مصر.. ومحاولات لحل الأزمة الليبية
الأربعاء 14/أغسطس/2019 - 12:29 م
طباعة
حسام الحداد
ذكرت مصادر إعلامية ليبية مساء الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٩، أن المواجهات التي شهدتها محاور القتال بطرابلس في الساعات الـ48 الماضية، أسفرت عن مقتل عدد من قادة ميليشيات حكومة الوفاق.
وقالت تقارير صحفية، إن بعض قادة الميليشيات سلم نفسه وعتاده لقوات الجيش الليبي في طرابلس، دون تفاصيل إضافية.
من جانبه، أكد المسؤول في التوجيه المعنوي التابع للجيش الوطني د. حسين العبيدي مقتل عدد من قيادات الميليشيات في المواجهات التي شهدها محور طريق المطار جنوب العاصمة طرابلس.
وذكر العبيدي في تصريح لـ “ إرم نيوز“ أن إحدى الكتائب التابعة لميليشيا قوة الردع والتدخل المشتركة بقيادة غنيوة الككلي، حاولت الهجوم على قوات الجيش المتمركزة في طريق المطار، لكن الجيش تصدى لها ودحرها.
وأشار إلى تكبيد الميليشيات خسائر أسفرت عن مقتل، القيادي الميليشاوي عادل الأبيض بالإضافة إلى عدد آخر من المسلحين، فيما سلم قائد ميداني آخر نفسه للوحدات العسكرية.
وذكر المكتب الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة يوم الثلاثاء مقتل عدد من مسلحي الوفاق في محور طريق المطار، ومن بينهم المدعو أشرف بيوك.
ونعت صفحة ميليشيا رحبة الدروع الشهيرة بميليشيا البقرة كلًّا من ”عبدالباسط عبد الرزاق محمد برقان“ و“أشرف محمد مختار بيوك“، اللذين سقطا في اشتباكات طريق المطار.
وقال مصدر عسكري ليبي تابع للجيش الوطني، إن العمليات العسكرية في تطور مستمر في جميع المحاور مبينًا أن الجيش التزم بالوقت المحدد للهدنة مضيفًا أن الجيش لم يبدأ المعارك بعد انتهاء الهدنة محملًا ميليشيات حكومة الوفاق تأزيم الموقف.
وأشار المصدر العسكري التابع للمنطقة العسكرية الغربية في حديثه لـ“إرم نيوز“ إلى أن قوات الجيش نفذت بضع عمليات مساء الثلاثاء بأكثر من محور من محاور القتال جنوب وغرب طرابلس .
وأضاف المصدر أن الطيران التابع للجيش الليبي نفذ بضع غارات استهدف فيها عدة تجمعات للميليشيات منها قصف رتل مكون من المعارضة التشادية حاولت الوصول لمحور الكسارات لدعم قوات أسامة الجويلي .
وذكر المصدر أن قوات الجيش استطاعت الدخول إلى بلدة القريات وسيطرت عليها سيطرة كاملة بعد فرار بعض المسلحين الذين كانوا يسيطرون على البلدة، وحسب المصدر فإن قوات الجيش تقوم بتمشيط المنطقة بحثًا عن العناصر المسلحة .
وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش استطاعت سحب جثة أنس القمودي وهو قيادي تابع للمجموعة المقاتلة التي يقودها أبوعبيدة الزاوي، ووفقًا للمصدر فقد تم تسليم جثة القمودي للهلال الأحمر الليبي.
وفي السياق ذاته أضاف المصدر أن قياديًّا في ميليشيات مصراته يدعى مراد شكوان قام بتسليم نفسه ومجموعته التي يقودها لقوات الجيش، بعد اتصالات تمت معه خلال أيام الهدنة ووافق بعدها على الاستسلام.
وفي محاولة منها لوقف القتال والتوصل لحلول سياسية على الأرض دعت وزارة الخارجية المصرية البعثة الأممية في ليبيا إلى التعاون والانخراط بشكل أكبر مع الممثلين المنتخبين للشعب الليبي، لبلورة خطة الطريق المطلوبة للخروج من الأزمة الحالية.
