عدن.. بين صراعات داخلية وحسابات خارجية علي أنقاض اليمنيين
الجمعة 09/أغسطس/2019 - 01:29 م
طباعة
أميرة الشريف
ما زالت العاصمة اليمنية عدن مشتعلة بالحرب، حيث تجددت الاشتباكات صباح اليوم الجمعة 9 أغسطس 2019 في محيط قصر معاشيق ومديرية المنصورة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، في وقت دعت فيه دول غربية وعربية إلى ضبط النفس ووقف الإقتتال.
ويحيط بالمشهد اليمني غموض وتعقيد وموقف ضبابي، التي كان من المفترض أن تتحول للنموذج المثالي في اليمن.
وتشهد عدن منذ فترة صراعات بين أطراف خارجية وحسابات اقتصادية وتطورات إقليمية مقلقة تلقي كلها بظلالها على الوضع في "العاصمة المؤقتة" للبلاد.
ودعا المجلس الانتقالي الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، أول أمس الأربعاء 7 أغسطس 2019، أنصاره والقوات التابعة له، بالزحف إلى القصر الرئاسي الذي تتخذه الحكومة الشرعية الداعمة للرئيس عبد ربه منصور هادي كمقر رئيسي لها، من أجل إسقاطها.
ومن جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء الاشتباكات العنيفة في عدن داعية جميع الأطراف إلى وقف التصعيد والامتناع عن إراقة المزيد من الدماء.
وأدت الاشتباكات إلي سقوط مئات من القتلى والجرحى بينهم مدنيون لم تتضح حصيلتهم على الفور، إلى جانب تضرر العديد من المنازل في مديريتي كريتر وخور مكسر.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاجوس مساء أمس الخميس، إن الولايات المتحدة تدعو جميع الأطراف إلى الامتناع عن التصعيد وعن إراقة المزيد من الدماء وحل الخلافات عبر الحوار، مضيفة أن إثارة المزيد من الانقسامات والعنف داخل اليمن لن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب اليمني وإطالة أمد الصراع.
واندلعت اشتباكات الأربعاء خلال تشييع جثامين ضحايا الحزام الأمني، الذين قتلوا إثر الانفجارات التي استهدفت معسكر الجلاء ومركزا للشرطة، الخميس الماضي.
وحمّلت الحكومة اليمنية المجلس الانتقالي مسؤولية التصعيد المسلح في عدن، وأكدت الحكومة، في بيان التزامها "بالحفاظ على مؤسسات الدولة وسلامة المواطنين" والعمل "على التصدي لكل محاولات المساس بالمؤسسات والأفراد".
وأشارت إلى "أنها تعمل مع الأشقاء بقيادة تحالف دعم الشرعية على تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي تشهدها مدينة عدن، داعية الأحزاب وكافة الفعاليات لإدانة دعوات التمرد في عدن".
وعلي الرغم من نجاح التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد ميليشيات الحوثي الإرهابية، في كبح جماح المواجهات، إلا أن عناصر من حزب الإصلاح الإخواني، تحاول تأجيج الوضع في عدن لتغذية التوتر والاستمرار في الفوضى.
ووفقاً لشهود عيان، فقد توسعت الاشتباكات المسلحة بين قوات الحماية الرئاسية، وقوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي، إلى عدة أحياء في مدينة عدن، وتحولت إلى "حرب شوارع" بعد هدوء حذر استمر لساعات.
وتحظى قوات الحزام الأمني التي تتمتع بنفوذ في الجنوب اليمني وتقاتل الحوثيين ضمن صفوف القوات الحكومية، بدعم التحالف العربي.
وقال شهود عيان إن الاشتباكات اقتربت من منزل وزير الداخلية، أحمد الميسري، ومن محيط مطار عدن الدولي، شرقي المدينة، وأدى اقتراب الاشتباكات من محيط المطار إلى تعليق العمل فيه، حسبما أفاد شهود العيان.
فيما، دعت بريطانيا إلى التحاور ووقف التصعيد في عدن، حيث ناشد مايكل أرون، السفير البريطاني لدى اليمن، اليوم الجمعة، الأطراف المتصارعة في المدينة اليمنية بوقف القتال.
ودعا أرون في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي تويتر الأطراف المتصارعة إلى التحاور من أجل حل الصراع.
وكتب "مئات المدنيين عالقين في بيوتهم نتيجة للصراع ولابد من الحوار وإنهاء القتال حتى يتمكن الناس من قضاء العيد مع أسرهم بسلام".
وأعلنت الإمارات التي تعد ثاني أكبر دولة في التحالف العسكري العربي، الذي تقوده السعودية منذ ربيع عام 2015، عن خفض وإعادة نشر قواتها في اليمن، الأمر الذي فتح الباب أمام العديد من التكهنات حول خلفيات هذا القرار وتوابعه على مصير التحالف العربي ومستقبل الصراع في اليمن، وعلاقة القرار المحتملة بالصراع الدائر في دول أخرى بالمنطقة، خصوصا في ظل التوترات الراهنة مع إيران.
في غضون ذلك قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن التطورات حول قصر المعاشيق في عدن مقلقة والدعوة إلى التهدئة ضرورية. وأضاف قرقاش في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "الإطار السياسي والتواصل والحوار ضروري تجاه إرهاصات وتراكمات لا يمكن حلها عبر استخدام القوة".
وكانت الإمارات العربية المتحدة قد دعت منذ الأربعاء إلى التهدئة بعد اندلاع اشتباكات بين قوات "الحزام الأمني" والحرس الرئاسي.
وتسعى الإمارات دائما لدعم الاستقرار في المناطق اليمنية المحررة من الحوثيين كما لأبوظبي جهود كبيرة لدعم الشرعية في اليمن في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران أو في مواجهة القاعدة وداعش.