"من يتصدى للمشروع الإيراني في اليمن؟": متابعات الصحف العربية والأجنبية
الإثنين 29/يوليو/2019 - 11:47 ص
طباعة
إعداد: فاطمة عبدالغني
تقدم بوابة الحركات الاسلامية أبرز ما جاء في الصحف ووكالات الأنباء العربية والعالمية بخصوص الأزمة اليمنية، ومشاورات السويد، والدعم الإيراني للحوثين، بكافة أشكال التناول الصحفي (أخبار – تعليقات – متابعات – تحليلات – آراء) اليوم الاثنين 29 يوليو 2019.
تحت عنوان: الحكومة اليمنية: الانقلابيون ينتهجون استراتيجية إيرانية لإطالة أمد الحرب، قالت صحيفة الاتحاد الإماراتية: أكد وزير حقوق الإنسان اليمني محمد عسكر أن خروج اليمن من دوامة الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار وحماية حقوق الإنسان، مرتبط بتنفيذ مرجعيات الحل السياسي المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات الشرعية الدولية وأهمها قرار مجلس الأمن رقم 2216. وحذر في كلمة أمام المؤتمر الإقليمي العربي الثالث حول حماية وتعزيز حقوق الإنسان في القاهرة من أن التفريط باليمن ستكون له عواقب وخيمة على الاستقرار والملاحة البحرية والأمن الإقليمي والدولي. وقال: «اليمن ومنذ أربعة أعوام يواجه التحديات المؤثرة على الأمن القومي العربي، ورغم الأزمات الإنسانية والاقتصادية لا يزال يقاوم بكل شرائحه، أخطر عصابة متمردة على النظام والقانون، استولت على سلاح الدولة مستفيدة من عناصرها المزروعة في الجيش وبتخطيط ودعم عسكري واستخباري من إيران، الهادفة إلى زرع كيان طائفي وعنصري دخيل على ثقافة المجتمع اليمني لاستخدامه في مواجهة خصومها الدوليين وتوسيع نفوذها غير المشروع في المنطقة».
وطالب المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية التعامل بجدية مع الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات الانقلابية بحق المدنيين. وأشار إلى أن السلوك المدمر للحوثيين في القتل والسحل والتمثيل بالجثث وتدمير منازل الخصوم وتهجير السكان يعبر عن بشاعتهم وحقدهم على الشعب. لافتا أيضا إلى قيام الميليشيات بتجميع آلاف الأطفال بشكل إجباري في مخيمات صيفية من أجل نشر ثقافة الكراهية والطائفية والتعبئة من أجل الموت. وأكد حرص الحكومة على السلام الدائم والعادل والشامل المرتكز على المرجعيات الثلاث، وقال إن الميليشيات ترفض كل الحلول أو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه من تفاهمات في السويد، وتنتهج الاستراتيجية الإيرانية في إطالة أمد المشاورات غير مكترثة لأي أزمات إنسانية ولا تملك أي قرار لإيقاف الحرب أو توقيع السلام كونها تعمل في إطار مشاريع غير وطنية تخدم أجندات خارجية. من جهته، حذر وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني من خطورة قرار ميليشيات الحوثي باعتماد الخدمة الإلزامية التدريسية لخريجي الثانوية العامة والجامعات في مناطق سيطرتها. وقال في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية إن القرار خطوة خطيرة في مخطط تجريف العملية التعليمية وتسريح الكادر التعليمي واستبداله بكوادر غير مؤهلة ليكون الناتج هو جيل من الأميين والجهلة الذين يسهل السيطرة والتأثير عليهم. وأشار إلى أن الطلاب يتعرضون لأكبر عملية غسل للعقول ومسخ وتجريف للهوية عبر استغلال المدارس والمعاهد والجامعات ومنابر المساجد في محاولة لخلق واقع جديد في مناطق سيطرة الميليشيات، فيما يستمر الصمت الدولي على هذه الممارسات التي تهتك النسيج الاجتماعي والتعايش بين اليمنيين. ودعا كافة المدرسين والطلاب لعدم التعامل مع هذه القرارات كونها صادرة عن سلطة غير شرعية انقلابية. كما وجه الدعوة إلى الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن بالضغط على الميليشيات للنأي بالعملية التعليمية عن الصراع والتوظيف السياسي، والتدخل لوقف هذه الممارسات التي تؤكد عدم جديتها في السلام ومضيها في التصعيد.
