صاحبها عمار، عمره 32 سنة من محافظة لحج، عمل في الجيش اليمني، وتم القبض عليه من الجماعة الإرهابية عقب مقتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، كان برفقته العديد من زملائه في الجيش، اتبعت الميليشيات معه نفس الطريقة غير الإنسانية التي تعامل بها المحبوسين والأسرى، حيث عصبت عينيه لمنعه من التعرف على المحيطين به أو القابضين عليه، ويؤكد أن اللهجة كانت مختلفة عن اليمنية، ما بين شامية وفارسية ويمنية، الجميع حوله يتهامسون إلا أنه لم يستطع التخمين في هذا الوقت، ولم يكن يشغله سوى مصيره فقط.
وعدته الجماعة بإعفائه من القيود والسجن والتعذيب، مقابل الاستفادة من قدراته العسكرية على الجبهة، بالإضافة إلى راتب شهري يقدره بنفسه، وإلا يتم قتله مع الرافضين، فأكد لهم أن الانضمام إليهم خيانة، إلا أن حملات القتل المنظم للأسرى التي رآها أمام عينيه جعلته يرضخ في النهاية، ويتظاهر بالموافقة للنجاة، خاصة مع الإنهاك النفسي الكبير الذي تعرض له خلال فترة الحبس الأولى. كان عمار خلال فترة وجوده مع قوات الحوثي، وفي تنقلاته محاطاً بمجموعة من حزب الله اللبناني وقوات إيرانية، والهرب أمراً ليس بالسهل خاصةً مع محاولات آخرين القيام بالأمر وتم اكتشاف أمرهم وقتلهم فوراً بتهمة الخيانة للميليشيات، إلا أن ذلك لم يثن عزمه بالتخلص منهم في أسرع وقت، وبخبراته العسكرية الكبيرة مع الجيش اليمني، تمكن بالفعل من الهروب، ليصبح ناشطاً في حقوق الإنسان ليدافع عن إخوانه الذين يذوقون الويلات في معسكرات التعذيب والقتل الحوثية.
معاملة السجناء
بجانب الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي الانقلابية، فإنها تخالف المبادئ الأساسية لمعاملة السجناء المعتمدة في ديسمبر 1990، ونشرت بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتنص على أن يعامل كل السجناء بما يلزم من الاحترام لكرامتهم المتأصلة وقيمتهم كبشر، ولا يجوز التمييز بين السجناء على أساس العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين، أو الرأي السياسي أو غير السياسي، أو الأصل القومي أو الاجتماعي، أو الثروة، أو المولد أو أي وضع آخر.
من جهته، علق محمد عسكر، وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية، على تجنيد المحبوسين داخل السجون في المناطق الواقعة تحت احتلال جماعة الحوثي الإرهابية، مشيراً إلى أن الموقف الرسمي اليمني يرمي إلى ضرورة تكثيف الجهود دولياً إلى وقف كافة الممارسات الإرهابية والمخالفة للقانون الدولي من قبل جماعة الحوثي، وداعميها وأبرزهم إيران، مع حالة الخطف والتجنيد القسري الذي تمارسه تحت ضغط ضد أبناء الشعب اليمني، ما يشكل خطراً على المكون الشعبي بشكل عام.
وأضاف أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمبادئ الأساسية في معاملة السجناء يعرض جماعة الحوثي للمحاكمة دولياً، فيما يخص القضية الجديدة المتعلقة بالتجنيد داخل السجون، ضمن عديد الجرائم التي يتم ملاحقة فيها الميليشيات الإرهابية، وممارساتها ضد الشعب اليمني، مشيراً إلى ضرورة وجود تدخل دولي في ما يتعلق بملف السجون خاصةً مع إثبات عمليات التجنيد داخلها، إضافة إلى تجنيد الأطفال واستغلالهم من قبل الحوثيين في جبهات القتال. وأكمل أن إيران وحزب الله اللبناني وميليشيا الحوثي يعانون من النقص الشديد في العناصر البشرية، بالإضافة إلى الهزائم المتتالية على يد قوات الجيش اليمني والتحالف العربي والتي تزداد يوماً بعد يوم، ويحاول بشتى الطرق تعويض هذه الخسائر، عبر تجنيد ما يمكن تجنيده خاصة في المناطق الواقعة تحت احتلاله، أو بعمليات خطف معدة من قبل القوات الإيرانية المدربة في الأنحاء اليمنية المختلفة، لاستخدامهم في عمليات القتال.