وأكدت الخارجية المصرية في بيان، الثلاثاء، أن "الحل في ليبيا لا يمكن إلا أن يكون ليبيا خالصا بدون تدخلات أو إملاءات خارجية، وهو الأمر الذي أكدت عليه اللقاءات التي استضافتها القاهرة مؤخرا، وآخرها اللقاء التشاوري لأعضاء مجلس النواب الليبي، باعتباره المؤسسة الوحيدة المنتخبة في ليبيا، والمناط بها التصديق على أي خارطة طريق قادمة للخروج من الأزمة الليبية، ووضع القواعد الدستورية اللازمة لتنظيم إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية".
وناشدت الخارجية المصرية "الأطراف الليبية اتخاذ موقف واضح للنأي بنفسها عن المجموعات الإرهابية، خاصة تلك المدرجة على قوائم العقوبات التي أصدرها مجلس الأمن".
ودعا الناطق باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إلى "البدء الآن بعملية التسوية الشاملة في ليبيا، والتي يجب أن تستند لمعالجة شاملة للقضايا الجوهرية، وتنفيذ كافة عناصر المبادرة التي أقرها مجلس الأمن في أكتوبر 2017".
وأشادت الخارجية المصرية بما "أعلنته الأطراف الليبية من هدنة إنسانية بمناسبة عيد الأضحى المبارك مؤخرا، باعتبار أن ذلك مثل خطوة على الطريق الصحيح نحو إمكانية بناء الثقة بين الأطراف الليبية".
وتتواصل منذ أبريل الماضي اشتباكات مسلحة بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وبين قوات "الجيش الوطني الليبي" الذي يقوده المشير خليفة حفتر، في مناطق متفرقة بضواحي طرابلس.
وكان أكثر من 70 نائبا من البرلمان الليبي عقدوا عدة لقاءات في القاهرة منتصف الشهر الماضي لبحث الأزمة الليبية الراهنة.
وفي نفس السياق وجه مجلس النواب الليبي التحية لمصر قيادة وحكومة وشعبا على مواقفها الداعمة للشعب الليبي في كل المحن التي مرت بها ليبيا وشعبها، مرحبا ببيان وزارة الخارجية المصرية بشأن سبل إنهاء الأزمة والحل في ليبيا وفقا لقواعد دستورية.
ودعت مصر البعثة الأممية للدعم في ليبيا للتعاون والانخراط بشكل أكبر مع الممثلين المنتخبين للشعب الليبي لبلورة خطة الطريق المطلوبة للخروج من الأزمة الحالية، وتنفيذ كل عناصر المبادرة التي أقرها مجلس الأمن في أكتوبر 2017.
وقال عبدالله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي: «نرحب ببيان وزارة الخارجية المصرية بشأن سبل إنهاء الأزمة والحل في ليبيا وفقا لقواعد دستورية يتم المصادقة عليها من قبل مجلس النواب لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وبدون تجاوز لإرادة الليبيين والإعلان الدستوري».
ونقلت قناة (سكاي نيوز) بالعربية اليوم الأربعاء عن بليحق قوله إن وضع حد للتدخلات الخارجية ودعم المليشيات المسلحة والمتطرفين ونزع السلاح خارج سلطات الدولة وحل هذا الميليشيات والقضاء على الإرهاب والتطرف هو السبيل لإنهاء حالة الفوضى وعودة الأمن والاستقرار وتوحيد مؤسسات الدولة وعودتها للعمل بشكلها الطبيعي.
ودعا بليحق بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للعمل بهذه الثوابت التي من شأنها إنهاء الأزمة الليبية والوصول لحل لها، مشيرا إلى أنه لا حل في ليبيا دون إرادة الليبيين ولا حل في ظل وجود الميليشيات والسلاح خارج سلطة الدولة ولا مكان للإرهابيين والمتطرفين في ليبيا.