بعد طرده من سوريا والعراق.. داعش يوقظ خلاياه النائمة مجددًا

الجمعة 09/أغسطس/2019 - 01:15 م
طباعة بعد طرده من سوريا فاطمة عبدالغني
 
يبدو أن القضاء على داعش لا يعني أن خطره قد زال، لأن قدرته على تحريك خلاياه النائمة في المناطق التي طرد منها في سوريا والعراق مازالت قائمة.
يأتي هذا في إطار كشف رئيس اللجنة الأمنية في محافظة ديالى، صادق الحسيني، أمس الخميس 8 أغسطس،‏ عن تفاصيل عملية "وادي الكلال" شرق بعقوبة، والتي استهدفت فلولاً لتنظيم داعش كانت تخطط لاستهداف الأبرياء في العيد.
 وقال الحسيني: إن "قوة استخبارية توغلت إلى عمق وادي الكلال‏ في أطراف حوض الندا، واشتبكت مع خلية انتحارية مرتبطة بتنظيم داعش، كانت مختبئة في مضافة تحت الأرض، ونجحت من قتل 4 منها يرتدون أحزمة ناسفة". 
من ناحية أخرى أعلنت وزارة الداخلية العراقية، أمس، عن اعتقال مسؤول "مغانم" في تنظيم داعش بمحافظة كركوك، وقالت الوزارة، في بيان: "تمكنا من اعتقال الإرهابي المكنى أبو شاهر، الذي يشغل منصب مسؤول الغنائم في تنظيم داعش". 
وعلى صعيد متصل، قال نائب رئيس أركان الجيش العراقي الفريق الركن عبد الأمير يار الله، أمس، إن تنظيم داعش لن يتمكن من العودة، بالرغم من عملياته الإرهابية هنا أو هناك، وذلك بعد يوم من نشر تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية، حذّر من خطر جديد للتنظيم في العراق.
وذكر يار الله في حديث إذاعي، أن "داعش سيطر على ثلث العراق لسنوات، وأفكاره موجودة لغاية الآن، لكن الأجهزة الأمنية مستعدة للقضاء على كل ما يظهر من التنظيم"، موضحًا أن "داعش سيستمر بالظهور، لكن ليس بالمستوى الذي سيؤثر على العراق".
وفيما يخص الحدود العراقية السورية، أوضح يار الله، أن جهود صنوف الأجهزة الأمنية موجودة هناك، والحدود مؤمنة، مؤكداً أن "داعش لن يستطيع العودة، لأننا قادرون على القضاء على كل ما يظهر من التنظيم"
وكان مفتش عام في وزارة الدفاع الأمريكية، أعلن في تقرير، أن تنظيم داعش عاود الظهور في سوريا، وأنه عزز قدراته في العراق. وقال التقرير "رغم خسارته خلافته المزعومة (على المستوى الإقليمي)، إلا أّن داعش عزز قدراته في العراق واستأنف أنشطته في سوريا خلال الربع الحالي من السنة".
وأضاف أن "التنظيم استطاع توحيد ودعم عمليات في كلا البلدين، والسبب في ذلك يرجع بشكل جزئي إلى كون القوات المحلية غير قادرة على مواصلة عمليّات طويلة الأجل، أو شن عمليّات في وقت واحد، أو الحفاظ على الأراضي التي استعادتها".
ورأى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، كريم عليوي، أن "ما تبقى من داعش الإرهابي لا يتجاوز الـ 2000 عنصر، موجودين على شكل خلايا نائمة في بعض المناطق الصحراوية والقرى، وهم غير قادرين على شن أية عملية عسكرية".
من ناحية أخرى وبحسب فضائية سكاي نيوز حمّل تقرير صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) الثلاثاء الماضي، الرئيس دونالد ترامب، مسؤولية إعادة انتشار مسلحي تنظيم داعش في مناطق عدة من سوريا والعراق.
واعتبر التقرير الربع سنوي للبنتاغون، الذي عرض على الكونغرس الأمريكي، أن قرار ترامب بسحب قوات أمريكية من سوريا، فضلا عن إهمال العمل الدبلوماسي مع حكومة بغداد، ساعدا "داعش" دون قصد على تنظيم صفوفه مرة أخرى في البلدين.
