بعد خمس سنوات من المذابح: ألمانيا تواصل جلسات الاستماع لضحايا ارهاب داعش
السبت 03/أغسطس/2019 - 01:44 م
طباعة
برلين- هانى دانيال
بعد اقرار برلمان اقليم كردستان العراق ٣ أغسطس ذكري الإبادة الجماعية للايزيديين، تواصل السلطات الألمانية تنظيم جلسات استماع لضحايا تنظيم داعش وخاصة من الايزيديين، في ظل دعوات للاعتراف بالإبادة الجماعية ضدهم، في ذكري مرور خمس سنوات علي سيطرة التنظيم الإرهابي علي اقليم سنجار واقتحام الموصل، وقتل الالاف منهم وسبي النساء، وما ترتب علي ذلك من مقابر جماعية تم الكشف عنها مؤخرا.
ويحق للقضاء الألماني متابعة هذا القضية حتي ولو كانت خارج الديار، وذلك بموجب القانون الجنائي الدولي الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2002، والذي من شأنه يرسخ مبدأ الولاية القضائية العالمية، وبالتالي يحق للقضاء الألماني بمقاضاة جرائم القانون الجنائي الدولي، كالتي ارتكبها داعش ، حتى لو لم تكن قد ارتكبت داخل ألمانيا ولم يكن الجناة أو الضحايا من المواطنين الألمان.
الجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الايزيديين ضد ما يقرب من 10 آلاف شخص، أغلبهم من الرجال والأطفال، الذين تجاوز سنهم 12عاماً، وخلف ذلك 70 مقبرة جماعية في المنطقة، في حين تعرضت 7 آلاف امرأة إيزيدية وطفل للاختطاف والسبي والبيع والاغتصاب.
يقود التحقيق وجلسات الاستماع سيدات تم تدريبهم جيدا للتعامل مع الضحايا، ومتابعة حالاتهم بشكل جيد من أجل الوصول إلي نتائج سليمة، وحتي الآن تم الاستماع إلى أكثر من 100 امرأة خلال جلسات الاستماع الخاصة في ولاية بادن- فورتمبرج من قبل المكتب الاتحادي للتحقيقات الجنائية. وحوالي 100 من النساء الأخريات لا زلن يرغبن في الإدلاء بشهادتهن، هناك منهن من بحاجة إلي دعم نفسي لصعوبة الأضرار النفسية والجسدية التي لحقت بهم.
وفي دراسة حديثة تم الكشف عنها اليوم أعدتها جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة في ألمانيا، والتي تتخذ من مدينة جوتينجن
تم الإشارة إلي أن هناك 80% من النساء الإيزيديات في ألمانيا قلن إنهنّ تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر تنظيم "داعش". ونصفهنّ حبالى نتيجة الاغتصاب.
نوهت الدراسة إلي أنه من بين 296 سيدة إيزيدية شملهنّ الاستطلاع، نصفهن تعرضن للاغتصاب 20 مرة على الأقل.
من جانبه قال لـ"بوابة الحركات الاسلامية" حسو هورمي الناشط الايزيدي ورئيس المؤسسة الايزيدية الهولندية والحاصلة علي الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة أن هناك تواصل مع الحكومة الهولندية للاعتراف بالابادة الجماعية للايزيديين، وتم اتخاذ خطوات جادة في هذا الأمر بعد المشاركة في اجتماعات عديدة وجلسات خاصة، داعيا الحكومة الألمانية للسير علي هذه الخطي.
شدد علي أن ألمانيا تحتضن كثير من الايزيديين، ولكن هناك عدد منهم تم إرجاء طلبات اللجوء الخاصة به، لذا لابد من دراسة هذه الحالات بعين الاعتبار والتعامل مع الواقع الراهن الذي يكشف صعوبة عودتهم إي العراق نتيجة تردي الأوضاع هناك وخطورة علي حياتهم.
دعا هوري ألمانيا وفرنسا باعتبارهم أكبر دول أوروبا للاعتراف بالابادة الجماعية للايزيديين، وما سوف يترتب علي ذلك من انصاف الضحايا وتعامل المجتمع الدولي معهم بشكل جاد، وملاحقة قادة داعش في كل الأرجاء، فمنهم من هرب خارج سوريا والعراق، لذا لابد من قرارات أوروبية واضحة وعاجلة في هذا الشأن.
وفي هذا السياق أكد الدكتور لارس بيرستر بجامعة كولون بولاية شمال الراين- وستفاليا علي أن كل ما ارتكبه تنظيم داعش الارهابي يصنف باعتباره جريمة الإبادة الجماعية.
أضاف خلال لقاء له مع قناة DW الألمانية أن هدف الجناة هو تصفية جماعة قومية أوعرقية أو دينية معينة، بشكل كلي أو جزئي، وهذه النية للإبادة كانت موجودة بشكل واضح لدى داعش، وبالتالي التصنيف واضحة وبقوة ولا ريبة فيه، ويبقي الأمر بحاجة لوقت مناسب للخروج بقرارات وأحكام علي كل ما حدث في السابق.