رغم محاولات التفاوض من أجل السلام.. مزيد من القتلى في أفغانستان

الأربعاء 31/يوليو/2019 - 04:58 م
طباعة  رغم محاولات التفاوض حسام الحداد
 
قُتل 22 مسلحا من حركة طالبان فيما أصيب 14 آخرون خلال غارات جوية منفصلة شنتها القوات الأفغانية والأمريكية على إقليم غزنى الأفغانى.
وقال الفيلق (ثاندر 203) التابع للجيش الأفغانى - فى بيان نقلته وكالة أنباء "خامة برس" الأفغانية اليوم الأربعاء، إن القوات الجوية الأفغانية شنت غارات جوية على منطقة يادوزاى والطريق السريع بمنطقة عاب باند بالاقليم، مضيفا أن الغارات الجوية الأفغانية أسفرت عن مقتل 18 مسلحا تابعا لطالبان وإصابة 5 آخرين بجروح.
كما جاء بالبيان أن الغارات الجوية أسفرت - أيضا - عن تدمير رشاش من طراز (دوشكا) وخمس دراجات نارية تابعة لمسلحى طالبان.
وفى الوقت ذاته، شنت القوات الأمريكية غارة جوية على منطقتى (بالا) و(بايين) بمنطقة (خوجاني)؛ مما أسفر عن مقتل 4 مسلحين وإصابة 9 آخرين.
وفي نفس الوقت قُتل عشرات الركاب، غالبيتهم من النساء والأطفال، في غرب أفغانستان، بانفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق لدى مرور حافلتهم، بحسب ما أعلن مسؤولان أفغانيان.
وأعلنت السلطات أن الانفجار وقع قرابة الساعة 06:00 صباحًا غداة إدانة بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان سقوط مدنيين بين قتلى وجرحى بوتيرة "صادمة"، في وقت تستعد البلاد لانتخابات رئاسية.
وقال المتحدث باسم إدارة ولاية فرح مهيب الله مهيب إن "قنبلة لطالبان انفجرت لدى مرور حافلة ركاب كانت تقوم برحلة على الطريق السريع بين قندهار وهرات". تابع أن المعلومات تفيد بـ"مقتل 28 شخصًا على الأقل وجرح عشرة آخرين"، مؤكدًا أن كافة الضحايا من المدنيين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية صديق صديقي إن حصيلة الانفجار الذي حمّل طالبان مسؤوليته قد بلغت 34 قتيلًا و17 جريحًا. ولم يصدر من حركة طالبان أي تبنٍّ للاعتداء.
وكانت الحركة التي أطاحها الغزو الأميركي في عام 2001 من السلطة في أفغانستان قد قطعت خلال هذا الشهر تعهّدًا فضفاضًا بالحد من عدد الضحايا المدنيين. ولطالما دفع المدنيون الأفغان الثمن الأكبر في الحرب المستمرة منذ نحو 18 عامًا بعد غزو الولايات المتحدة للبلاد.
والثلاثاء أصدرت الأمم المتحدة تقريرًا يفيد بأن 1366 مدنيا قد قتلوا وبأن 2446 آخرين قد جرحوا في الأشهر الستة الأولى من العام 2019، مشيرة في الوقت نفسه إلى تراجع نسبته 27 بالمئة مقارنة مع الأشهر الستة الأولى من العام 2018. ونحو ثلث الضحايا المدنيين هم من الأطفال.
وكان 2018 العام الذي شهد مقتل أكبر عدد من المدنيين الأفغان بسقوط 3804 قتلى بينهم 900 طفل، و7189 جريحا. وأعلنت الأمم المتحدة أن القوات الأميركية وتلك الموالية للحكومة الأفغانية تسببت بمقتل عدد أكبر من المدنيين مقارنة مع طالبان وغيرها من الجماعات المتمرّدة، وذلك للفصل الثاني على التوالي. ووصفت الجهود المبذولة للحد من أعمال العنف بأنها "غير كافية".
يتوقّع أن تتصاعد وتيرة أعمال العنف مع انطلاق الحملات الانتخابية استعدادا للاستحقاق الرئاسي المقرر في 28 سبتمبر. والأحد، في اليوم الأول من الحملة الانتخابية، قُتل 20 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وأصيب 50 آخرون بجروح عندما استهدف انتحاري ومسلحون مكتب المرشح لمنصب نائب الرئيس أمر الله صالح.
ويعتقد البعض أن الانتخابات لن تجري، وسط تساؤلات حول جدوى إجراء أفغانستان انتخابات مفصلية في خضم انخراط الولايات المتحدة وطالبان منذ أشهر في مفاوضات سعيًا إلى التوصل إلى اتفاق سلام.
والإثنين أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الرئيس دونالد ترمب يريد البدء في سحب القوات الأميركية من أفغانستان قبل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر 2020. لكن بومبيو عاد وشدد الثلاثاء على عدم وجود "موعد نهائي" للانسحاب.
إلا أن تصميم واشنطن على التوصل إلى سلام مع طالبان وسحب قواتها من أفغانستان قد أثار الكثير من الهواجس لدى الأفغان إزاء احتمال عودة الحركة إلى الحكم بطريقة أو بأخرى.

شارك