بعد أنباء مقتل حمزة بن لادن.. واشنطن تؤكد تنظيم "القاعدة" يزداد خطورة
السبت 03/أغسطس/2019 - 02:15 م
طباعة
أميرة الشريف
ذكرت وكالة "بلومبرغ الأمريكية في تقرير لها، أن تنظيم "القاعدة" الإرهابي ما يزال يشكل تهديدا على الولايات المتحدة "كما كان في السابق"، وفق وزارة الخارجية الأمريكية.
وأوضح التقرير أن منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية ناثان سيلز أكد أن "تنظيم القاعدة أعاد بناء نفسه، في وقت كانت الولايات المتحدة تركز كل اهتمامها على القضاء على داعش في العراق وسوريا".
وقال، خلال مؤتمر صحفي عقد في واشنطن إن "تنظيم القاعدة ترك داعش في الواجهة وجعله يواجه كل جهود مكافحة الإرهاب في العالم، بينما استغل تلك الفترة لإعادة بناء نفسه من جديد"، قائلا: "ما نراه اليوم هو تنظيم قوي كما كان في السابق".
وأشار سيلز إلى أن السلطات الأميركية تراقب "فروعا نشيطة" للقاعدة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصومال، حيث تنفذ "حركة الشباب" هجمات بشكل منتظم.
وبيّن أن "فترة الصمت التي عاشتها القاعدة لا ينبغي أن تخدع الناس بأن عهد التنظيم انتهى.. المعركة ضد التنظيم متواصلة".
وكان الرئيس دونالد ترامب قال، في فبراير الماضي، إن الولايات المتحدة وشركاءها في التحالف نجحوا في تحرير الأراضي السورية والعراقية من أيدي داعش، فيما حذر رئيس المخابرات الوطنية الأمريكية، دان كوتس، من أن الآلاف من المقاتلين كانوا مختبئين تحت الأرض لإعادة تجميع صفوفهم.
وكانت أفادت الولايات المتحدة بأن لديها معلومات تفيد بموت حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وخليفته المحتمل.
وفي وقت سابق من بداية العام الجاري، انضم حمزة بن لادن، إلى قائمة طويلة من أخطر الإرهابيين، أعلنتها الولايات المتحدة منذ بداية حربها على الإرهاب، بمكافآت فلكية لمن يدلي بمعلومات عن "الرؤوس الثمينة".
وقتل حمزة في غارة جوية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام في الولايات المتحدة عن مسؤولين في المخابرات الأمريكية.
ولا يعرف مكان ولا تاريخ موته، ولم يصدر أي تعليق بعد عن وزارة الدفاع الأمريكية بنتاجون
وكان بن لادن الابن، الذي يعتقد أنه كان في الـ30 من العمر، قد نشر رسائل صوتية ومرئية يدعو فيها إلى شن هجمات على الولايات المتحدة وبلدان أخرى.
ورصدت الحكومة الأمريكية فبراير الماضي مكافأة قيمتها مليون دولار، لمن يدلي بمعلومات تقود إلى الكشف عن مكان اختفاء حمزة، الذي يُعتقد أنه تولى قيادة تنظيم القاعدة بعد مقتل والده في عملية نفذتها قوات أمريكية في باكستان في شهر مايو عام 2011.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز وشبكة إن بي سي، وسي ان ان الأمريكية خبر "وفاة" حمزة نقلا عن مصادر في المخابرات الأمريكية لم تحددها.
ولم يصدر حتى الآن أي تأكيد عن تنظيم القاعدة.
وأفادت تقارير بأن حمزة بن لادن قتل في عملية عسكرية في العامين الماضيين، وأن الحكومة الأمريكية كانت ضالعة في ذلك، لكن لا يعرف تاريخ قتله ولا وقته.
وحث حمزة بن لادن الجهاديين على الانتقام لمقتل والده في عملية للقوات الأمريكية الخاصة في مدينة أبوت أباد الباكستانية، كما دعا أهالي شبه الجزيرة العربية إلى التمرد.
وسحبت السعودية جنسيتها في مارس الماضي. من حمزة بن لادن، ويُعتقد أن حمزة كان رهن الإقامة الجبرية في إيران، لكن تقارير أخرى تشير إلى أنه ربما كان موجودا في أفغانستان أوباكستان أوسوريا.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن وثائق عُثر عليها في منزل كان يختبئ فيه والده أثناء عملية قتله في 2011، تشير إلى إعداد حمزة لتولي قيادة تنظيم القاعدة خلفا لوالده.
ووفق تقارير إعلامية، فقد عثرت القوات الأمريكية على شريط فيديو يسجل زفاف حمزة على ابنة زعيم بارز آخر في تنظيم القاعدة، وإن الاحتفال أُقيم في إيران.
ويُعتقد أن هذا الزعيم البارز هو عبد الله أحمد عبد الله أو أبو محمد المصري، المتهم بالضلوع في تنفيذ تفجير سفارتي الولايات المتحدة في تنزانيا وكينيا عام 1998.
وتعد هجمات 11 سبتمبر المدمرة في الولايات المتحدة أشهر الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة وأدت إلى شهرته عالميا وزيادة تأثيره في الدول الإسلامية، لكن هذا النفوذ تراجع خلال العقد الماضي بسبب صعود جماعات متطرفة أخرى منها تنظيم الدولة الإسلامية.
وخلال الأشهر الأخيرة ترددت أقوال بأنه ربما كان في أفغانستان، أو باكستان، أو إيران، ولكن المسؤولين لم يتمكنوا من تحديد البلد الذي كان يختبئ فيه "المطلوب رقم واحد" بالنسبة إلى أمريكا.
ولا تمثل قيمة المكافأة التي أعلن عنها للحصول على معلومات تفضي إلى معرفة مكانه، مدى الخطر الذي يمثله فقط، بل تمثل أيضا الأهمية الرمزية له بالنسبة إلى تنظيم القاعدة، وآليات الدعاية فيه.
وكان حمزة طفلا حينما ساعد والده في تدبير هجمات 11 سبتمبر ، ولكن التنظيم يقول إنه كان بجانب والده في ذلك الوقت.
ولا شك في أن السعي إلى الانتقام لمقتل والده، والذي تم على أيدي قوات أمريكية خاصة، كان أمرا ملحا بالنسبة إلى الابن الذي تربى على كراهية أمريكا. ونشر في السنوات الأخيرة على الإنترنت رسائل تحث على شن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها.