الباحث عن الدم.. واشنطن تفضح مطامع خليفة الإرهاب أردوغان في سوريا
الأربعاء 07/أغسطس/2019 - 12:22 م
طباعة
روبير الفارس
أردوغان يطرد السوريين من تركيا وفي الوقت ذاته يعلن عن مطامعه لاحتلال شرق الفرات وقتل الاكراد كما تبطش قواته بالابرياء في عفرين حيث قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا ستدفع الثمن غاليا إذا لم تفعل ما هو لازم في شمال سوريا، وذلك بعد أن تعهد في مطلع الأسبوع بتنفيذ عملية عسكرية في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد في شرق الفرات.
وسبق أن قامت تركيا بعمليتين عسكريتين في شمال سوريا.
وفي خطاب أمام سفراء أتراك في أنقرة، قال أردوغان إن هذه العملية ”ستنتقل إن شاء الله إلى مرحلة جديدة قريبا جدا“.قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر يوم الثلاثاء إن أي عملية تركية في شمال سوريا ستكون ”غير مقبولة“ وإن الولايات المتحدة ستمنع أي توغل أحادي الجانب، وذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وأنقرة.
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال إن تركيا، التي لديها بالفعل موطئ قدم في شمال غرب سوريا، ستنفذ عملية عسكرية في منطقة يسيطر عليها الأكراد شرقي نهر الفرات بشمال سوريا.
وأضاف إسبر للصحفيين المرافقين له في زيارة إلى اليابان ”نعتبر أن أي تحرك أحادي من جانبهم سيكون غير مقبول“.
ومضى يقول ”ما سنفعله هو منع أي توغل أحادي من شأنه أن يؤثر على المصالح المشتركة… للولايات المتحدة وتركيا وقوات سوريا الديمقراطية في شمال سوريا“.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية، بمساندة أمريكية، من انتزاع السيطرة على أغلب مناطق شمال شرق سوريا من تنظيم داعش في السنوات الأربع الأخيرة. وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية.
وقال إسبر إن الولايات المتحدة لا تعتزم التخلي عن قوات سوريا الديمقراطية، لكنه لم يصل إلى حد تقديم ضمانات بأن الولايات المتحدة ستحميها في حال تنفيذ تركيا عملية عسكرية.
ويزور فريق من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) تركيا للحديث مع مسؤولين أتراك بشأن هذا الأمر، وقال إسبر إنه يأمل في إمكانية التوصل إلى اتفاق مع أنقرة.
وأشار إلى أن تنفيذ عملية تركية في شمال سوريا قد يحول دون أن تركز قوات سوريا الديمقراطية على منع تنظيم داعش من استعادة أراض كان يسيطر عليها من قبل في سوريا وعلى قدرة القوات المدعومة من الولايات المتحدة على الإبقاء على آلاف المحتجزين التي تقول إنهم من مقاتلي تنظيم داعش.
وتهدف الحملة التركية، التي تأجلت منذ شهور بسبب معارضة واشنطن لها، إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردية من شريط من البلدات الحدودية في محافظتي الرقة والحسكة.
وتتهم أنقرة واشنطن بعرقلة التقدم باتجاه إقامة منطقة آمنة داخل الحدود السورية الشمالية الشرقية مع تركيا تكون خالية من وحدات حماية الشعب.
وقال أردوغان هذا الأسبوع إنه تم إبلاغ روسيا والولايات المتحدة بالعملية لكنه لم يحدد متى ستبدأ. وسيكون هذا ثالث توغل تركي في سوريا خلال ثلاث سنوات.
وفي السياق ذاته حذر قيادي كردي بارز من أن تركيا ستبادر إلى شنّ هجوم ضد مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا في “أول فرصة” تسنح لها، رغم سعي واشنطن إلى التهدئة وإيجاد حل يرضي حليفيها.
وقال القيادي الكردي وأحد مهندسي الإدارة الذاتية ألدار خليل “ما لم يتم ردع تركيا أو يحصل اجماع على قرار دولي لمنعها، فهي بالتأكيد في حالة هجوم”.
واعتبر أن “أردوغان جدي وفي أول فرصة سيبادر إلى الهجوم”، مشدداً على أنّ “المقاومة ستكون الخيار الأساسي لمواجهة تهديدات مماثلة إلى جانب محاولاتنا في العمل السياسي والدبلوماسي بغية إيقافها”.
ويكرّر أردوغان منذ عام ونصف عام تهديده بشن هجوم جديد ضد الأكراد في منطقة شرق نهر الفرات، إلا أنه لم ينفّذ أياً منها. ويحشد قواته منذ أشهر قرب الحدود السورية وفق وسائل اعلام تركية.
وفي محاولة لتهدئة الوضع، اقترحت واشنطن نهاية العام الماضي إنشاء “منطقة آمنة” بعمق ثلاثين كيلومتراً على طول الحدود بين الطرفين، تتضمن أبرز المدن الكردية. رحبت أنقرة بالاقتراح لكنها أصرت على أن تدير تلك المنطقة، الأمر الذي يرفضه الأكراد بالمطلق.
وبعد التصريحات الحماسية التي أدلى بها خليفة الارهاب عن استعداد بلاده لشن عملية عسكرية في شمال سوريا، قائلًا: “كما دخلنا عفرين وإدلب وجرابلس، سندخل أيضًا شرق الفرات”، بدأ مسؤولون أمريكيون يتحدثون عن عرقلة هذه العملية.
خبيرة الشؤون العسكرية الروسية تاتينا شوفالوفا، علقت على العملية العسكرية التركية المرتقبة شرق الفرات، في خبر نشرته وكالة الأنباء الروسية سبوتنيك، زاعمة أن الإدارة الأمريكية ستغلق المجال الجوي فوق سوريا من أجل منع التحرك التركي.
وأوضحت في خبرها أن القوات الأمريكية ستحاول منع استفادة تركيا من الغطاء الجوي خلال العملية العسكرية في شمال سوريا خلال العملية، عبر فرض حظر جوي فوق الشمال السوري، مشيرة إلى أن العملية العسكرية التركية ستقوم باستخدام وحدات من القوات الخاصة بغطاء من المدفعية.
كما زعمت تاتينا شوفالوفا أن الإدارة الأمريكية تخلت عن وحدات حماية الشعب الكردية التي تدعمها في عملية مكافحة تنظيم داعش في شمال سوريا، قائلة: “لقد تركت الإدارة الأمريكية وحدات حماية الشعب الكردية بمفردها في مواجهة تركيا، بعد أن كانت تقدم لها الدعم”.
وأكدت أن الإدارة الأمريكية ستحول دون قيام تركيا بعملية عسكرية شاملة في شمال سوريا، وستعمل على أن تقتصر العملية على أهداف محدودة.
يذكر أن الرئيس التركي أردوغان اجتمع بمجلس الأمن القومي التركي، في 26 يوليو الماضي، وأصدر قرارًا بإقامة ممر آمن في شمال سوريا، تحت اسم “ممر السلام”، بعد أن فشلت المفاوضات مع الإدارة الأمريكية عن طريق مبعوثها الخاص بسورية جيمس جيفري بشأن إقامة منطقة عازلة.