طرد "القاعدة" من معسكر "المحفد" يفضح مثلث الإرهاب في اليمن

السبت 03/أغسطس/2019 - 01:39 م
طباعة طرد القاعدة من معسكر فاطمة عبدالغني
 
لم تدم نشوة السيطرة طويلاً، حيث استعادت قوات الحزام الأمني في مديرية المحفد بمحافظة أبين أمس الجمعة 2 أغسطس السيطرة على معسكر تابع لها بعد ساعات من تعرضه لهجوم من مسلحي تنظيم القاعدة.
وجاءت عملية استعادة معسكر المحفد بعد قدوم تعزيزات من أبين لدعم قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الشبوانية، حيث تمكنت من طرد التنظيم الإرهابي من المعسكر الذي اضطرت قوات الحزام الأمني للانسحاب منه.
وقالت مصادر أمنية يمنية إن اشتباكات عنيفة دارت بين الطرفين انتهت بطرد مسلحي تنظيم القاعدة من المعسكر وإجبارهم على الفرار نحو الجبال.
وعقب ذلك قامت قوات التدخل السريع بقيادة العميد علي عوض المحوري قائد قوات التدخل السريع في المنطقة الوسطى بملاحقة فلول القاعدة في أطراف المديرية. وتمكنت قوات التدخل السريع من أسر أحد عناصر تنظيم القاعدة بعد الاشتباك معه ومحاصرته في منزل على أطراف المحفد، فيما أصيب أحد أفراد قوات التدخل السريع خلال الاشتباكات. 
وأكد العميد علي عوض المحوري ان قوات التدخل السريع والحزام الأمني سيبقيان صمام أمان لكافة مدن ومديريات محافظة ابين من هجمات تنظيم القاعدة الإرهابي. 
واشار الى ان هجمات تنظيم القاعدة تزيد من قوة وصلابة وتماسك القوات الأمنية في أبين، مؤكدا ان جميع القيادات والأفراد رهن إشارة الوطن بكل وقت. ودعا المحوري كافة أبناء محافظة أبين إلى التماسك والعمل لأجل مصلحة المحافظة بعيدا عن المصالح الضيقة. 
وبحسب تقارير إعلامية فإن الهجوم الذي شنته عناصر تنظيم القاعدة يُعتقد أن هدفه إسقاط مدينة المحفد والسيطرة على معسكر الحزام الأمني.
ويرى المراقبون أن أمن وأمان اليمنيين ليس في وارد ميليشيات الحوثي التي لا تجد حرجًا في العبث بأمن عدن عاصمة اليمن المؤقتة التي تحاول الدولة اليمنية انطلاقًا منها لملمت شتاتها والإشراف على استعادة اليمن كله، فتستهدف تلك المليشيات قوات الحزام الأمني التي لعبت الدور الأبرز في مكافحة الإرهاب ومواجهة مسلحي القاعدة وداعش في عدن ولحج وأبين.
وتأتي محاولة تنظيم القاعدة الإرهابي، السيطرة على معسكر لقوات الحزام الأمني في مديرية المحفد غداة تبني الجماعة الحوثية الموالية لإيران إطلاق صاروخ إيراني وطائرة مسيرة استهدفت معسكر الجلاء في مديرية البريقة غرب عدن، كما أعلن تنظيم داعش من جهته تبني الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة على قسم الشرطة في مديرية الشيخ عثمان شمال المدينة، وجاء اعتراف داعش موثق ببيان بثه التنظيم عبر وكالة أعماق التابعة له على الإنترنت، كما نشر صورة للانتحاري الذي نفذ الهجوم، مشيرا إلى أنه يدعى "عقيل المهاجر".
وبحسب تقارير صحفية فإن التزامن هنا بين عبث الحوثيين بأمن عدن مع عملية القاعدة الإرهابية في أبين والهجوم الانتحاري الداعشي على قسم شرطة الشيخ عثمان، ليس من قبيل الصدفة بل هي مأرب مشتركة بين المتمردين الحوثيين والقاعدة وداعش. 
فإذا كان توقيت العمليات قد أثار الكثير من علامات الاستفهام عن التقاء مصالح الجماعات الإرهابية الثلاث، فإنه أكد ما سبق وان قالته الشرعية والتحالف الداعم لها من وجود تنسيق مكثف بين ميليشيا الحوثي وتنظيم داعش والقاعدة الإرهابيين، الذين يعملون على ضرب مؤسسات الدولة وتجنيب مناطق سيطرة الميليشيات من أي عملية من العمليات الإرهابية وتحويل اليمن إلى ساحة لعمل الجماعات المتطرفة خدمة لمشاريع خارجية.
من ناحية أخرى وعلى وقع تلك العمليات الإرهابية التي اتهمت الحكومة اليمنية إيران بالوقوف خلفها، أعلنت الخارجية في بيان رسمي انضمام اليمن إلى التحالف الدولي ضد داعش.
وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية اليمنية إن "هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الحكومة اليمنية في محاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة، ونبذ التطرف الديني والفكري، لكونه ظاهرة خطيرة لا دين لها ولا وطن".
وأضاف المصدر أنه "وعلى الرغم من التحديات الأمنية التي تواجهها اليمن بسبب الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا، فإن الجمهورية اليمنية عازمة على الاستمرار في جهود مكافحة الإرهاب والتنسيق والتعاون مع جميع الشركاء الدوليين وفي مقدمتهم دول تحالف دعم الشرعية في اليمن والولايات المتحدة الأميركية الصديقة".
وفي سياق متصل، أشادت اللجنة الأمنية العليا بعدن، خلال اجتماع ترأسه وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، بالجهود العظيمة التي بذلتها الأجهزة الأمنية في أبين وتوجت بإعادة الأمن والاستقرار إلى مناطق مديرية المحفد، وإحكام السيطرة عليها وفرار العناصر الإرهابية في أعقاب نشاط كبير لتنظيم القاعدة ومهاجمته معسكرات ونقاط الحزام الأمني.

شارك