وتحت عنوان: الشرعية تفشل هجوماً حوثياً غرب التحيتا، قالت صحيفة البيان: أحبطت قوات الشرعية هجوماً حوثياً غرب التحيتا، وكبّدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفيما نفى التحالف العربي استهداف الميليشيا الإيرانية لمطار نجران، شدّدت عمليات تحرير الساحل الغربي، على أن السلام يظل الخيار الأول، وأن الحوثيين سينفّذون اتفاق الحديدة مرغمين.
وتصدّت القوات المشتركة لهجوم واسع شنّته ميليشيا الحوثي على المواقع العسكرية، التي تتمركز فيها القوات غرب مديرية التحيتا، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وقالت مصادر عسكرية، إن الميليشيا المتمركزة على تخوم مديرية التحيتا هاجمت المواقع، وأطلقت قذائف المدفعية الثقيلة، إلا أن القوات المشتركة تصدت للهجوم، وكبدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد. على صعيد متصل، أطلقت الميليشيا قذائف آر. بي. جي من مناطق تمركزها، على مواقع القوات المشتركة جنوب التحيتا، إذ سقطت المقذوفات بالقرب من المواقع دون وقوع خسائر.
ووفق مصادر مطلعة، فقد أطلقت الميليشيا الأعيرة النارية من مختلف أنواع الأسلحة الرشاشة، نحو مواقع متفرقة للقوات المشتركة شرق التحيتا، بعد ساعات على قصف مواقع القوات المشتركة في المدينة ذاتها، عشية دفعها بتعزيزات كبيرة إلى تخوم المدينة الواقعة جنوبي الحديدة. إحباط محاولة
في الأثناء، أكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أنّ التحالف العربي أحبط محاولة حوثية لاستهداف مدينة نجران السعودية. وقال المالكي، إن قوات التحالف أسقطت طائرة مسيرة لميليشيا الحوثي حاولت استهداف نجران. وأضاف: «التحالف العربي يتعامل بحزم مع المواقع التي تنطلق منها الطائرات المسيرة التابعة لميليشيا الحوثي».
وأكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية، أنه لا صحة لما نشرته ميليشيا الحوثي عن استهداف مطار نجران، وأنها محاولات زائفة للحوثي لرفع الروح المعنوية لمقاتليها، بينما في الحقيقة، لا توجد أي انتصارات للميليشيا الحوثية. واستنكر المالكي، العمليات الحوثية الممنهجة لاستهداف المطارات المدنية، مؤكّداً أنّ التحالف يسعى للقضاء على الإرهاب الذي تمارسه الميليشيا، والتي تمارس عمليات القتل خارج إطار القانون.
بقاء قوات
بدوره، أكد الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، أنّ خيار القوات المشتركة الأول كان وسيبقى هو السلام، وستظل الأيدي ممدودة للسلام، مشيراً إلى أنه ومتى ما صدقت نوايا الميليشيا بإنهاء الانقلاب والانخراط في العملية السياسة وفقاً للمرجعيات الثلاث، فستكون الحكومة اليمنية، ومن خلفها كل القوى السياسية ضامنة وشريكة في السلام في يمن يسع للجميع.