جواسيس وسجون سرية
جماعة الحوثي تقوم بالضغط على المحبوسين للانضمام إليها، وتضع جواسيس داخل السجون تابعين لها لضمان الضغط النفسي عليهم -حسب رئيس منظمة «إرادة»- إذ يصل عدد المحبوسين إلى 20 ألف شخص، بين مختطف ومحبوس سراً ومختف قسرياً، يواجهون التعذيب للقبول بالتجنيد تحت راية جماعة الحوثي، التي لم ترحم الأطفال والنساء الذين وصولوا للمئات داخل السجون السرية.
وفي بيان رسمي، قال مكتب حقوق الإنسان في محافظة الجوف، إنه تم اكتشاف ثمانية سجون تستخدمها الميليشيات الانقلابية يتم فيها ممارسة أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي وتفشي القاذورات والأمراض، وتتوزع السجون في سبع مديريات، وهي «المتون» و«المطمة» و«برط» و«الحميدات» و«خراب المراشي» و«الزاهر»، حيث استخدم الحوثيون المدارس والمباني الحكومية الخدمية وحولوها إلى سجون سرية للمعارضين، وهناك العديد من السجون والمعتقلات ما زالت فرق الرصد بصدد البحث عنها وتوثيقها.

وتحت عنوان: تحذير من مخطط حوثي لفرض التجنيد الإجباري، قالت صحيفة الخليج الإماراتية: حذر ناشطون حقوقيون من مخطط بديل، دشنت جماعة الحوثي تنفيذه عقب فشلها في استقطاب مقاتلين جدد باستخدام وسائل الترهيب والترغيب والاختطاف، وممارسة الضغوط على القبائل والأسر المعدمة.
واعتبر سعيد عبد الرحمن الشرجبي العضو المؤسس، رئيس ائتلاف ناشطين ممثلين للعديد من المنظمات والجمعيات الحقوقية والمناهضة للتجنيد القسري، في تصريح ل«لخليج»، أن اعتماد ما تسمى بحكومة الإنقاذ الوطني الانقلابية في صنعاء لمشروع قانون يفرض التجنيد الإلزامي، الذي قدمه يحيى الحوثي، الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة الانقلابية، بصفته وزيراً للتربية والتعليم، يمثل تدشيناً لتنفيذ مخطط لتوفير إمدادات من المقاتلين للانخراط في صفوف الميليشيات والمشاركة في القتال في الجبهات، منوهاً بأن هذا المخطط تم الدفع به في هيئة مشروع قانون لإعادة فرض التجنيد الإلزامي على خريجي الثانوية العامة، عقب فشل جماعة الحوثي في تعويض النقص في المقاتلين، جراء تكبدها خسائر بشريه فادحة في جبهات القتال.

وتحت عنوان: الخلافات تعصف بميليشيا الحوثي في الحديدة، قالت صحيفة البيان: عصفت الخلافات بقادة قوات ميليشيا الحوثي في محافظة الحديدة، الأمر الذي أجبر الميليشيا على استبدال المشرفين العسكريين في الساحل الغربي، في وقت تشهد مديرية باقم هزائم متتالية للميليشيا وسط تقدم كبير ومتواصل لقوات الجيش اليمني. بالتزامن قامت مقاتلات تحالف دعم الشرعية بتدمير تعزيزات حوثية في شرق محافظة صعدة، التي تشهد مواجهات شرسة بين قوات الشرعية وعناصر الحوثي.
ووفق مصادر عسكرية تحدثت لـ«البيان» فإن ميليشيا الحوثي عينت مشرفاً جديداً لقواتها في الحديدة ويدعى أبو عبدالرحيم ووصل إلى مناطق سيطرة الميليشيا، كما تم تعيين مشرف وقائي عام على جبهة الساحل الغربي يدعى أبو مالك الخولاني وقالت إن التعيينات الجديدة أتت بعد الخسائر الكبيرة، التي تلقتها الميليشيا على أثر محاولتها التقدم باتجاه مناطق سيطرة الشرعية في وسط مدينة الحديدة وجنوبها، وانتهت بمصرع عدد من القادة الميدانيين.
