اشتعال الأحداث في عدن.. قلق أممي واحتمالات حرب شوارع باليمن
السبت 10/أغسطس/2019 - 12:47 م
طباعة
أميرة الشريف
تتواصل الاشتباكات العنيفة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن لليوم الرابع تواليًا، بين قوات الحماية الرئاسية التابعة للحكومة الشرعية اليمنية، وقوات أمنية موالية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لتتوسع رقعتها الجغرافية، شاملة مديريات أخرى في الأجزاء الشمالية والغربية من عدن، وتزداد كلفتها الإنسانية والمادية، دون أن ترجح كفة أحد الطرفين على حساب الآخر.
وتصاعدت حدة المواجهات بين قوات الحماية الرئاسية والحزام الأمني في مناطق متفرقة في مدينة عدن جنوبي اليمن، في الوقت الذي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء الاشتباكات العنيفة داعيا كافة الأطراف إلى وقف الأعمال العسكرية.
وبدأت المواجهات بالاندلاع، الأربعاء الماضي، بعد أن شيّع آلاف الجنوبيين جثامين القيادي الأمني منير اليافعي وعدد من القتلى الذين قضوا ضحية الهجوم الصاروخي الذي استهدف معسكر الجلاء التابع لقوات الحزام الأمني، الخميس الماضي، وأعلنت ميليشيات الحوثيين تبنيها لهذا الهجوم، إلا أن قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلة بنائب رئيس المجلس هاني بن بريك، كشف عن وقوف حزب الإصلاح اليمني – ذراع الإخوان المسلمين في اليمن- والحكومة الشرعية، خلف ذلك الاستهداف، عبر تزويد الحوثيين بالمعلومات والإحداثيات الاستخباراتية.
وتشهد مدينة كريتر (عدن القديمة) سيطرة لقوات الحرس الرئاسي على محيط القصر الرئاسي بمنطقة معاشيق، ممتدة إلى أجزاء من شارع الملكة أروي في الشمال الشرقي من المدينة والمدخل الجنوبي لكريتر، وصولًا إلى مديرية خور مكسر، إضافة إلى شارع البنك المركزي اليمني، والأحياء المحيطة به، امتدادًا إلى مدخل سوق المدينة المقابل للبنك الأهلي اليمني، المعروف بشارع المتحف الحربي.
في المقابل، تسيطر القوات الأمنية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي على الأحياء الداخلية من المدينة وصولًا إلى الأجزاء الشمالية والغربية من مدينة كريتر وأسواقها التجارية، وسط انتشار لعرباتها العسكرية، وتواصل الاشتباكات على نحو متفرق ومتقطع في أجزاء متعددة من المدينة.
وأكدت مصادر أمنية وطبية سقوط قتلى وجرحى في المواجهات الدائرة في محيط معسكر اللواء الرابع، حماية رئاسية، بمنطقة اللحوم بمديرية دار سعد، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة من جراء استخدام السلاح الثقيل، فيما اتسعت رقعة الاشتباكات في مديرية خور مكسر.
ويحيط بالمشهد اليمني غموض وتعقيد وموقف ضبابي، التي كان من المفترض أن تتحول للنموذج المثالي في اليمن.
وتشهد عدن منذ فترة صراعات بين أطراف خارجية وحسابات اقتصادية وتطورات إقليمية مقلقة تلقي كلها بظلالها على الوضع في "العاصمة المؤقتة" للبلاد.
ووفق وكالة رويترز عن مصادر طبية إن 8 مدنيين على الأقل قُتلوا في عدن في غمرة العمليات العسكرية المتصاعدة في المدينة.
من جانبه دعا أمين عام الأمم المتحدة أطراف الصراع "للدخول في حوار شامل لحل الخلافات وبحث تخفيف المخاوف المشروعة لجميع اليمنيين ".
كما دعت الجامعة العربية، في بيان صادر عنها أمس الجمعة، جميع أطراف النزاع في اليمن إلى التهدئة، مع استمرار التوتر في مدينة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة.