وتعهّد الدبيش ببقاء القوات المشتركة على تخوم وعتبات ميناء الحديدة الذي لا يبعد عنها سوى ثلاثة كيلو مترات، ولن تنطلي عليها أكاذيب وخداع ميليشيا الحوثي، مشيراً إلى أن القوات المشتركة تواقة لاستكمال تحرير ما تبقى من مدينة الحديدة، وتطهيرها من عملاء إيران. وشدّد الدبيش على أنه وبمجرد إعلان فشل تنفيذ الاتفاق استوكهولم، ستكون القوات على رصيف ميناء الحديدة وموانئها الاستراتيجية.
بين خيارين
وأوضح الناطق باسم عمليات الساحل الغربي، أن أمام ميليشيا الحوثي آخر فرصة إما التنفيذ وفق مفهوم العمليات بالمرحلة الأولى، والانسحاب بسلام، وإما التنفيذ بالقوة، مشيراً إلى أن الخيارين باتا متاحين، ولا مفر للحوثيين إما سلاماً وإما إجبارياً، ولفت إلى أن الميليشيا تتخذ الاتفاق تكتيكاً في محاولة لشراء الوقت عبر أسلوب المراوغة.
وقال الدبيش، إن ضغوطاً كبيرة للغاية مورست على إيران، ما جعل الميليشيا تنفذ بنود اتفاق المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، مضيفاً: «منذ سريان الهدنة، نفذت الميليشيا أكثر من 7600 خرقاً منها أكثر من 2800 هجوم واسع النطاق في محاور عدة، وباءت كلها بالفشل، وتكبدت خلالها الميليشيا مئات القتلى بينهم قيادات في الصف الأول». وأشار الدبيش إلى أن الميليشيا لا تهتم بالمعاناة الإنسانية، بل تستخدم الوقت في الحشد والتسليح.
وتحت عنوان: ميليشيا الحوثي تخنق منظمات الإغاثة وتواصل نهب المساعدات، قال موقع العربية نت: تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية نهب المساعدات الإنسانية المقدمة من برنامج الأغذية العالمي وحرق بعضها وعرقلة توزيعها على مستحقيها.
وكشفت مصادر محلية لـصحيفة "الشرق الأوسط" أن عناصر حوثية صادرت شاحنة تحمل كمية من المساعدات الغذائية المقدمة من إحدى المنظمات الإنسانية كانت في طريقها إلى مديرية جحانة بمحافظة صنعاء تحت مبرر أن المساعدات منتهية الصلاحية.
وفي محافظة ريمة أكدت مصادر عاملة في مجال الإغاثة الإنسانية أن عناصر من ميليشيات الحوثي اقتحموا مستودعا تابعا لبرنامج الأغذية العالمي واستولوا على كميات من المواد الغذائية وقاموا بحرق بعضها تحت مبرر تلفها.
اللجنة العليا اليمنية للإغاثة جددت مطالبتها لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومنسقة الشؤون الإنسانية لدى اليمن ليز غراندي، بالتدخل العاجل والتحقيق في هذه الحوادث واتخاذ التدابير لضمان إيصال المساعدات إلى مستحقيها والحيلولة دون تعرضها للنهب.
واتهم ناشطون في مجال الإغاثة ميليشيات الحوثي بعرقلة نشاط المنظمات الإنسانية والاستحواذ على المساعدات لتوزيعها على عناصرها أو تسخيرها لمجهودها الحربي وهذه ليست المرة الأولى التي تستولي فيها الميليشيات على مساعدات دولية أو تتسبب في إتلافها، فقد سبق أن استهدفت مطاحن البحر الأحمر ما أدى إلى تلف نحو 20 في المائة من مخزون القمح في مخازنها.
برنامج الأغذية العالمي كان اتهم صراحة الميليشيات بأنها تسرق الطعام من أفواه الجوعى، فيما تقول الجماعة إنها لن تسمح بأي أنشطة إنسانية للمنظمات الدولية دون أن تكون تحت سمعها وبصرها وبتصريح سابق منها.
وتحت عنوان: المالكي: لا صحة لاستهداف ميليشيات الحوثي لمطار نجران، قال موقع سكاي نيوز: أكد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي، أن التحالف العربي أحبط محاولة حوثية لاستهداف مدينة نجران السعودية.
