تفجيرات عدن.. تحالف قوى الشر الإرهابي لاستهداف استقرار اليمن
الجمعة 02/أغسطس/2019 - 12:48 م
طباعة
فاطمة عبدالغني
استفاقت مدينة عدن اليمنية، أمس الخميس 1 أغسطس على عمليتين إرهابيتين، الأولى نفذت بسيارة مفخخة واستهدفت مركز شرطة شيخ عثمان، حيث انفجرت سيارة ملغومة قبالة مركز للشرطة بحي عمر المختار في مديرية الشيخ عثمان وسط عدن.
وقالت مصادر أمنية في المدينة إن سيارة مفخخة انفجرت أثناء تجمع العشرات من رجال الأمن في الطابور الصباحي بمركز شرطة الشيخ عثمان، موضحةً أن الانفجار كان عنيفاً وأدى لمقتل وإصابة أكثر من 28 جندياً، كما تسبب الانفجار بسقوط مدنيين وتدمير سيارات أمنية وأضرار مادية لحقت بالمبنى، حيث شوهدت أعمدة النيران والدخان تتصاعد منه بعيد الهجوم.
أما الانفجار الثانية نُفذ بصاروخ باليستي استهدف معسكر الجلاء التابع لقوت الحزام الأمني في مديرية البريقة غربي المدينة.
وقالت مصادر عسكرية في عدن إن صاروخاً استهدف حفل تخريج الدفعة الحادية عشرة لقوات الصاعقة بمعسكر الجلاء، مشيرين إلى أن الصاروخ سقط خلف المنصة الرئيسية ما أدى لمقتل نحو 40 على الأقل من الجنود وإصابة عشرات آخرين.
كما أعلنت ذات المصادر مقتل قائد اللواء الأول دعم وإسناد منير اليافعي المعروف بأبو اليمامة في القصف الصاروخي الذي استهدف معسكر الجلاء بعدن، ويعد اللواء اليافعي أحد أبرز القيادات العسكرية التي خاضت معارك عنيفة ضد الميليشيات الحوثية خلال تحرير مدينة عدن منتصف العام 2015، وقاد حملات عسكرية عديدة ضد تنظيمي القاعدة وداعش في عدن ولحج وأبين.
وبحسب تقارير صحفية حمل الهجوم المفخخ على مركز شرطة الشيخ عثمان بصمات أذرع قطر الإرهابية في اليمن كالقاعدة وداعش، وجاء عقب تهديدات أطلقها تنظيم الإخوان الإرهابي بإحراق مدينة عدن.
كما يأتي هذا في الوقت الذي تبنت فيه ميليشيات الحوثي الذراع الإيرانية في اليمن مسئولية قصف معسكر الجلاء بالبريقة بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة.
وقد استهدفت العمليات قوات الحزام الأمني التي لعبت الدور الأبرز في مكافحة الإرهاب ومواجهة مسلحي القاعدة وداعش في محافظات عدن ولحج وأبين، وتتعرض تلك القوة الضاربة لحملة إعلامية شرسة تدار من قطر وتركيا والضاحية الجنوبية لبيروت وطهران.
وفي هذا الإطار أكدت وزارة الداخلية اليمنية أنها لن تتوانى في تأدية مهام عملها في حفظ الأمن والاستقرار وملاحقة العناصر الإرهابية وخلاياها وكل من يحاول إثارة الفوضى واستهداف قوات الأمن، مشيرةً إلى أن الهجومين يثبتان بأن ميليشيات الحوثي وغيرها من الجماعات الإرهابية تتقاسم الأدوار وتكمل بعضها بعضاً في حربها ضد الشعب اليمني وسعيها لضرب الاستقرار والأمن، مؤكدةً أنها لن تفرط في تضحيات الشهداء في عدن وسائر مدن اليمن، وأنها ماضية في طريق استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب بكافة الوسائل والأدوات.
وفي السياق، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، "إن العناصر المارقة والغادرة التي تحاول زعزعة أمن واستقرار المناطق الأمنية، وسفك دماء الأبرياء، لن تنجو مطلقاً من أفعالها المشينة".
وأضاف هادي في برقية عزاء بعثها إلى قائد شرطة مديرية الشيخ عثمان عدن وأهالي وذوي الضحايا "يد العدالة ستطال تلك العناصر لتنال عقابها وجزاءها الرادع بما اقترفته بحق المجتمع"، وحث هادي قيادات مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية على رفع درجة اليقظة والجاهزية الأمنية لمواجهة ورصد تلك الأعمال التي وصفها بالأعمال «المشينة» للميليشيات الحوثية وقوى التطرف والإرهاب المساندة والحليفة لها.