وطالبت جميع الأطراف بالتهدئة والانخراط الجدي في حوار مسؤول من أجل إنهاء الخلافات، والعمل معًا من أجل ضمان عودة الشرعية إلى البلاد، وإنهاء معاناة الشعب اليمني والحفاظ على وحدة البلاد.
وفي صنعاء أفادت مصادر يمنية في العاصمة صنعاء، الجمعة، بأن ميليشيات الحوثي وضعت عناصرها في حالة استنفار بعد مقتل إبراهيم الحوثي شقيق زعيم التمرد عبد الملك الحوثي في ظروف غامضة.
وذكرت المصادر أن ميليشيات الحوثي وعناصر جهاز الأمن الوقائي التابعين استحدثوا عددا من نقاط التفتيش في شوارع منطقة مُسيك وسعوان والزبيري والخمسين وشوارع أخرى، مشيرة إلى أن المسلحين الحوثيين تمركزوا في هذه النقاط رفقة أطقم مسلحة وعربات مدرعة.
وقام المتمردون بعمليات تفتيش دقيقة وغير مسبوقة لمركبات المواطنين وفحصوا بطاقات الهوية للسائقين.
من جانب أخر، سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن بالكامل، على معسكر بدر آخر معسكرات القوات الحكومية التابعة للجيش اليمني في العاصمة المؤقتة.
ويعد المعسكر أحد أهم وأقوى معسكرات القوات التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وفي وقت سابق من اليوم سيطرت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي على اللواءين الثالث والرابع حماية رئاسية التابعين للجيش اليمني في عدن.
وأعلن نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، هاني بن بريك، اليوم السبت، السيطرة على مقر اللواء الرابع في العاصمة المؤقتة عدن.
وقال بن بريك في تغريدة على "تويتر": "سقط اللواء الرابع حماية إرهابية وستسقط معسكرات الإرهاب واحدا تلو الآخر".
وأضاف: "لم نستخدم أي سلاح ثقيل، ودبابات الشعب الجنوبي لا زالت في ثكناتها، لسنا بحاجة لها وخوفا على المدنيين".
وذكر أن قوات المجلس أسرت عددا من مقاتلي اللواء الرابع، مضيفاً أنه "سيتم معاملتهم معاملة كريمة"، مشيرا إلى "أن التوجيهات العليا بتأمين كل من يرمي سلاحه".
يذكر أن 30 قتيلا على الأقل سقطوا جراء المواجهات داخل معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، فجر السبت.
وهزت انفجارات قوية عدن، ليل الجمعة/السبت، وسط اشتباكات عنيفة في جبل حديد خور مكسر وسط المدينة.
كما شهدت الاشتباكات استخدام مختلف أنواع الأسلحة في محيط اللواء الرابع حماية رئاسية في اللحوم شمال عدن.
وكانت ميليشيا الحوثي الإرهابية الموالية لإيران قد أعلنت أمس الجمعة مقتل إبراهيم بدر الدين الحوثي، شقيق زعيم المتمردين.
وكانت، أعلنت الإمارات التي تعد ثاني أكبر دولة في التحالف العسكري العربي، الذي تقوده السعودية منذ ربيع عام 2015، عن خفض وإعادة نشر قواتها في اليمن، الأمر الذي فتح الباب أمام العديد من التكهنات حول خلفيات هذا القرار وتوابعه على مصير التحالف العربي ومستقبل الصراع في اليمن، وعلاقة القرار المحتملة بالصراع الدائر في دول أخرى بالمنطقة، خصوصا في ظل التوترات الراهنة مع إيران.
فيما أعربت الإمارات، اليوم السبت، عن بالغ قلقها إزاء استمرار المواجهات المسلحة فى مدينة عدن، عاصمة اليمن المؤقتة، داعية إلى التهدئة، والحفاظ على أمن وسلامة المواطنين اليمنيين.
ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية تأكيد الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، على ضرورة تركيز جهود جميع الأطراف على الجبهة الأساسية ومواجهة ميليشيا الحوثي الانقلابية والجماعات الإرهابية الأخرى والقضاء عليها.