وطبقاً لهذه المصادر فإن التعيينات الجديدة أتت بعد مصرع أبو طالب السفياني- مشرف عام جبهة الميليشيا في الساحل الغربي، والمدعو حمزة الغرباني- المشرف الوقائي، وغيره، وآخرهم نجيب الرازحي- مشرف عام الميليشيا بمدينة الحديدة الذي كشفت معلومات عن تصفيته ضمن صراع الأجنحة.
وبالتزامن أفشلت القوات المشتركة محاولتي هجوم لميليشيا الحوثي صوب مدينتي حيس والتحيتا في جنوب بمحافظة الحديدة وكبدتها خسائر في الأرواح والعتاد. وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أن ميليشيا الحوثي جددت قصفت مواقع القوات المشتركة شرق مديرية حيس جنوب الحديدة بقذائف المدفعية.
وأضافت المصادر أن مسلحي الميليشيا استهدفوا مواقع متفرقة للقوات المشتركة ومنازل المواطنين، كما استهدفوا بالمدفعية والصواريخ مناطق متفرقة في مدينة حيس خاصة الأحياء السكنية في المدينة ومواقع القوات المشركة شمال المديرية.
وفي محافظة صعدة دمرت مقاتلات التحالف تعزيزات بشرية للميليشيا في شرق المحافظة، كما دمرت معدات وأسلحة ومنصات لإطلاق الصواريخ في مديرية عبس التابعة لمحافظة حجة.
وذكرت مصادر عسكرية أن مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات بشرية للميليشيا في وادي الغول القريب من مركز مديرية كتاف بمحافظة صعدة؛ حيث لقي جميع العناصر الحوثية مصرعهم، وبالتزامن واصلت قوات الجيش، تقدمها في مديرية باقم شمال المحافظة.
وقال أركان حرب محور علب، قائد اللواء التاسع مشاة، العميد أديب الشهاب إن قوات الجيش الوطني، حررت تبة «نايف» الاستراتيجي، بمديرية باقم، وعدد من المواقع المحيطة بها، عقب مواجهات عنيفة خاضتها مع ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران.
وأكد الشهاب أن عناصر ميليشيا الحوثي، لاذت بالفرار، بعد تكبدها قتلى وجرحى في صفوفها، علاوة على تدمير عدد من الآليات والعربات التابعة لها، ولفت إلى أن استمرار العمليات العسكرية لأبطال الجيش الوطني في مديرية باقم، حتى الوصول إلى مركز المديرية، وتطهيرها من الميليشيا الحوثية.
وفِي محافظة حجة دمرت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، آليات قتالية تابعة لميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية عبس، حيث طالت الغارات منصة لإطلاق صواريخ الكاتيوشا، بالإضافة إلى مقتل عدد من عناصر الميليشيا الانقلابية.
كما استهدفت مقاتلات التحالف تجمعات حوثية، في قرية «المغاربة» الواقعة في غرب منطقة بني حسن في المديرية ذاتها.
إصابة خمسة أطفال
ارتكبت ميليشيا الحوثي الإيرانية، أمس، مجزرة جديدة بمدينة تعز، جميع ضحاياها من الأطفال. وقالت مصادر محلية إن خمسة أطفال أصيبوا، اثنان منهم في حالة خطيرة، إثر قصف الميليشيا لحارة الحميرا، بمديرية صالة شرق المدينة. وتواصل الميليشيا استهداف الأحياء السكنية بقذائف المدفعية، والدبابات من مواقع تمركزها بالحوبان، وتبتي سوفتيل والسلال.
إعدام
دعا وكيل أول محافظة الحديدة، وليد القديمي المنظمات الدولية لحقوق الإنسان إلى التدخل لوقف محاكمة المعتقلين في سجون الحوثي، وآخرها الحكم بالإعدام على الشيخ علي بن علي القوزي أحد مشايخ تهامة، بتهمة التسبب بمقتل صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى السابق لميليشيا الحوثي. وقال، إن ميليشيا الحوثي وجهت اتهامات وأصدرت حكماً بالإعدام على القوزي، أحد مشايخ تهامة بالاعدام بتهمة التعاون مع الحكومة الشرعية.
ميليشيا الحوثي تختطف 7 أطفال
بعد أكثر من 10 أيام على اختفائهم، كشفت معلومات متداولة بين أهالي حيّ سكني بصنعاء - الواقعة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن - مصير 7 أطفال من أبناء الحي السكني بمديرية معين غرب صنعاء.
وتمكّن محمد سرحان، ولىّ أمر أحد الأطفال، من معرفة مصير طفله حينما طمأنه مشرف حوثي تربطه شراكة عملية به، بوجود الطفل البالغ من العمر 13 عاماً، ضمن ما تسميها ميليشيا الحوثي دورات ثقافية.

وتحت عنوان: تقدم هام للجيش اليمني في شرق تعز ومحافظة صعدة، قال موقع سكاي نيوز: حقق الجيش اليمني، تقدما ميدانيا في مديرية ماوية شمال شرقي محافظة تعز، بعد دحره مليشيات الحوثية الإيرانية.
واستعاد الجيش اليمني، أمس السبت،  جبل الشوق، وجبل ذيب، في مديرية ماوية، وعددا من المواقع المحيطة.
وقال مصدر عسكري إن السيطرة على جبل ذيب الذي يطل على منطقة باهر، ستمكن قوات الجيش من التوغل في مواقع تمركز المليشيات الانقلابية بمديرية ماوية، مضيفًا أن الجيش اليمني، استعاد أيضا صلول، والمدينة وحاجر، و شَعنَب وموقعي المصانع، والسرايا، إضافة إلى قطعها لخطوط إمداد المليشيات المتمردة في جبل المشمرر.
وقال قائد اللواء التاسع مشاة، العميد أديب الشهاب: إن قوات الجيش اليمني استعادت تبة نايف الإستراتيجية، بمديرية باقم، وعدد من المواقع المحيطة بها، بعد مواجهات مع مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مبينا أن العمليات العسكرية مستمرة في مديرية باقم، حتى الوصول إلى مركز المديرية، ودحر تلك الميليشيات.

وتحت عنوان: زنازين الموت.. 3600 انتهاك حوثي ضد المختطفين في صنعاء، قال موقع العربية نت: كشف تقرير حقوقي عن ارتكاب ميليشيات الحوثي أكثر من 3600 انتهاك ضد المختطفين في سجونها بالعاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرتها.
وجاء ذلك في تقرير بعنوان "زنازين الموت"، أطلقه مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة صنعاء، خلال فعالية أقيمت، السبت، بمدينة مأرب شرق اليمن.
‏وكشف التقرير ‏عن ارتكاب ميليشيات الحوثي 3602 انتهاك ضد المختطفين في سجونها منذ يناير/كانون الثاني 2018 وحتى 25 يوليو /تموز الجاري، مشيرا إلى وجود 124 سجنا تابعا للحوثيين في أمانة العاصمة، منها بيوت معارضين استولت عليها الميليشيات.
وتوزعت هذه السجون، وفقاً للتقرير، على 78 سجنا رسميا و5 مواقع عسكرية و12مرفقا تعليميا ومرفقين صحيين، ومعلم سياحي، و10 بيوت معارضين استولت عليها المليشيات منذ الانقلاب في 21 سبتمبر/أيلول 2014، و5 مقرات حوثية، و3 سجون تستخدمها للنساء، و6 مساجد ومدارس تحفيظ وناديين رياضيين.
وتنوعت الانتهاكات التي رصدها التقرير بين اختطافات وإخفاء قسري وحالات تعذيب ووفاة تحت التعذيب.
ورصد التقرير وفاة 24 مختطفا تحت التعذيب، و2221 حالة اختطاف، موضحا أن حالات الاختطاف توزعت على 2000 من الرجال، و164 امرأة، و35 طفلا، و22 من كبار السن.
وأشار التقرير إلى وقوع 334 حالة إخفاء قسري، و918 حالة تعذيب داخل سجون الميليشيات، في حين بلغت المحاكمات غير القانونية تجاه المختطفين من قبل الميليشيات 105 محاكمات.
وطالب التقرير، المجتمع الدولي والهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان بسرعة التدخل العاجل لإنقاذ حياة 30 مختطفا قررت الميليشيات إعدامهم في محاكمات سياسية هزلية.

