"السلام الحائر" بين مرواغات طالبان ومحاولات أفغانستان
الأحد 28/يوليو/2019 - 01:17 م
طباعة
أميرة الشريف
مع المحاولات التي تقوم بها أفغانستان لوقف الحرب المستمرة من قبل حركة طالبان وإحياء السلام وعودة الاستقرار في البلاد، أعلن مسؤول كبير في حركة طالبان، اليوم الأحد 28 يوليو 2019، أن الحركة لن تعقد محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية ورفضت بيانا من وزير بارز عن خطط عقد مثل هذا الاجتماع خلال الأسبوعين المقبلين.
واعتادت حركة طالبان علي المراوغة في إنهاء الصراع الدائر منذ سنوات، كما تماطل في أى مفاوضات مع الحكومة الأفغانية من أجل تحقيق السلام وإنهاء الحرب التي طال أمدها، ولم يشهد القتال في البلاد أي تهدئة رغم تلك الجهود.
وتشهد أفغانستان منذ سنوات صراعا بين حركة طالبان والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولايات المتحدة ، أدت إلي سقوط ألاف الضحايا من المدنيين.
وقال عبد السلام رحيمي وزير الدولة الأفغاني لشؤون السلام، إنه من المأمول إجراء محادثات مباشرة مع طالبان خلال الأسبوعين المقبلين في دولة أوروبية لم يحددها، مشيراً إلى أن الحكومة سترسل وفداً مؤلفاً من 15 فرداً لذلك الاجتماع، لكن سهيل شاهين وهو متحدث باسم المكتب السياسي لطالبان في قطر نفى ذلك، وقال إن المحادثات مع الحكومة لن تنعقد إلا بعد إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن سحب قواتها، مضيفًا: المحادثات الأفغانية – الأفغانية لن تبدأ إلا بعد إعلان انسحاب القوات الأجنبية.
وقال المبعوث الأمريكي الخاص للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد بعد تصريحات رحيمي إن المحادثات بين طالبان والحكومة ستجرى بعد أن ”تبرم (الولايات المتحدة) اتفاقها الخاص مع طالبان.
وعقد خليل زاد عدداً من جولات المحادثات مع مسؤولين من ”طالبان“ في قطر منذ أواخر العام الماضي وتركزت على مطلب طالبان المتعلق بانسحاب القوات الأمريكية والأجنبية ومطلب الولايات المتحدة بأن تقدم طالبان ضمانات بعدم استخدام أراضي البلاد كقاعدة للإرهاب.
وهناك أيضا قضيتان رئيسيتان في عملية السلام وهما وقف إطلاق النار وإجراء محادثات بين الأطراف الأفغانية لكن طالبان رفضت إجراء محادثات مع حكومة الرئيس أشرف غني التي تصفها بأنها دمية للولايات المتحدة.
وأثار ذلك مخاوف في أفغانستان من احتمال إبرام الولايات المتحدة اتفاقا يسمح لها بالانسحاب من الحرب الدائرة منذ 18 عاما تاركة الحكومة الأفغانية تخوض المعركة منفردة. وعقد خليل زاد في الأيام الماضية اجتماعات مع غني وقادة من المعارضة ودبلوماسيين وشخصيات من المجتمع المدني في كابول قبل أن يتوجه لقطر لحضور الجولة المقبلة من المحادثات مع طالبان.
وقال مصدران مطلعان على المحادثات إن من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة وطالبان بتوقيع مذكرة تفاهم هذا الأسبوع لتعزيز خطة لانسحاب القوات الأجنبية والحصول على تعهد من طالبان بمنع المتشددين من العمل انطلاقا من الأراضي الأفغانية.
وقال خليل زاد على تويتر إن المفاوضات الأفغانية-الأفغانية ستجرى بعد أن تضع الولايات المتحدة اللمسات النهائية على اتفاقاتها. وأضاف أن المفاوضات ستجرى بين طالبان و“فريق تفاوض وطني شامل وفعال مؤلف من مسؤولين حكوميين وممثلين عن الأحزاب السياسية الرئيسية والمجتمع المدني ونساء“.
