تصاعد الخروقات الحوثية للهدنة الأممية واستمرار الانتهاكات بحق المدنيين في اليمن
الإثنين 29/يوليو/2019 - 01:46 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
بعد أيام فقط من اتفاق اللجنة الثلاثية التي ترأسها الولايات المتحدة على آلية لتعزيز وقف إطلاق النار، عاودت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران قصف المصانع التجارية في الحديدية.
فوفقًا لصور وثقفتها عدسة الإعلام العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي، أظهرت استهداف المتمردين الحوثيين لمجمع إخوان ثابت الصناعي والتجاري بقصف مدفعي أسفر عن تدمير مصنع الألبان ومقتل أحد العاملين فيه.
من ناحية أخرى أفاد مصدر في المجمع بأن الميليشيات الحوثية قصفت مصنع الألبان بأربع قذائف مخلفة دمار واسع في المكان والأليات فيما قتل عامل يدعى محمد ناصر ونيس من أبناء الحديدة.
كما أكد المصدر أن القصف عطل خطوط الإنتاج في المصنع تمامًا، الأمر الذي سيضاعف من التحديات أمام الجهود المبذولة من قبل إدارة المجمع لإعادة تأهيله وتشغيل خطوط الإنتاج.
وبحسب المصادر تمكنت مدفعية القوى المشتركة من تدمير مربط مدفعية هاون تابع لميليشيا الحوثي على سطح منشأة تجارية عندما كانت تطلق القذائف على مصنع الألبان التابع لمجمع إخوان ثابت.
وقالت مصادر عسكرية القوات المشتركة صدت محاولة تسلل للمليشيات الانقلابية بمحافظة الحديدة، عند خطوط التماس، كما اندلعت مواجهات عنيفة عقب صد محاولة التسلل، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين. وأكدت المصادر أن شارع الخمسين شهد في ساعات الليل (السبت/الأحد) مواجهات عنيفة، بعد أن حاول مسلحو الحوثي اختراق الدفاعات للقوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي، عند خطوط التماس.
وفي السياق خلف انفجار مخزن أسلحة تابع لمليشيا الحوثي وسط حي سكني بمدينة الحديدة قتيلاً و6 جرحى على الأقل من المدنيين، إذن هو تصعيد عسكري حوثي يحصد ضحايا مدنيين من النساء والأطفال بشكل يومي فيما يستمر القصف العنيف والاستهداف بكثافة على مختلف المحاور والجبهات داخل مدينة الحديدة وجنوبها في حيس والتحيتا والدريهمي.
وبحسب تقارير صحفية فرغم الهدنة المعلنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين وفق اتفاق السويد في منتصف ديسمبر الماضي، إلا أن الحوثيين يواصلون خرق الهدنة ويستهدفون بين فترة وأخرى مواقع المشتركة والمناطق الاهلة بالسكان مخلفة عشرات القتلى والجرحى.
وعلى صعيد متصل، أحبطت قوات الشرعية أمس الأحد محاولة تسلل لعناصر مليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة صعدة. وتمكنت قوات الشرعية من إحباط عملية تسلل العناصر باتجاه شرق مديرية باقم شمال المحافظة. وأسفرت المواجهات عن مصرع وجرح عدد من عناصر المليشيات الانقلابية، وإجبار من تبقى منهم على الفرار والتراجع.
كما شنت مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية أمس الأحد، عدة غارات جوية عنيفة على مواقع مليشيا الحوثي في مديرية قعطبة شمالي محافظة الضالع جنوبي البلاد. واستهدفت مقاتلات التحالف بغارتين جويتين تجمعا للمليشيا الانقلابية، في منطقة سليم غربي مديرية قعطبة. وأسفرت الغارتين عن سقوط قتلى وجرحى حوثيين، بالإضافة إلى تدمير عربة ( BMB) تابعة لهم. وفي السياق استهدفت مقاتلات التحالف بعدة غارات مواقع المليشيا في منطقة الزبيريات غربي المديرية ذاتها، مما أدى مصرع وجرح عدد من عناصر المليشيا، وتدمير سلاح عيار 23، وعربة تابعة لهم.
هذا كما أحبطت قوات الشرعية هجوماً حوثياً غرب التحيتا، وكبّدت الميليشيا خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، وفيما نفى التحالف العربي استهداف الميليشيا الإيرانية لمطار نجران، شدّدت عمليات تحرير الساحل الغربي، على أن السلام يظل الخيار الأول، وأن الحوثيين سينفّذون اتفاق الحديدة مرغمين.
وتصدّت القوات المشتركة لهجوم واسع شنّته ميليشيا الحوثي على المواقع العسكرية، التي تتمركز فيها القوات غرب مديرية التحيتا، استخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وأكد الناطق باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي، أنه لا صحة لما نشرته ميليشيا الحوثي عن استهداف مطار نجران، وأنها محاولات زائفة للحوثي لرفع الروح المعنوية لمقاتليها، بينما في الحقيقة، لا توجد أي انتصارات للميليشيا الحوثية. واستنكر المالكي، العمليات الحوثية الممنهجة لاستهداف المطارات المدنية، مؤكّداً أنّ التحالف يسعى للقضاء على الإرهاب الذي تمارسه الميليشيا، والتي تمارس عمليات القتل خارج إطار القانون.
وبدوره، أكد الناطق باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، أنّ خيار القوات المشتركة الأول كان وسيبقى هو السلام، وستظل الأيدي ممدودة للسلام، مشيراً إلى أنه ومتى ما صدقت نوايا الميليشيا بإنهاء الانقلاب والانخراط في العملية السياسة وفقاً للمرجعيات الثلاث، فستكون الحكومة اليمنية، ومن خلفها كل القوى السياسية ضامنة وشريكة في السلام في يمن يسع للجميع.
وتعهّد الدبيش ببقاء القوات المشتركة على تخوم وعتبات ميناء الحديدة الذي لا يبعد عنها سوى ثلاثة كيلو مترات، ولن تنطلي عليها أكاذيب وخداع ميليشيا الحوثي، مشيراً إلى أن القوات المشتركة تواقة لاستكمال تحرير ما تبقى من مدينة الحديدة، وتطهيرها من عملاء إيران. وشدّد الدبيش على أنه وبمجرد إعلان فشل تنفيذ الاتفاق استوكهولم، ستكون القوات على رصيف ميناء الحديدة وموانئها الاستراتيجية.
وأوضح الناطق باسم عمليات الساحل الغربي، أن أمام ميليشيا الحوثي آخر فرصة إما التنفيذ وفق مفهوم العمليات بالمرحلة الأولى، والانسحاب بسلام، وإما التنفيذ بالقوة، مشيراً إلى أن الخيارين باتا متاحين، ولا مفر للحوثيين إما سلاماً وإما إجبارياً، ولفت إلى أن الميليشيا تتخذ الاتفاق تكتيكاً في محاولة لشراء الوقت عبر أسلوب المراوغة.
وأضاف الدبيش، إن ضغوطاً كبيرة للغاية مورست على إيران، ما جعل الميليشيا تنفذ بنود اتفاق المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار، مضيفاً: "منذ سريان الهدنة، نفذت الميليشيا أكثر من 7600 خرقاً منها أكثر من 2800 هجوم واسع النطاق في محاور عدة، وباءت كلها بالفشل، وتكبدت خلالها الميليشيا مئات القتلى بينهم قيادات في الصف الأول". وأشار الدبيش إلى أن الميليشيا لا تهتم بالمعاناة الإنسانية، بل تستخدم الوقت في الحشد والتسليح.