وتحت عنوان: اتهامات للحوثيين بنهب المساعدات في صنعاء وريمة، قالت صحيفة الشرق الأوسط: أفادت مصادر يمنية حكومية بأن الميليشيات الحوثية في صنعاء وريمة قامت بنهب المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي وقامت بإحراق بعضها الآخر، كما اتهمت الجماعة بالاستمرار في عرقلة عملية توزيع المعونات على الفئات المستحقة.
وبحسب مصادر إنسانية في صنعاء تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أقدمت العناصر الحوثية في إحدى نقاط التفتيش التابعة للجماعة في ضواحي العاصمة صنعاء على مصادرة شاحنة تحمل نحو 187 كيسا (عبوة 50 كلغم) من البقوليات وقامت بالاستيلاء عليها.
وبينما أكدت المصادر أن المواد الإنسانية التي استولت عليها الجماعة كانت في طريقها إلى التوزيع على المستفيدين، زعمت الميليشيات أن أجهزتها الأمنية أوقفت الشاحنة التي تتبع إحدى المنظمات الدولية وصادرت حمولتها في مديرية جحانة التابعة لمحافظة صنعاء تحت مزاعم أن المساعدات منتهية الصلاحية.
في غضون ذلك، أكدت مصادر عاملة في مجال الإغاثة الإنسانية في محافظة ريمة أن عناصر الميليشيات الحوثية اقتحموا مستودعا لبرنامج الأغذية العالمي وقاموا بالاستيلاء على كميات من المساعدات الإنسانية وإحراق عدد من الأطنان الأخرى تحت مزاعم أنها تعرضت للتلف.
وفي الوقت الذي اعترفت فيه الجماعة الحوثية بإتلاف نحو 17 طنا من القمح الأممي في محافظة ريمة، أدانت الحكومة الشرعية هذا السلوك واتهمت الميليشيات بنهب المساعدات وإعاقة توزيعها على المستفيدين.
وجاء الاستنكار الحكومي في بيان رسمي أصدرته اللجنة العليا اليمنية أكد قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بإحراق كميات من القمح المقدم عن طريق برنامج الأغذية العالمي لعدد من المستحقين بمحافظة ريمة.
وقالت اللجنة اليمنية في البيان إن «الميليشيات الانقلابية قامت بمنع برنامج الأغذية العالمي من توزيع المساعدات في بعض المناطق بمحافظة ريمة، مما أدى إلى تعرض 14.8 طن متري من القمح التابع للبرنامج إلى التلف بالإضافة إلى قيام مشرفين حوثيين في المحافظة باقتحام أحد المستودعات التابعة للبرنامج وإحراق كمية من المساعدات».
وجددت اللجنة اليمنية للإغاثة مطالبتها لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومنسقة الشؤون الإنسانية لدى اليمن ليز غراندي، بالتدخل العاجل والتحقيق في هذه الحوادث ورفع التقارير السريعة والعاجلة إلى مجلس الأمن.
وشدد البيان الحكومي على ضرورة قيام المجتمع الدولي باتخاذ مواقف جادة وحازمة تحد من الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها الميليشيات الانقلابية بحق العملية الإغاثية، معتبراً أن الانتهاكات جريمة جسيمة وفقاً للقوانين الدولية والإنسانية.
وأكد بيان اللجنة أهمية اتخاذ التدابير لضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها والحيلولة دون تعرضها للنهب من قبل الميليشيات.
من جهتها، زعمت الميليشيات الحوثية أنها أتلفت 17 طنا من مادة الدقيق منتهية الصلاحية، كانت ضبطتها بمخازن خاصة بالمنظمات الدولية في محافظة ريمة، وأنها قامت بعملية الإتلاف بشكل رسمي، في الوقت الذي هددت بأنها ستشن المزيد من حملات التفتيش على المخازن والمستودعات الأممية تحت ذريعة البحث عن المواد الإنسانية التالفة.
ويؤكد ناشطون في مجال الإغاثة أن الميليشيات الحوثية عادة ما تعيق أو تمنع أو تؤخر عملية توزيع المساعدات الإنسانية في مناطق سيطرتها عدة أشهر ما يعرض كثيرا من هذه المساعدات للتلف الكلي أو الجزئي.
