الاختراق الحوثي لوكالات الأمم المتحدة وأزمة اليمن

الثلاثاء 06/أغسطس/2019 - 12:37 م
طباعة الاختراق الحوثي لوكالات حسام الحداد
 
قال وزير الإعلام اليمنى معمر الأرياني، أن وثائق التحقيقات الداخلية للأمم المتحدة والمعلومات التي جمعتها وكالة "اسوشيتد برس" من مقابلات مع عمال إغاثة عن أداء وكالات الأمم المتحدة وكشفت حجم الاختراق الحوثي لها والفساد السياسي والمالي والمحسوبية وسوء الإدارة لجهود الإغاثة فى اليمن، فضيحة تمس بسمعة ورصيد هذه المنظمة.
وأوضح الأرياني  في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) 6 أغسطس 2019، أن ‏المعلومات التي تضمنها التحقيق عن حجم الفساد والمحسوبية والاحتيال ومخالفات التوظيف وإيداع ملايين الدولارات من المساعدات لحسابات موظفين، والعقود المشبوهة، واختفاء أطنان من المواد الغذائية والأدوية والوقود وتسليمها للحوثيين، والسماح للقيادات الحوثية بالسفر فى سيارة أممية، أمر خطير.
وأشار الأرياني إلى أن ‏التقرير الصحفي يكشف عن مصير المليارات من الدولارات المخصصة لبرامج الإغاثة الإنسانية فى اليمن منذ العام 2015، ويؤكد ما تحدثنا عنه مرارا من اختراق ‎الميليشيا الحوثية المدعومة من ‎إيران لوكالات الأمم المتحدة العاملة فى مناطق سيطرة الميليشيا وخضوعها للضغوط والابتزاز.
‏وطالب الأرياني برفع السرية عن هذه التحقيقات ومراجعة أداء الأمم المتحدة ووكالاتها فى اليمن خلال السنوات الماضية وإعلان النتائج بشفافية للشعب اليمني، والكشف عن مصير مئات ملايين الدولارات من الإمدادات الغذائية والأدوية والمساعدات التى سرقتها الميليشيا الحوثية من أفواه الجوعى والنازحين.
ومما يزيد الأزمة الانسانية في اليمن انه على غرار احتفالات "الحرس الثوري الإيراني"، جاءت احتفالات ميليشيات الحوثي بتخريج نحو ربع مليون طالب يمني من فئة الأطفال والشباب من المراكز الصيفية التي أقامتها لخدمة أجنداتها ومشروعها الطائفي في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وحسب تقرير صحفي نشرته العربية نت الثلاثاء 6 أغسطس 2019، وزعت الميليشيات على الطلاب الخريجين عصابات رأس خضراء، حملت شعارها أو ما يطلق عليها "الصرخة"، وهي ذات الشعار الخميني في إيران، والتي رددها الطلاب في الاحتفال الختامي الذي شهده جامع "الصالح" بالعاصمة صنعاء.
ووفق الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الحوثيين، فقد التحق بالمراكز الصيفية التي أقامتها ووصفتها الحكومة الشرعية بـ"الطائفية"، وحذرت من خطورتها في غرس ثقافة الموت والكراهية، 251 ألفا و234 طالبا وطالبة توزعوا على 3672 مركزاً في المحافظات الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية.
وقامت الميليشيات بتوزيع الطلاب الملتحقين إلى 5 مستويات وفقاً للفئة العمرية، منهم أكثر من 95 ألف طالب في المستوى التمهيدي، و87 ألف طالب في المستوى الأول، و47 ألف طالب في المستوى الثاني، و18 ألف طالب في الثالث، و1271 طالبا وطالبة في المستوى الرابع.
تدريبات للطلاب في المراكز الصيفية الحوثية
وتركز جماعة الحوثي على شريحة الأطفال والنشء نظرا لسهولة التأثير فيهم، وغرس المفاهيم والمعتقدات الخاصة بالجماعة في عقولهم، تمهيدا لإلحاقهم بمعسكرات تدريبية، ليتم لاحقا إرسالهم إلى الجبهات.
وتلقى الطلاب في المراكز تدريساً خاصاً من قبل قيادات حوثية ومعلمين موالين لهم، وتضمنت تدريبات عسكرية، بحسب أحد المدربين الذي كشف أن إدارة المركز الصيفي طلبت منه تنفيذ برنامج عسكري للطلاب لتعزيز استعدادهم للقتال وزيادة قدراتهم على تحمل الظروف الصعبة.
وأضاف: "المراهقون بعد تدريبهم، يتوقون للمشاركة في المعارك بدون حساب أي عواقب تذكر، ومن ثم يتواصلون مع المشرف الأمني الخاص في الحي ويطلبون الالتحاق بدورة عسكرية مباشرة، تتضمن التدريب على استخدام السلاح وجميع أنواع فنون القتال تمهيداً لمشاركتهم في جبهات الصراع".
وبحسب مراقبين، فإن المضامين الواردة في المناهج الحوثية للمراكز الصيفية من شأنها العبث بمستقبل الأجيال وتفخيخها بالطائفية وتخريج مقاتلين متطرفين إرهابيين على خطى ما عرف بـ"أطفال داعش" في العراق والتي لاتزال تداعياتها مستمرة إلى الآن.
وتهدف ميليشيات الحوثي من هذه المراكز إلى إعداد جيل من المقاتلين لسد العجز في صفوفها، وهو ما يبرر الاهتمام العالي بهذه المراكز على أعلى المستويات بدءاً من زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، الذي وجه كلمة للقائمين على المراكز بعد افتتاحها بأيام ثم كلمة في ختامها.
أطفال في المراكز الصيفية الطائفية للحوثيين
واجتذب اهتمام الحوثيين بالمراكز الصيفية هذا العام نظر كثير من المحللين والنشطاء الذين أبدوا تخوفهم من عملية "تجنيد وغسيل مخ" يقوم بها الحوثيون لجيل المستقبل.
ووصف وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية، محمد عسكر، المراكز الصيفية بأنها "وقود حروب الميليشيات الحوثية"، في إشارة لتجنيد الحوثيين لهؤلاء الأطفال ضمن صفوف مقاتلي الجماعة. وأضاف أن هذه المراكز "تجري عملية تفخيخ ممنهج لمستقبل اليمن".

شارك