وقال المالكي في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، إن قوات التحالف أسقطت طائرة مسيرة لميليشيات الحوثي حاولت استهداف نجران.
وأضاف أن: "التحالف العربي يتعامل بحزم مع المواقع التي تنطلق منها الطائرات المسيرة التابعة لميليشيات الحوثي".
وأكد المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية، أنه لا صحة لما نشرته ميليشيات الحوثي عن استهداف مطار نجران، وأنها محاولات "زائفة" للحوثي لرفع الروح المعنوية لمقاتليها، بينما في الحقيقة، لا توجد أي انتصارات للميليشيات الحوثية.
واستنكر المالكي العمليات الممنهجة من الحوثي لاستهداف المطارات المدنية، مؤكدا أن التحالف يسعى للقضاء على الإرهاب الذي تمارسه ميليشيات الحوثي والتي تمارس عمليات القتل خارج إطار القانون.
وتحت عنوان: يمنيون يجوبون شوارع صنعاء بحثاً عن أبنائهم المختطفين، قالت صحيفة الشرق الأوسط: «لم أعد أقوى على الوقوف أو الحركة من شدة البكاء، ولم أعد قادرة على سماع مزيد من التطمينات غير المجدية ممن حولي، فقط أُريد أن أرى فلذة كبدي أمامي على قيد الحياة». بهذه العبارة اختصرت أم سليمان قصة حزن عميق ومعاناة مرت بها منذ أسبوع من اختفاء ابنها سليمان البالغ من العمر 20 عاماً بصورة غامضة من إحدى حارات صنعاء.
أم سليمان التي تسكن وعائلتها في حي كبير بصنعاء تؤكد اختفاء ابنها «قبل أسبوع، حين خرج سليمان من المنزل في الصباح ليحضر عرس أحد أصدقائه في الحارة المجاورة لحارتنا، وحتى اليوم لم يعد ابني إلى المنزل ولا نعرف إلى أين ذهب، بحثنا عنه في كل مكان لدى أهلنا ومعارفنا وفي منازل أصدقائه»، تقول أم سليمان: «حتى المراكز الصيفية التي كان والده يتوقع أنه قد انضم إلى أحدها، لكن ذلك كله باء بالفشل ولم نعرف له أي مصير أو أثر».
حال أم سليمان لا يختلف كثيراً عن عشرات وإن لم تكن مئات الأمهات اللاتي فجعن مرات عدة باختطاف الميليشيات الحوثية لأبنائها، حيث قدرت آخر إحصائية رسمية كشف عنها وزير حقوق الإنسان اليمني الدكتور محمد عسكر، عن خطف وتجنيد الجماعة الحوثية منذ انقلابها لأكثر من 30 ألف طفل واستخدامهم كوقود في معاركها القتالية.
والد سليمان، ناله أيضاً نصيب من المعاناة جراء فقدان ابنه، فقد أكد في حديثه مع «الشرق الأوسط» أنه عانى وما زال يعاني مرتين، الأولى باختفاء سليمان، والثانية باستمرار تخييم أجواء الحزن والقهر على زوجته وبناته وبقية أفراد عائلته.
ويسرد الأب المكلوم بعضاً من التفاصيل التي قال إنها تقف وراء اختفاء نجله قائلاً: «بعد عملية بحث متواصلة استغرقت أسبوعاً وصلنا فيها لمرحلة اليأس، اقترح علي أحد الأصدقاء بالذهاب لسؤال بعض مشرفي الحوثي في حارتنا والحارات المجاورة عن مصير ابني المختطف».
وأشار إلى تأكيد المشرف الحوثي في الحارة التي يقطنها بعد إلحاحه الطويل واستجدائه له وتدخل وساطات، بأن ابنه سليمان موجود وقد ذهب في دورة ثقافية مع الجماعة.
