واجهات "حزب الله" المالية في مرمى نيران واشنطن

السبت 10/أغسطس/2019 - 12:40 م
طباعة واجهات حزب الله المالية فاطمة عبدالغني
 
في خطوة تهدف لتجفيف منابع أنشطة ميليشيات حزب الله، أصدرت محكمة أمريكية حكم بالسجن 5 سنوات وبغرامة تصل ل50 مليون دولار على رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين، وهو الحكم الذي جاء بعد اعتراف تاج الدين بتهم غسل أموال لصالح حزب الله والالتفاف على عقوبات تمنعه من التعامل مع شركات أمريكية.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مساعد المدعي العام الأمريكي بأن الحكم الصادر بحقه يأتي ضمن جهود وزارة العدل الأمريكية المتواصلة من أجل تعطيل وتفكيك شبكات حزب الله، إذ يعد تاج الدين واجهة مالية لحزب الله من خلال إدارته لشركات عابرة للقارات تملك فروعًا في جميع أنحاء العالم.
ويعتبر البيت الأبيض شركات المسئول اللبناني جزءًا من شبكة عالمية تقدم ملايين الدولارات للميليشيات اللبنانية المصنفة لدى واشنطن منظمة إرهابية.
وبحسب المراقبين بات واضحًا سعي المجتمع الدولي لكشف أوراق المليشيات اللبنانية ومصادر تمويلها وذلك من خلال إحباط مؤامرات الحزب في بقاع عدة بدأ بآسيا مرورًا بإفريقيا وصولاً لأمريكا الجنوبية، وهي المؤامرات التي كانت أذرع حزب الله تنسجها مع شبكات إرهابية وإجرامية.
ووفقًا لتقرير سري للأجهزة الاستخباراتية الأمريكية كشفت خلاصته لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ في يناير من العام 2018 جمع حزب الله بفضل شبكات علاقاته في أمريكا اللاتينية ما بين 600 و700 مليون دولار بين عامي 2014 و2016 في عمليات تبيض أموال.
وفي هذا السياق يرى خبراء أن الجهود الدولية لمكافحة الأنشطة المشبوهة للحزب اللبناني بدأت تؤتي ثمارها خاصة بعد فرض واشنطن حزمة من العقوبات أسهمت في أضعاف وجوده وتحجيم دوره في المنطقة.   
يشار إلى أن واشنطن كانت قد فرضت عقوبات على كيانات وأفراد في مليشيات حزب الله في 24 أبريل الماضي، العقوبات بحسب وزارة الخزانة الأمريكية استهدفت شخصين: الأول بلجيكي من أصل لبناني يدعى وائل بزي، لأنه تصرف، بحسب مكتب وزارة الخزانة لمراقبة الأصول الأجنبية، نيابة عن والده محمد بزي، أحد ممولي لحزب الله، واتخذ المكتب إجراء أيضاً ضد شركتين بلجيكيتين وشركة مقرّها بريطانيا تخضع لسيطرة بزي.
أما الشخص الثاني فهو لبناني ويدعى حسن طباجة، وبموجب ذلك يتم تجميد أصول الرجلين وممتلكاتهما ويمنع المواطنون والشركات الأمريكية من التعامل معهما.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية  حينها أن هاتان الشخصيتان والكيانات الثلاثة تعمل كقنوات للتهرب من العقوبات المفروضة على إيران وحزب الله.
وأكدت سيجال ماندلكر وكيلة وزارة الخزانة في بيانٍ لها: "أن الخزانة قامت بتفكيك اثنتين من أهم الشبكات المالية لحزب الله في إطار سعيها المستمر لتعقب الجهات الممولة للحزب".
وأضافت "باستهداف حسن طباجة، ووائل بزي وشركاتهما في أوروبا، تواصل هذه الإدارة قطع كل وسائل الدعم المالي التي يعتمد عليها حزب لله".
يذكر أن واشنطن سبق وعرضت مكافئة تصل إلى 10 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تساعد في وقف التمويل عن مليشيات حزب الله، وحددت ثلاثة أسماء هم محمد بزي والد وائل بزي، وأدهم طباجة شقيق حسام طباجة، وعلي شرارة الذي تطاله العقوبات حتى الآن.
وبحسب تقارير أمريكية فإن هذا الثلاثي لعب دورًا بارزًا في توفير الدعم المالي لمليشيات حزب الله، وتمتد نشاطاته غير الشرعية إلى أربع قارات، يتعاون خلالها مع حكومات فاسدة ويتاجر بالمخدرات ويلجأ إلى تبيض الأموال لتوفير نحو مليون دولار تصل سنويًا إلى يد مليشيات حزب الله اللبنانية.   

شارك