رغم اقتصادها المنهار.. تركيا تمول ميليشيات طرابلس بـ"اليورو"
الأحد 28/يوليو/2019 - 03:18 م
طباعة
أميرة الشريف
في الوقت الذي تعاني تركيا من أزمة اقتصادية طاحنة قد تطيح بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتهدد مستقبله، فإن الأخير ما زال يدعم الميليشيات المسيطرة على العاصمة الليبية طرابلس بالأسلحة، وهو الأمر المثير للدهشة، كيف تعاني تركيا من أزمة اقتصادية في حين أنها تمول حكومة الوفاق الليبية بالمال والسلاح، وهو الأمر الذي كشفه الصحفي الأمريكي المختص بالشأن الليبي جيمس ويلر تساءل في تغريدة له على موقع تويتر صباح اليوم الأحد 28 يوليو 2019، قائلاً على الرغم من أن أردوغان مؤيد متحمس للإخوان المسلمين ولحكومة الوفاق، إلا أن الاقتصاد التركي في ورطة… من يدفع ثمن الأسلحة التي ترسلها تركيا إلى ليبيا في انتهاك لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة؟.
وكشف ويلر في التغريدة نفسها أن أثمان هذه المعدات العسكرية تدفع بالعملة الصعبة عبر المؤسسة الوطنية للنفط والمصرف المركزي الليبي.
وكان تم توقيع عدد من الاتفاقات الأمنية والعسكرية بين تركيا وحكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج، وذلك في إطار المحاولات التي تقوم بها أنقرة لإيجاد موطئ قدم لها في دول الساحل والصحراء في أفريقيا.
ويعتبر دعم تركيا للإرهاب في ظل احتضانها لأبرز قيادات جماعة الإخوان الليبية والجماعة الليبية المقاتلة تنظيم القاعدة الإرهابي وعدد من المنتمين إلى مجالس شورى بنغازي ودرنة وأجدابيا، وهي العناصر المتورطة في قتال الجيش الوطني الليبي، والتي تروج للخطاب المتشدد.
ووفقًا لمصادر ليبية، فإن ميزانية الحرب التي وافق عليها المجلس الرئاسي وخصصت أزيد من ملياري دينار ليبي لدعم الميليشيات وصرف مكافآت مالية لها، لضمان قتالها ضد قوات الجيش الوطني الليبي التي أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية في 4 أبريل الماضي لتحرير العاصمة طرابلس، تضمنت، في شق سري منها، تخصيص مبالغ أخرى لسداد مدفوعات الأسلحة التركية.
ويعتبر مصنع الطائرات المسيرة درون، المسماة بيرقدار، مملوك لعائلة صهر الرئيس أردوغان، كما يقول الصحفي الأمريكي ويلر، وبالتالي فالمصلحة في استمرار دعم المليشيات ليست تضامنية مع المتشددين الإسلاميين فحسب، ولا مالية فقط، بل مصلحة عائلية أيضًا، فضلاً عما يحصل عليه السماسرة من الأموال الليبية.
ويري مراقبون إن تركيا تسعى إلى توسيع نفوذها في دول شمال أفريقيا، وتسعى لإيجاد موطئ قدم لها في دول الساحل والصحراء في القارة السمراء، وهو ما يقلق القيادة العامة للجيش الليبي بسبب دعم أنقرة لتشكيلات مسلحة تنشر أفكاراً متشددة في المجتمعات بغرض تحقيق مكاسب سياسية.
وسعت تركيا إلى محاولة تدريب الميليشيات المسلحة، وتشكيل كيان مسلح مواز للجيش الليبي، وذلك خلال جولة وزير الدفاع التركي ورئيس الأركان إلى ليبيا خلال العام الجاري، وذلك في إطار جولته الأفريقية التي حرص خلالها على زيارة عدد من الدول التي تتطلع أنقرة لبسط نفوذ لها فيها.
وفي وقت سابق، كشف الجيش الليبي عن تهريب عشرات الطائرات من دون طيار التركية إلى ميليشيات مسلحة داعمة لحكومة الوفاق الوطني في طرابلس، وتمكنت الدفاعات الأرضية للجيش الليبي من إسقاط طائرات من دون طيار في جنوب البلاد، وعدد آخر في محاور طرابلس.
ويرى مراقبون أن انتهاك تركيا لحظر التسليح المفروض على ليبيا يضعها في موضع المساءلة بسبب انتهاكات للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة، فضلاً عن تورطها في إرسال مقاتلين وفنيين أتراك إلى محاور طرابلس لدعم حكومة الوفاق الوطني ضد قوات الجيش الليبي.
وتقدمت قوات الجيش الوطني الليبي بجميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس، رغم محاولات الطيران التركي الداعم لقوات حكومة الوفاق، عرقله تقدمه نحو أهدافه، بحسب بيان للجيش الذى أكد أيضا أن وحداته المسلحة سيطرت على مواقع جديدة بعد اشتباكات عنيفة بدأت فجر الجمعة الماضية، حيث تمكنت وحدات اللواء 73 مشاة، والكتيبة 127 مشاة، من تضييق الخناق على تمركزات قوات حكومة الوفاق خلف معسكر النقلية وبالقرب من طريق الأصفاح التابع لبلدية قصر بن غشير، ورغم أن الطيران التركي المسير وفر غطاء جويا لميليشيا طرابلس، فشل هذا في منع تقدم الجيش لتحرير العاصمة طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.
وتعد العاصمة طرابلس هي آخر معقل لتنظيم الإخوان في ليبيا، مما يعني نهاية هيمنتهم على القرار السياسي والمالي في ليبيا، سينتهي فور تحريرها.