وتابع والد سليمان: «أحسست وكأني فقدت الوعي عند سماعي ذلك الخبر من المشرف الحوثي وما زاد قهري أنه وبكل بجاحة يقول اطمئن... ابنك بخير، ولم يذهب للدورة الثقافية بمفرده بل رفقة عدد من أبناء الحارة!!»، يتابع والد سليمان: «فوق كل هذا الإجرام والعبث والاستهتار واللامبالاة بحياة ومصير أطفالنا وبمشاعرنا كأهل؛ لم يفصح المشرق الحوثي لي عن مكان وجود ابني ولا متى سيعود ولا أي بسيطة معلومات عنه».
وتابع: «الأمر الذ أقلقني كثيراً وزاد من خوفي أن الكثير ممن أعرفهم أكدوا لي أنه حال انتهاء ابني من الدورة الثقافية الحوثية قد يزج به في أي جبهة قتالية لتطبيق ما تلقاه وتعلمه في الدورة الطائفية وربما يعود بعدها إليكم حياً أو جثة هامدة».
وتساءل «أبو سليمان»: «لمن أشكو مشكلتي وقهري وحزن عائلتي.؟ وماذا أقول لأهلي عندما أعود إليهم.؟ خصوصاً أن هذه العصابة تقف اليوم على رأس السلطة، فمن سينصفنا من جرائمها وجبروتها وعبثها؟»
مع ارتفاع وتيرة اختطاف وتجنيد الميليشيات للأطفال بمناطق سيطرتها وإلحاقهم بدورات طائفية وتدريبهم على السلاح في ممارسة واضحة لأبشع صور انتهاك قوانين حماية الطفل والأعراف والاتفاقيات الدولية. يؤكد أحد الناشطين بصنعاء، والمتابع لهذه القضية، ارتفاع ظاهرة اختطاف الأطفال بالعاصمة صنعاء خلال الآونة الأخيرة.
ويقول الناشط بشبكات التواصل الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، إنه لا يمر يوم إلا ويقرأ من 1 إلى 4 إعلانات عن اختفاء أطفال من أحياء متفرقة في صنعاء.
ويشير إلى أن أعمار غالبية الأطفال الذي يتم نشر إعلانات اختفائهم في مجموعات عبر التطبيق الشهير للمراسلات «واتساب» التي يشترك فيها، تتراوح ما بين 15 و25 عاماً. وهي الشريحة التي قال إن الميليشيات تسعى لاستهدافها لسهولة غسل أدمغتها بأفكارها المتطرفة.
وبحسب ما ذكره الناشط، تمثل مناطق: (السنينة، ومذبح، وشملان، والقاع، وصنعاء القديمة، وشميلة، وغيرها) أحياء سكنية رئيسية بصنعاء تُكثف فيها الميليشيات من جرائم اختطاف الأطفال والزج بهم دون معرفة أسرهم في جبهات القتال.
وكشف الناشط عن أن قرابة 6 أطفال جرى الإعلام عن خطفهم في غضون أسبوعين ماضيين من أحياء مذبح والسنينة. في حين أكدت وسائل إعلام محلية أن منطقة معين التي تدخل حارة السنينة في نطاقها سجلت بأواخر فبراير (شباط) الماضي اختفاء أكثر من 200 طفل بصورة غامضة.
واعتبر الناشط الحقوقي أن الوضع أصبح في غاية الخطورة نتيجة التنامي الكبير لهذه الظاهرة. وقال: «نحن بحاجة اليوم لعمل ميداني مجتمعي وإعداد إحصائية شاملة بعدد الأطفال المخطوفين فقط في أحياء وحارات العاصمة صنعاء».
وعلى الصعيد ذاته، يتحدث سكان في صنعاء عن استخدام الميليشيات الانقلابية طرقاً وأساليب جديدة لمضاعفة أعداد مقاتليها من فئتي الأطفال والشباب.