وبدوره اتهم رئيس الحكومة اليمنية معين عبدالملك ميليشيات الحوثي بـ"التصعيد ولجوئها إلى الأعمال الإرهابية بالتزامن مع التحركات الدولية والأممية للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب"، مشيراً إلى أن ذلك يعطي مؤشراً واضحاً على رفضها الصريح لجهود السلام، والمضي قدماً في تنفيذ أجندة داعميها لتخفيف الضغط والعزلة الدولية التي يواجهها النظام الإيراني.
بينما قال الخبير العسكري اليمني العميد جميل المعمري، أن ما حدث يؤكد أن هناك ارتباط كبير بين عناصر الإرهاب القاعدة وداعش في عدن، وبين ميليشيات الحوثيين التي تبنت العملية العسكرية التي استهدفت معسكر الجلاء.
وأضاف، أن هناك عناصر يتم تدريبها على التفخيخ وزراعة وصناعة العبوات الناسفة تتواجد حاليًا في عدن وتقوم بهذه التفجيرات، ولها ارتباط كبير بالحوثيين ويديرهم أبو علي الحاكم القيادي المعروف للميلشيات الحوثية.
وقال النقيب محمد النقيب، المتحدث باسم المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، إن تزامن الهجومين الإرهابيين يؤكد وجود تنسيق كبير بين الحوثيين والجماعات الإرهابية على تنفيذ أعمال إجرامية لتهديد أمن واستقرار البلد .
وأضاف: "الحوثيون والقاعدة وداعش هي أذرع لجسد واحد هو إيران"، مؤكداً أن النظام الإيراني وأدواته يسعى جاهداً لإضعاف المناطق المحررة في جنوب وشرق البلاد من خلال إثارة القلاقل والإضرابات أو عبر الهجمات الإرهابية سواء بصواريخ باليستية أو طائرات مسيرة ملغومة أو سيارات مفخخة.
ومن جانبه، أوضح مدير أمن لحج العميد صالح السيد، أن الهجومين الإرهابيين متكاملان في الأدوار التخريبية بين ميليشيات الحوثي وعناصر القاعدة وداعش بهدف ضرب أمن واستقرار المدينة المحررة.
وأشار إلى أن الحادثين الإجراميين لن يثنيا القوات الأمنية والعسكرية عن القيام بأدوارهما في استكمال وإنهاء الانقلاب الحوثي، واستئصال شأفة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار.
وفي السياق، قال المحلل السياسي ماجد الحميري "إن العمليات الإرهابية في عدن دليل حقيقي على خطر الميليشيات الحوثية وتنظيمات القاعدة وداعش على اليمن والمنطقة العربية، مشيراً إلى أن هناك رعاية إيرانية قطرية من أجل توحيد الأنشطة التخريبية والإرهابية ضد المناطق المحررة، وإفشال تطبيع الأوضاع وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن بشكل عام.
وبدوره أكد الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد يحيى أبو حاتم، أن هجمات عدن عرت بما لا يدع مجالاً للشك أن ميليشيات الحوثي ترفض كل المساعي الدولية لإحلال السلام، ولديها ضوء أخضر من إيران بالتصعيد بمساندة بعض الأيادي التي تريد العبث بأمن واستقرار المنطقة، موضحاً أن العمليتين المتزامنتين تؤكدان أن هناك تنسيقاً عالياً على مستوى القيادات العليا بين الميليشيات والتنظيمات الإرهابية.
وأضاف العقيد أبو حاتم أن هجمات عدن رسالة واضحة للحكومة والتحالف العربي والعالم بأن الميليشيات لن تنصاع لأية قرارات دولية، ولن تنفذ أي اتفاقات المبرمة من قبلها وآخرها اتفاق السويد، لافتاً إلى أن الحكومة والتحالف مطالبان اليوم بشكل كبير بالضغط أكثر في مختلف الجبهات باتجاه العاصمة صنعاء، وتحرير مدينة الحديدة التي بات يشكل بقاؤها تحت سيطرة الانقلابيين خطراً كبيراً على المناطق المحررة كون الميليشيات الحوثية تستغل المدينة من أجل استيراد الإرهاب عبر الصواريخ الباليستية أو الطائرات المسيرة والمفخخة القادمة من إيران، والتي تهاجم اليوم المناطق المحررة والمدن السعودية