وأوضح التقرير بحسب سكاي نيوز أن"تنظيم داعش واصل تحوله من قوة مالكة للأراضي إلى تمرد في سوريا، وكثف تمرده في العراق"، رغم أن ترامب قال لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن "التنظيم هُزم والخلافة انهارت".
وكان مسؤولون وخبراء سياسيون وعسكريون، حذروا مرارا من أن الانسحاب الأمريكي السريع من سوريا سيمكن "داعش" من إعادة تنظيم صفوفه، بعد تلقيه هزائم عسكرية واقتصادية ساحقة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
كما ذكر تقرير البنتاغون بشكل صريح، أن تخفيض عدد القوات الأمريكية في سوريا، الذي أعلنه ترامب في نهاية العام الماضي، ساهم في خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة.
وحسب التقرير، ترك الانسحاب الذي أدى إلى استقالة وزير الدفاع جيم ماتيس، شركاء الولايات المتحدة السوريين في مأزق، دون تدريب أو دعم كانوا يحتاجون إليه لمواجهة "داعش"، وفي العراق تفتقر قوات الأمن إلى التجهيزات اللازمة لمحاربة التنظيم الإرهابي لفترات طويلة.
ووفقًا لسكاي نيوز يقدر البنتاغون أن تنظيم داعش يضم ما بين 14 و18 ألف مسلح، ينفذون الآن عمليات اغتيال وهجمات انتحارية، وينصبون الكمائن ويدبرون حرق المحاصيل في سوريا والعراق، بخلاف نشاطهم السابق في البلدين الذي بدأ عام 2014 بهدف الاستيلاء على الأراضي وكسب مساحات جديدة.
وحذر التقرير من أن داعش وجد مصدرا للعائدات مرة أخرى، عن طريق ابتزاز المدنيين في البلدين، وعمليات الاختطاف للحصول على فدية، وجني الأموال من عقود إعادة البناء، وهذه الطريقة اللامركزية لجمع المال، على عكس نظام الضرائب والإيرادات المفصل الذي استخدمه "داعش" خلال فترة قوته، تجعل من الصعب تتبع الدخل.
ويرى التقرير أن مخيم الهول الذي يضم آلاف من النازحين في الحسكة شمال شرقي سوريا، يعد مكانا مثاليا لتجنيد أعضاء جدد في "داعش"، حيث لا تبدو القوات الحكومية قادرة على حماية المنطقة من المسلحين، كما أن قلة الدعم الأمريكي للحفاظ على ظروف آمنة أو مواجهة دعاية "داعش" فتح الباب أمام أنشطة التنظيم.
ووفقا لبريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الخاص السابق للتحالف الدولي ضد داعش الذي خدم في عهد الرؤساء جورج بوش الابن وباراك أوباما وترامب، فإن قرار إدارة الأخير بتركيز اهتمامها على إيران قلل من قدرتها على مواجهة داعش بشكل فعال في سوريا والعراق.
وبحسب سكاي نيوز استقال ماكغورك من منصبه بعد أن أعلن ترامب سحب قواته من سوريا، وفي مقال نشره في يناير، حذر من أن "سياسات الرئيس في المنطقة ستوفر حياة جديدة لداعش وغيرهم من أعداء الولايات المتحدة"، وأن القرار "سيعجل بالفوضى ويخلق بيئة لعلو نجم المتطرفين"، وهو ما أكد تقرير البنتاغون إنه يحدث على الأرض.
وبات لدى الولايات المتحدة نحو ألف جندي فقط في سوريا، في مهام مختلفة أهمها كبح نفوذ "داعش" ودعم القوات المحلية التي تقاتله، فضلا عن مواجهة النفوذ الإيراني ومراقبة تحركات القوات الحكومية السورية.
كما أدى قرار سحب الموظفين غير الطارئين من العراق، حسب التقرير، إلى تقليل النفوذ الدبلوماسي الأمريكي هناك، ووفقا لوزارة الخارجية، قلل ذلك من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم الدعم للمحتاجين.

شارك