وأشار السكان الذي تحدثوا مع «الشرق الأوسط» مع تفضيل عدم الإشارة إلى أسمائهم، إلى استخدام الميليشيات شباباً ينتمون إليها سلالياً لاستدراج أعداد كبيرة من الأطفال والشباب في أحياء متفرقة من صنعاء ومناطق سيطرتها بهدف مصادقتهم أولاً ثم إغوائهم وإقناعهم بأساليب كيدية مختلفة للانضمام لصفوفها وتنفيذ كل أوامر قياداتها وتوجهاتها.
مقابل الجرائم التي ترتكبها الميليشيات في حق الطفولة وما تنتج عنه من تخوف الكثير من اليمنيين على حياة ومستقبل أبنائهم، اضطر (ع.أ.م)، من سكان صنعاء، لنقل ابنه صادق (19 عاماً)، للعيش لدى أقارب له في الأردن بعد أن أحاط به شباب حوثيون في الحارة وتحولوا إلى أصدقاء مقربين منه، ويجتمعون معه باستمرار متبادلين إرسال «الزوامل»، وهي أغانٍ حماسية تحرض بعضها على القتال، وسماع خطب ومحاضرات طائفية.
وقبل نحو شهر من كتابة التقرير، باعت أم مصطفى وهي من سكان مدينة إب، هي الأخرى كل ما لديها من حلي لإرسال ولدها للعمل مع خاله في مطعم شعبي بمحافظة حضرموت.
وفي تعليقه على الموضوع، يقول ناشط يمني في صنعاء إن من واجب الأهالي حماية أبنائهم، خصوصاً صغار السن من أي مخاطر قد تواجههم.
ويضيف: «إنه من الطبيعي أن يحمي كل ولي أمر أو رب الأسرة أطفاله من السموم التي تبثها الجماعة، خصوصاً أنها لا تكتفي بتلقينهم أفكاراً وثقافات مغلوطة بل تحولهم مع الأيام إلى وقود لاستمرار حروبها العبثية.
ويشير إلى أن السبب الرئيسي الذي يقف وراء إقدام الميليشيات على اختطاف الأطفال، هو تحويلهم إلى وقود في ميادين القتال. وقال: «إن الميليشيات ما زالت تبذل قصارى جهدها في خطف أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب لغسل عقولهم وتحويلهم مستقبلاً إلى قنابل موقوتة».
واعتبر أن هذا الأمر جعل من حوادث اختفاء الأطفال حدثاً مألوفاً، خصوصاً في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة الميليشيات الحوثية.
وعلى مدى أربع سنوات من الانقلاب الحوثي قُتل المئات من الأطفال الذين جندتهم الجماعة بعد خطفهم وإلحاقهم بدورات ثقافية، وزجت بهم في جبهات قتالية. كما وقع المئات منهم في الأسر، في حين لا تزال مراكز إعادة تأهيل الأطفال المجندين بمناطق الشرعية تضم الكثير من أولئك الأطفال الذين وقعوا ضحية الميليشيات الإيرانية التي يجب على تحالف دعم الشرعية والحكومة اليمنية الإسراع باتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي هذه الكارثة المستقبلية.
وتتمنى الأسر اليمنية التي اختطفت الميليشيات أبناءها، وضع حد لمعاناتها وأحزانها. وطالبت في الوقت نفسه بسرعة الكشف عن مصير أبنائها وإعادتهم إليها ومحاسبة المجرمين الذين يقفون وراء عملية اختطافهم.
وحملت بعض تلك الأسر الميليشيات الحوثية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة أطفالها المختفين. وتساءلت: «ما الذي تريده الجماعة من أطفالنا ألم يكفيها ما نواجهه اليوم من أزمات وجوع وفقر وأمراض وأوبئة بسبب انقلابها، ومع هذا كله تحاول أن تسرق منا فلذات أكبادنا».
وناشدت كافة المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والدولية المعنية بحقوق الطفل التدخل الفوري لوقف جرائم الميليشيات في الأطفال والطفولة في اليمن.