ويتهم الناشطون اليمنيون الجماعة الموالية لإيران بأنها تفتعل خلق العراقيل أمام نشاط المنظمات الإنسانية لجهة الاستحواذ على المساعدات أو توجيه توزيعها على العناصر الموالين للجماعة أو تحويلها إلى منظمات حوثية من أجل تسخيرها للمجهود الحربي أو شراء الولاءات القبلية.
ويرجح المراقبون اليمنيون أن تسهم هذه الحوادث والانتهاكات التي تقوم بها الجماعة في زيادة التوتر والخلاف مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وبخاصة بعد أن كان البرنامج أوقف عمله في صنعاء الشهر الماضي لعدم رضوخ للجماعة لآلية بصمة العين وإعداد قاعدة بيانات تحد من عملية الفساد الحوثي في سرقة المساعدات.
وكان المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيزلي كشف عن وجود اتفاق مبدئي مع الجماعة الحوثية خلال اجتماع مجلس الأمن الأخير حول اليمن، دون أن يذكر مزيدا عن تفاصيل الاتفاق الذي لم ير النور بعد.
وكان برنامج الأغذية العالمي أعلن في 21 من الشهر الماضي، بدء تعليق جزئي لعمليات المساعدات الغذائية في المناطق اليمنية الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية وقال في بيان إنه «تم اتخاذ هذا القرار كتدبير أخير بعدما توقفت مفاوضات مطولة كانت تجري حول اتفاق لإدخال ضوابط تساعد في وصول الغذاء إلى بعض من أضعف الناس في اليمن بدلا من تحويله عنهم لأغراض أخرى».
وفي مؤتمر صحافي في جنيف، قال المتحدث باسم البرنامج إيرفيه فيروسيل، إن الأولوية ما زالت إطعام أكثر الأطفال والنساء والرجال جوعا في اليمن: «ولكن كما هو الحال في أي منطقة صراع، يسعى بعض الأفراد إلى الربح عن طريق الإضرار بطعام الضعيف وتحويله بعيدا عن المكان الذي تشتد الحاجة إليه».
وأوضح البرنامج أنه يسعى إلى موافقة الحوثيين لإدخال نظام تسجيل بيومتري من شأنه أن يمنع تحويل الغذاء وحماية الأسر اليمنية التي يساعدها البرنامج، مما يضمن وصول الأغذية إلى من هم في أمس الحاجة إليها.
وأكد فيروسيل أن البرنامج الأممي مستعد لاستئناف المساعدات فور الوصول إلى اتفاق، مع إشارته إلى أن العمليات تتعرض للتهديد وإلى أن مسؤولية البرنامج تجاه من يساعدهم قد قوضت. وقال إن البرنامج ناشد مرارا الحوثيين لمنحه المساحة والحرية للعمل وفق مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلال التشغيلي، الذي يوجه عمل البرنامج في 83 دولة حول العالم.
ويقول البرنامج إنه قدم خلال الأشهر الأخيرة مساعدات غذائية لأكثر من 10 ملايين شخص في حين يسعى لإطعام 12 مليون شخص من أضعف الناس ممن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، يقع 9 ملايين منهم في مناطق يسيطر عليها الحوثيون.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستولي فيها الجماعة الحوثية على المساعدات الأممية أو تتسبب في إتلافها، فقد سبق أن استهدفت بالقصف مطاحن البحر الأحمر حيث مخزون القمح الأممي؛ مما أدى إلى تلف نحو 20 في المائة من المخزون.
وإلى جانب التضييق على مرور المساعدات واحتجاز الشحنات بين المحافظات لأسابيع طويلة، كان سلوك الميليشيات دفع كثيرا من المنظمات الدولية إلى التهديد بالتوقف عن العمل في مناطق سيطرة الجماعة.
وكان مدير برنامج الأغذية العالمي اتهم صراحة الميليشيات الحوثية بأنها تسرق الطعام من أفواه الجوعى، فيما تقول الجماعة إنها لن تسمح بأي أنشطة إنسانية للمنظمات الدولية دون أن تكون تحت سمعها وبصرها وبتصريح سابق منها.

شارك