وهناك نحو 20 ألف جندي أجنبي، أغلبهم أمريكيون، في أفغانستان في إطار مهمة لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة لتدريب ومساعدة القوات الأفغانية وتقديم المشورة لها بينما تنفذ بعض القوات الأمريكية عمليات لمكافحة الإرهاب.
ووفق تقارير إعلامية، تعقد واشنطن محادثات مع طالبان لإيجاد مخرج لانخراطها في أفغانستان منذ 17 عاما، ولم يتضح موعد لقاء خليل زاد مجددا مع المسلحين، الذين يسيطرون على نحو نصف البلاد أو لهم نفوذ واسع فيه.
وكانت، رفضت طالبان التفاوض مع ممثلي الحكومة، إلا أنها قالت إنها على استعداد للتفاوض مع أي جهة أفغانية، حتى لو كانوا مسؤولين حكوميين، لكن بصفتهم مواطنين أفغان عاديين وليس كممثلين للحكومة. وكانت محاولة سابقة لإجراء محادثات أفغانية فشلت بعدما لم يتم الاتفاق على المشاركين فيها.
ويري محللون أن تأجيل المحادثات يدل على الطريق الصعب أمام السلام، وأن الفوضى بشأن المؤتمر وعدم التمكن من عقده، يدل الى أي حد الطريق صعب وطويل من أجل تحقيق عملية المصالحة.
وما زالت إمارة الإرهاب، تلعب دورا رئيسيا في إيواء إسلاميين، بمن فيهم جهاديون يحرضون على العنف، سواءً كانوا من قادة الإخوان، أو عبر سفارة غير رسمية لحركة طالبان الأفغانية.
كانت ذكرت تقارير إعلامية، أن قطر استضافت عدة مرات اجتماعات سرية بالدوحة، بين قيادات طالبان، ومسؤولين من الولايات المتحدة الأمريكية، لبحث إمكانية إنهاء الصراع في أفغانستان.
ويسعي تنظيم الحمدين من خلال هذه اللقاءات إلى تحقيق رغبة طالبان في إجراء محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة، رغم رفض واشنطن ذلك من قبل، باعتبارها حركة غير رسمية ولا شرعية، في محاولة من الدوحة للتقرب إلى الإدارة الأمريكية؛ تمهيدا لعودة الحركة الإرهابية لرأس السلطة في أفغانستان مرة أخرى.
وفي 2013 احتضنت قطر محادثات في الدوحة بين الحركة والحكومة الأفغانية، وتضمنت هذه المحادثات إطلاق سراح جندي أمريكي مقابل الإفراج عن عشرات الأسرى من طالبان، وهو ما تم بالفعل عام 2014، تحت ضغوط تنظيم الحمدين.
ويعد الدور القطري المشبوه في القضية الأفغانية، ما هو إلا سعي تنظيم الحمدين لعودة "الدولة الإسلامية الأفغانية"، التي أسست من قبل على يد حركة طالبان عام 1996 وسقطت بعد 6 سنوات في سبتمبر 2001 على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر حركة "طالبان" من أكبر الحركات الإسلامية التي حكمت أجزاء كبيرة من أفغانستان مطلع سبتمبر 1996، وقد أعلن الملا عمر منذ سيطرته على مساحات واسعة من أفغانستان، تأسيس إمارة إسلامية في أفغانستان.
ونشأت حركة "طالبان" في ولاية قندهار الواقعة جنوب غرب أفغانستان على الحدود مع باكستان عام 1994م.
وقال الملا عمر زعيم أول إمارة إسلامية في أفغانستان والذي قتل في 23 أبريل 2013، أنذاك، إنه استهدف من إعلان أفغانستان إمارة إسلامية هو القضاء على مظاهر الفساد الأخلاقي، وإعادة أجواء الأمن والاستقرار إلى أفغانستان، وساعده على ذلك طلبة المدارس الدينية الذين بايعوه أميرا لهم عام 1994م.